بريمة رجل أجوادي(كريم) اجتمع حوله شيوخ أهل القرية يسألونه لماذا ترك الضرا 1وآثر ان يأكل لوحده بالمنزل رد إليهم بقوله: الضرا ترا ولا غصب( بالجبرية) فقد اعتاد بريمة ان يحمل قدحه دوما الى شجرة العرديب الظليلة بعد ان يعود الناس من العمل حيث وجبة الغداء ثم العشاء . كان بريمة عندما تجتمع القداح والصحون لاحظ ان القوم يهجمون على قدحه ويقضون عليه فيذرونه قاعا صفصفا ثم يلتفتوا الى غيره من الصحون ، تكررت هذه الحالة منذ ان تزوج بالخيزران، حكى ذلك لزوجته التي نصحته بان ينسحب من الضرا تدريجيا بان يرسل ابنه بالقدح ويتعذر بأنه مشغول فلا يذهب ،وكرر ذلك ثلاث مرات . حاول بريمة ان يعرف لماذا هذا التركيز على قدحه قال له صديقه حمدان: ويكة مرتك(زوجتك) طاعمة و مرتك شيخة!!!! ثم لبث ان غاب ايضا حمدان نفسه عن الضرا وعندما سأله صديقه بريمة لماذا ترك الضرا عدد له اناساً كثيرين في الضرا قال لقمتهم كبيرة في ثلاثة (لقمايات) يتركوا الصحن فاضي !!!! أما محمد عثمان صديقهم الآخر قال إنه سوف يباصرهم في الضرا حتى اذا تأكد من ان بريمة لن يعود الى الضرا بصحنه حينها سوف يقرر. وردت كلمة dispension في وثيقة مؤتمر الاحزاب الجنوبية الذي انعقد بجوبا بتاريخ19 اكتوبر 2010 في السطر23 في مقابل الوحدة وهذه الكلمة اول من استخدمها دكتور فرانسيس دينق نادى فيها ان يعاد فتح وثيقة الاتفاقية تحليلا باعلان الكنفدرالية لكل ولايات السودان ،في مؤتمر نظمته بعثة الاممالمتحدة في عام 2009 الماضي في اكتوبر حينها شب خلاف بين الشريكين ولم يقدما شيئا للضرا وتم تبادل الالفاظ من العيار الثقيل. هذه الكلمة تعني اباحة المحظور في الدين المسيحي وهو ما يقابله في الدين الاسلامي بفقه الضرورةDoctrine of Necessity فتعتبر الوحدة عندهم مثل المحظورات في هذه الكتب السماوية!!! مثل زواج الكاثلوكي باخرى وشرب الخمر واكل الخنزير عند المسلمين. انعقد هذا المؤتمر في قاعة بوث ديو وهو سياسي من الجنوبيين الاوائل الذين شاركوا في الجمعية التاسسية الاولى الذين نسبت اليهم طرفة تقول ان احد شيوخ البقارة انتخب بالبرلمان الاول ، عقب احدى الجلسات ضاعت نعاله في دهاليزه شرع يبحث عنها ولم يجدها ولما كان بينه والجنوبيين الفة سأل البوث ديو بقوله: البوث نعالي (كو) ما وقعت في عينك؟( يعني شفتها) رد البوث بقوله : شوف عربي مغفل ده!!! نعال كبير زي ده يقع في عين كيف؟!! رغم التجاور والتماذج بين البقارة ورصفائهم في حزام التماس الا ان التنوع الثقافي يفرض نفسه بالحاح مما يتطلب اعادة النظر في ادارته حتى لا ينفض الضرا ، اول متطلبات ادارته هي القادة الاجتماعيين بين الطرفين الذين ظلوا يديرون هذا التنوع بشكل متناغم ، فان دعوة المسيرية للتفاهم مع دينكا نقوك تعتبر صمام الامان فقديما قيل ( ابو منقور2 ما بسل عين اخو) في حالة السلم اي انه حريص على سلامته وحمايته ، هكذا كان الحال بين دينكا ملوال والرزيقات في (تمساحة) ودينكا نقوك والمسيرية في أبيي وكذا فرتيت والفور والصعدة في حفرة النحاس ومدينة كافنجي رمز الوحدة وفي حالة الحرب ( ابو القدح بعرف محل بعضي اخوه) يعني انهم يعرفون بعضهم البعض جيدا ، مكامن ضعفهم وقوتهم وفنون الحرب الاخرى. سألت الذين يتفرجون على الساحة السياسية ماذا هم قائلون : قالوا ان الوحدة قد علق في رقبتها جرس كلما تحركت في اتجاه تلحظها الفئران فتفر فلا تصيد منها شيئاً. قلت ان تداعيات الانفصال سوف لن تخطئ احداً ولا ينفع حينئذٍ المأوى الى جبل اللجوء فلا عاصم من امر الله لكنهم قالوا( ان الضرا ترا و لا غصب). هاتفني الابن الكريم عادل تمسا من مناطق البترول يسألني عن حديث قلته في المركز العالمي للدراسات الافريقية عن المشورة الشعبية بتاريخ 19 اكتوبر2010 الساعة الحادية عشرة طلب مني المزيد لان قلبه معلق بهوى بلاده وانا ارسل له وعدي في مقال صريح عن المشورة الشعبية على الارض والى ماذا تفضي، خاصة في جنوب كردفان، كما اشكر الاخ العزيز آدم الفكي امين مجلس الحكماء بجنوب كردفان الذي تشجم الرحال من الابيض ليسمع ماذا اقول انا في المشورة الشعبية بالخرطوم ، له الشكر على تعليقه. اما حديث مولانا عفاف تاور الطيب اقول ان الذي حبسني عن المشاركة في جنوب كردفان هو ( حابس الفيل) فانا مازلت بالضرا اباصر كما يباصر محمد عثمان وقد مددت قلمي للاخ الوالي هارون وحتى الآن لم يمسك به ، وحار الكثيرون في ذلك!!!!! فتظل كلماتك نبراساً يضئ ظلمة وعتمة المشورة الشعبية وهي ما زالت( بيض القطا) رغم نزول الوالي ونائبه الى مياه الصحافة الدافئ . إن حرب الكلام والورق هي في حد ذاتها حرب واذا قيل لك راس مافي تحسسه. اشكر كذلك الاخ الذي هاتفني بالتلفون يكيل على السباب يتهمني باني اسخر من قومه في مقالاتي قلت له اكتب وارسل في بريدي و اعلم انه اذا لم ينفعل الناس بما اكتب فانا حريص على ثروات بلادي من وقت وورق و جهد يبذله الكثيرون بجريدة الصحافة حتى يولد مقالي ويقرأه الناس لها التحية والاجلال ولك العزيز القارئ كل الود وارجوا ان تبقي بالضرا. هوامش: 1 الضرا هو المكان الذي يجتمع فيه الناس بطعامهم فيأكلون سويا وهي عادة سودانية في الريف الآن في انقراض 2 طائر يتميز بطول المنقار اسود الريش احمر الرقبة