* علّمونا في قاعات الفلسفة زمان أنك إذا أردت أن تكون فيلسوفاً فلا بدّ لك أن تندهش .. * أي أن الدهشة هي أساس الفلسفة .. * والدهشة المعنية هنا هي الدهشة المتعلقة بظواهر الكون .. * فإن كنت من الذين بطبعهم لا يندهشون ف (انسى حكاية الفلسفة دي خالص).. * هكذا كان يقول لنا الدكتور عاطف العراقي استاذ الفلسفة بجامعة القاهرة والمهموم الى حد الهوس بقضية تجديد العقل العربي .. * وبما أن أحمد عدوية كان آنذاك أحد (الظواهر)الفنية فقد عدّ العراقي حالة (الدهشة) الجماعية تجاه هذا النمط من الفن أحد دلائل انحطاط العقل العربي .. *ولكن الإنقاذ علمتنا الآن فلسفة بخلاف تلك التي تعلمناها فى قاعات الفلسفة .. * علمتنا أن (الدهشة) إزاء (الظواهر)السياسية والاقتصادية من تلقائها تجعل من صاحبها (فسفوساً!!!)وليس (فيلسوفاً).. * أنت تندهش ؛ إذن فأنت صغير (فسفوس) تحتاج الى (تجديد!!) ل (عقلك!!) حتى يضحى مواكباً لما أحدثته الانقاذ من طفرات (حضارية!!).. * والدليل على ذلك أن الانقاذ هي التي تندهش الآن أزاء مثل الاندهاشات هذه .. * وبالأمس القريب اندهش وزير الدولة للشؤون الانسانية في البرلمان حين أبدى بعض النواب اندهاشاً مما ورد في خطة وزارته للعام المقبل .. * واندهاشة النفر هؤلاء من النواب هي التي شجعتنا لكي نندهش بدورنا نحن اليوم دون خشية من اتهام ب (الفسفسة) .. * فقد اندهش النواب حين علموا من مطرف صديق ان المبلغ الذي استلمته وزارته من الأممالمتحدة يبلغ قرابة المليارين من الدولارات لتنفيذ خطتها أي الوزارة للعمل الانساني بالبلاد .. * وأن (70%) من هذا المبلغ صُرف في دارفور .. * يا راااجل ؟!!... * هكذا قالها ولاشك المندهشون هؤلاء من النواب بلسان الحال، بيد أن أحدهم قالها بلسان المقال في قالب لا يقلّ تعبيراً عن الاندهاش .. * فمصطفى اسماعيل الذي لم يعرف عنه ميل الى مناكفة (الأخوان !!) قال من فرط الاندهاش إن المبلغ المذكور إذا كان (صُرف حقيقة في دارفور لكانت قد تغيّرت).. * ثم طالب النواب المندهشون بإجراء تحقيق عاجل لمعرفة (أين ذهبت هذه الأموال؟!!!).. * ولكن (المدهشات) توالت من قبل الوزير .. * فوزارته عجزت عن العمل الطوعي بسبب (ضعف التمويل!!).. * وأن ستاً من المنظمات الطوعية هذه ضُبطت فيها مخالفات في ما استلمته من نصيب من جملة (5/1)مليون جنيه منحتها الوزارة لهذه المنظمات ل (تعجز) بدورها عن القيام بواجبها الانساني .. * وأن أكبر تحدٍّ يواجه وزارته الآن هو (ضعف التمويل !!!!) .. * والمدهش في الأمر رغم المدهشات هذه كلها هو اندهاش الوزير إزاء اندهاش النواب .. * فقد رفض (بشدة!!)انتقادات النواب المندهشين ودافع عن عمليات (الصرف!!) .. * لا ، وإيه ؟!! .. * رمى بخطة انسانية جديدة في وجوه (المندهشين!!) من النواب لتسهيل العودة الطوعية تحتاج هى الأخرى إلى (تمويل !!!).. * ولكن الشىء المدهش أكثر هو اندهاش (عقول انقاذية !!) هذه المرة وهى التي تتبع إلى عقل انقاذي جمعي لا يعرف الاندهاش حتى ازاء تقارير المراجع العام (المخيفة!!).. * وطبعاً ما خفي أعظم .. * وربما لانجد تفسيراً لهذه الظاهرة إلا في إطار بحث عن خلافات أو مكايدات داخلية تخص (أهل البيت) .. * فالعقل الانقاذى ال (العروإسلاموي)جُبل على (ثوابت !!!)لاتقبل ال (تجديد!!!) .. * ومن هذه الثوابت أن (التجاوزات!!) مهما كبرت فهي تُعدّ من (الصغائر !!) التي لا تدعو إلى الاندهاش .. * وأن من يدهش إزاءها فهو (صغير!!) مثلها (يتفسفس) وهو يحسب نفسه (يتفلسف) .. * وليبحث العراقي هذا عن (تجديد) لعقله هو نفسه حتى يصير (واقعياً!!!!) .