في هذا الاسبوع تمت فعاليات الدورة الثامنة لجائزة الطيب صالح للابداع الروائي التي ينظمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي. وهي مسابقة لها من الاستمرارية ما يضعها في خانة المنجز الثقافي بامتياز، وقد سدت فراغاً في الساحة الثقافية، وأرست تقاليد من العمل الجماعي المنظم. وعلى صعيد آخر تم قفل باب التقدم لمسابقة الطيب صالح للابداع الكتابي، والتي شارك فيها ما يقارب الاربعمائة كاتب من مشارق الارض ومغاربها، وهي لفتة بارعة من الشركة السودانية للهاتف السيار (زين) وهي تقدم النموذج للمؤسسات في رعاية العمل الثقافي ودعمه.. وفي تقديري ان الجائزتين قد وفقتا في اختيار اسم الطيب صالح، ذلك الفتى القادم من كرمكول، والذي وضع اسم السودان بكل كفاءة واقتدار، على خارطة الثقافة العالمية، منصفاً أدباءنا الذين ظلمتهم المنابر الثقافية الغربية، وظلمهم اعلامنا ومؤسساتنا الثقافية. وفي ندوة النقاد الدولية بالقاهرة (15 يونيو 2010) قال بعض الأساتذة من النقاد، وهم يستمعون إلى ورقة قدمناها عن صراع الهوية الثقافية - السودان نموذجاً - انكم تظلمون أنفسكم وتظلمون الثقافة العربية التي يمكن أن تستفيد من هذه الاضافة السودانية، وذكر البعض اسماء صلاح أحمد ابراهيم ومحمد المهدي مجذوب ومحمد عبد الحي وكجراي.. وهؤلاء الأعلام وغيرهم في حاجة لمزيد من الاضاءات. ولماذا لا تتبنى وزارة الثقافة مثلاً مهرجاناً ثقافياً نطلق عليه اسم أحد مبدعينا (دورة التجاني أو المحجوب، أو محمد عشرى الصديق أو معاوية نورمثلاً؟) وتدعو له كبار النقاد والباحثين في الوطن العربي. ونعود للطيب صالح الذي أبانت المشاركة الواسعة والرسائل التي وردت إلى الأمانة العامة للجائزة عن مدى الحب والتقدير لكاتبنا الكبير الطيب صالح، وما قدمه من خدمة لوطنه، دون من أو أذى من خلال عمله الابداعي، وشخصيته المتواضعة، والتي كانت تنفذ إلى وجدان الآخرين دون حواجز.