عندما تسوقك الأقدار إلى الريف الشمالي لمحلية كرري تحديدًا منطقة السروراب وسط وخصوصًا في تلك الفترات التي تكون الرياح فيها جنوبية شرقية.. فسوف تستقبلك الروائح بعبق حظائر الدواجن التي أرقت المضاجع ولوثت الهواء النقي واعتلت على إثرها صحة الكثيرين الذين أعيتهم الحيل بعد أن آثر صاحب الحظير الربح والكسب على حساب صحة المواطن المغلوب على أمره. ففي ذلك الموقع تقع مزرعة دواجن لصاحبها الخضر عبد القادر هذه الحظيرة لا تبعد سوى «1.5» كم والتي ظلت على مدى «5» أعوام، انطلقت معاناة أهالي السروراب وسط من تجاهل المسؤولين للأنظمة الخاصة بتنظيم حظائر الدواجن وأماكن إقامتها وبعدها عن الأحياء السكنية.. ففي بعض الأحيان يكون رد من يتم تكليفهم بتقصي الحقائق أن السبب هو وجود حظائر للمواشي بالقرب من الحي السكني ويجب ترحيلها وتمت إزالتها وفي مرات أخرى يكون الرد أن ملكية دواجن الحظيرة لشخصية مهمة بالمنطقة وقدم الكثير من الإعمال الخيرية للوطن مع مرور الزمن وتراكم فضلات الدواجن ومخلفات الذبيح تفوح الروائح التي تزكم الأنوف إلى داخل الحي. وأصبح الوضع استفزازيًا من قبل المشرف على الحظيرة (فمن إحراق جثث الدجاج النافق الذي ينم عن وجود مشكلات صحية يتم التخلص منها بجانب تراكم مخلفات الذبح الذي يشكل خطرًا آخر على ساكني الحي إذا كان الخطر الأول هو تلك الروائح وما تسببه من حالات ربو وغيرها من الأمراض). فهل آن الأوان إلى أن تعيد حماية البيئة النظر في مثل هذه المخالفات أم سوف يظل المواطنون يعانون من الحساسيات الصدرية التي فتكت بالمنطقة والربو الشعبي الذي بات يهدِّد الأهالي حتى أصبح البعض يرتدي الكمامات الواقية صباحًا ومساءً فالمزرعة قرب المنطقة السكنية وفي اتجاه الريح منافية بذلك ضوابط البيئة ومخالفة قانون حماية الصحة العامة لسنة «1999م» بجانب أنها لا تتوفر بها المواصفات الصحية خاصة وسائل التخلص من الفضلات والنافق من الدواجن وبقايا الذبح ليتم التخلص منها بطريقة غير صحية ولا يوجد نظام الحماية المنشطة الخاص بالقضاء على البكتيريا المسببة للروائح الكريهة الأمر الذي بات يهدِّد ساكني المنطقة بانتشار الأوبئة المرتبطة بالدواجن نتيجة الروائح المنبعثة من المزرعة بسب البكتيريا المسببة للروائح الكريهة التي ثبت علميًا أنها سبب للعديد من الأمراض مثل مرض الربو الشعبي وأمرض الصدر والجهاز التنفسي والسرطانات وتشوهات الأجنة والإجهاض وهشاشة العظام وأمراض العيون والأمراض الجلدية وعبر (زووم) يناشد مواطنو السروراب وسط حماية البيئة والجهات المختصة والإدارة العامة للشؤون البيئية والصحية إزالة المزرعة وترحيلها نهائيًا من المنطقة خوفًا من الأوبئة ومحاسبة المستهترين بأرواح السكان.