ظهرت مجموعات متفلتة روَّعت الأهالي بالمناطق الطرفية في ولاية الخرطوم، وقد كثر تداول الحديث عنها، حول جنسيتها بين أفارقة وجنوبيين وبعضهم من غرب السودان، هذه المجموعات كانت تتحين أوقات القيلولة والأوقات المتأخرة من الليل بغرض أساسي يتمثل في الاستيلاء على ممتلكات كل من يمر بالطريق ويقع بين أيديهم «السرقة»، إلى أن بدأت في طريقها للانحسار، ولكن الآن ظهرت بشكل مخيف ومرعب قصدها الرئيس السرقة وإحداث الأذى بالمواطنين، وفي أوقات الليل الأولى ولا تقل المجموعة الواحدة عن خمسة أشخاص يحملون الأسلحة البيضاء «خناجر، وسواطير، وسكاكين وغيرها من الأسلحة المؤذية» ما دعا الأهالي أن يحذروا عند خروجهم من المنازل لأي سبب من الأسباب حتى لو كان وقت صلاة العشاء وذلك عن طريق أن يخرجوا في مجموعة من الرجال ومعهم أداة للدفاع عن أنفسهم بعد أن شاهدوا وسمعوا الكثير من الحوادث التي وقعت في مناطقهم ولأقربائهم وسجلت العديد من البلاغات في أقسام الشرطة المختلفة بالولاية خاصة منطقة «الحاج يوسف الوحدة والمايقوما، الردمية وعد حسين وغرب أمدرمان»، شهدت تلك المناطق أعدادًا هائلة من الحوادث التي أغلبها خلفت وراءها الأذى الجسيم والإعاقة الدائمة. نماذج لضحايا العصابات: في مقابلة لصحيفة «الإنتباهة» مع عدد من الأشخاص الذين تعرضوا لاشتباك مع العصابات المتفلتة ذكرت «س» أنها في عز النهار وقت قيلولة وكان الحي يحفه سكون تام بمنطقة عد حسين خرجت في طريقها للعمل فقابلها أكثر من خمسة أشخاص التفوا حولها واشتبكوا معها وهددوها بالضرب أو أن تسلمهم كل ما تحمل من مقتنيات ولكنها تصدت لهم بكل قوه وصرخت حتى خرج كل من بالحي وهم يحملون العصي والسكاكين ما دعا العصابة أن تهرب دون أن تحدث أي خسائر سوى أن أُسقطت الضحية أرضًا بعد أن مُزِّقت حقيبتها. أما الضحية الثانية بمنطقة الحاج يوسف المايقوما «م» فقال ل«الإنتباهة» إنه كان جالسًا أمام منزله بعد صلاة العشاء وكان الهدوء يعم المنطقة ظهرت له جماعة يحملون السواطير بأيديهم وقالوا له إما أن تسلِّم كل ما عندك أو نقتلك وعندما اشتبك معهم قبل أن يصرخ ويجتمع الأهالي ضربوه على ظهره بالساطور ولاذوا بالفرار بعد مضي وقت خرج أهله من المنزل فوجدوه ساقطًا أرضًا واسرعوا بإسعافه وتم أخذه للمستشفى الذي تمكن من إنقاذه وتم فتح بلاغ بقسم الشرطة. تأمين الولاية من الظواهر السالبة: وذكرت مصادر شرطية مأذونة ل«الإنتباهة» أن الشرطة تمكَّنت من القبض على الكثير من مثل تلك الجماعات كما أنها تمكَّنت من احتوائها وانحسارها عندما ظهرت في السابق، ونفى المصدر وجود أي عصابات متفلته في الوقت الحاضر ونفى تسجيل أي بلاغ ورد عن حوادث لها، وقال إن ولاية الخرطوم يعمها تأمين شرطي كامل ومسلح لاجتثاث كل الظواهر السالبة والدوريات تعمل بشكل مستمر ودائم، وأضاف: هناك اتجاه لزيادة التأمين خاصة في المناطق الطرفية من ولاية الخرطوم.