اعتصم عدد من مواطني قرية الحديبية بمحلية شرق النيل امس في اضراب مفتوح لحين الفصل في قضية ازالة مزرعة الدواجن التي تقع بالقرب من القرية ، وقال المواطنون الذين استطلعتهم « مع الناس » بانهم يعانون من الروائح الكريهة التي تنبعث من المزرعة صباحا ومساء والتي تشتد ليلا ما ادي الي اصابتهم بالامراض المزمنة المتمثلة في الحساسية والربو والتايفويد والاسهالات المائية، وقالوا بان المزرعة تبعد من المنطقة بحوالي 60 مترا ، فيما اشار عمر المطرفي الي ان البعد القانوني لا يقل عن 300 متر وقال ان المزرعة مقامة بطريقة عشوائية بقرية الحديبية وهي من اعمال الوحدة الادارية بالعيلفون . سناء حسن معلمة بمدرسة الاساس بالقرية قالت انهم باتوا يعانون الامرين بسبب الروائح المزعجة وقد اصيب العديد من التلاميذ بالامراض خاصة اليرقان والتايفويد والاسهالات وقد ادي ذلك التي ارتفاع نسبة الغياب بين التلاميذ ، مطالبة وزارة الصحة بالولاية بازالة المزرعة خاصة ان صحة البيئة جزء رئيسي من الصحة المدرسية . ومن جانيها مضت المواطنة نفيسة بابكر الي ان الروائح المنبعثة من المزرعة ادي الي انتشار مرض الحساسية والربو بين الاطفال وطالبت بالعمل علي ازالة المزرعة بصورة فورية، فيما قال المواطن ابراهيم أحمد محمد نور ان سكان المنطقة يعانون من انبعاث الروائح المزعجة ما ادي للتحرك نحو الوحدة الصحية بالمنطقة غير انها لم تستطع فعل شئ ، وطالب ابراهيم أحمد بالتعجيل الفوري للامر ، عمر الطيب ناشد وزير الزراعة ووكيل الصحة الاتحادية بالعمل الفوري علي معالجة الامر ورفع الظلم عن كاهل سكان المنطقة . «الصحافة» التي حضرت جزءا من اعتصام الاهالي انتقلت الي المزرعة والتقت الدكتور حامد محمد حامد وهو البيطري المشرف علي المزرعة سألناه عن الاثار الصحية والبيئية ، فاشار الي عدم صحة الادعاءات التي ساقها بعض المواطنين، مشيرا الي ان النفايات الخاصة بالمزرعة يتم نقلها الي المزارع المجاورة بدفارات بغرض احالتها الي اسمدة عضوية، فيما قال صاحب المزرعة بعدم صحة كل الادعاءات برغم صحة ما ساقه الاهالي عن قرب الموقع من القرية، واضاف صاحب المزرعة انهم كانوا يعملون بالنظام التقليدي في اعمال التلقيح غير انهم عمدوا الي ادخال النظام الالماني الحديث ويعمل النظام الجديد علي تقليل انبعاث الروائح الكريهة، مؤكدا انهم كان سيكونون اول الضحايا حال حدوث أي مخاطر صحية، وبخصوص تمدد المزرعة نحو القطاع الحضري، قال ان المزرعة لم تتمدد علي اهالي المنطقة خاصة ان مساحة المزرعة معلومة للجميع . مدير المركز الصحي بالقرية الدكتور خضر أحمد اكد علي ان معظم مواطني القرية يعانون من الحساسية والأزمة اضافة الي التايفويد وامراض الدم والامراض الجلدية والفطريات وقد اثبتت التقارير ان 35% من المواطنين مصابون بتلك الامراض والمستشفى يستقبل «150» حالة مرضية جلها سببها ارتفاع نسبة التلوث البيئي، فيما قال عمر أحمد المسؤول باللجنة الشعبية ان هنالك ضررا بالغا علي المواطنين وقد قامت اللجان برفع تقارير وجملة شكاوي للجهات المختصة وعلي رأسها والي ولاية الخرطوم ولا زال الاهالي ينتظرون الفصل في هذا الامر للمصلحة العامة وحماية المواطنين.