انتشرت الاسلحة البيضاء في انحاء واسعة من اسواق العاصمة فصار المرؤ يحصل بسهولة على مبتغاه سواء كان رمحا او سكينا او خنجرا واذا كانت هذه الادوات تستخدم في السابق للدفاع عن النفس حال الاعتداء والتعرض للجماعات المتفلتة من اللصوص او قاطعي الطرق من المجرمين ،فقد برزت في الآونة الاخيرة مجموعات متفلتة تجوب الاحياء الطرفية واسواقها الشعبية المتنقلة وهي تتأبط السواطير والخناجر وغيرها من فصائل الاسلحة البيضاء وقد تزايدت هذه المجموعات التي وصلت لمرحلة من اللامبالاة تجعلها غير آبهة بمواجهة المجتمع وكافة الادوات والاجهزة . ان انتشار تصنيع وتجارة الاسلحة البيضاء وفقا لكثيرين من الخبراء يساعد في حصول تلك المجموعات على الاسلحة ما يتطلب قيام الدولة بحظر تصنيع وعرض تلك الاسلحة في الاسواق ويمضي المراقبون الى ضرورة تفعيل وسن التشريعات التي تمنع تداول الاسلحة البيضاء التي كثر حملها و باشكال كبيرة ( مع الناس ) خلال جولتها بالسوق الشعبي بامدرمان لاحظت وجود كميات كبيرة من السواطير والخناجر والسكاكين والمطاوي بانواع واحجام مختلفة تؤكد عدم وجود الرقابة وعدم وجود نصوص قانونية واضحة تحظر تصنيع او عدم تفعيلها ان كانت موجودة .الصحافة تحدثت الى بائعي هذه الاسلحة البيضاء و المواطنين عن ظاهرة انتشار الاسلحة البيضاء في الاسواق الطرفية من غير محاسبة الذين يقومون باستيرادها خاصة ان نسبة كبيرة منها مستوردة من الخارج الى الاسواق السودانية، وعن دور الجمارك في حماية الاسواق من تدفق هذه الاسلحة يقول محمد علي يس تاجر اسلحة بيضاء بانة يعمل في بيع الاسلحة البيضاء بالسوق الشعبي بامدرمان قرابة الخمس سنوات كاشفا ان اكثر الشرائح التي تقوم بالشراء هي فئة الشباب و سعر الخنجر يتراوح (15-30) جنيها ويرى محمد علي بان الغرض من شراء الخنجر الحماية الشخصية من الاعتداءات التي انتتشرت في الآونة الاخيرة في الاحياء الطرفية مضيفا بان محلية امدرمان تقوم من وقت لآخر بمطاردة تجار تلك السلع ولكن في الايام الاخيرة لم تعد المحلية تولي الامر عظيم اهتمامها وكشف يس بانهم يقومون باستيراد تلك الاسلحة البيضاء من دولة الصين باسعار مناسبة حتى يتمكن المواطن من الشراء واصفا وجود هذه الاشياء في الوقت الراهن بانه اصبح مهما جدا بعد الاعتداءات التي ظهرت من قبل عصابات النيقرز التي تقوم عناصرها بنهب اموال البعض في الاحياء الطرفية وهي تتأبط الاسلحة البيضاء ما ادى لارتفاع اسعارها، اما المواطن عبد العزيز عبد الرحمن فقال بان وجود الاسلحة البيضاء في ايدي الشباب يؤدي الى كثير من المشاكل التي قد لا تحصى وقد تصل لجرائم القتل الخطأ والعمد كما انها كانت وراء العديد من حالات الاغتصاب والخطف ووجود الاسلحة البيضاء في ايدي البالغين تؤدي الى كثير من المشاكل خاصة وانهم في مرحلة يكونون قابلين للاستجابة الى أية صغيرة او كبيرة علما ان اصدقاء السوء في هذه المرحلة يؤثرون بشكل واضح على شخصية الفرد او الشخص المراهق. اما الباحثة الاجتماعية حنان الجاك ابتدرت حديثها بان ظاهرة العصابات المتفلتة نتجت عن الاضطرابات السياسية الراهنة التي انعكست على الظروف الاجتماعية وعلى الترابط الاسري ماضية للقول ان عناصر هذه المجموعات تفتقر الى البيئة الاجتماعية المعافاة كما انهم يعانون الفقر وعدم الاستقرار وهذه الاسباب خلقت في دواخلهم نوعاً من الغبن على المجتمع وهذا السلوك تحول الى نوع من الرسائل الاجتماعية غير الموظفة يعبر من خلالها هؤلاء الشباب على وجودهم في المجتمع بصورة سلبية والشريحة تحتاج للرعاية والاهتمام لحماية عناصرها من حالة العنف والاجرام،وعليه لابد من فتح قنوات حوارية وتوفير التعليم فاغلبهم يعاني من ضعف في التواصل الاجتماعي. وعن توفر الاسلحة قالت حنان بان المجتمع السوداني مجتمع عفوي و توفر هذه الاسلحة قد يؤدي الى كثير من الجرائم وهي كارثة اجتماعية.