لم يدرك ويعلم الضو محمد الماحي وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية بولاية القضارف، اهمية الإعلام ودوره في عكس نشاطات الولاية المختلفة وأداء رسالته تجاه المجتمع وتثقيفه، حيث ظل الوزير الذي جاء خصماً على النشاط الإعلامي والثقافي عقب دمج الوزارتين بغياب الخطط والبرامج والسياسات الداعمة للتطور، ليفاجئ الوزير الأوساط الإعلامية ومجتمع الولاية بقراراته الهوجاء وغير المنطقية. وفي الوقت الذي تتوسع فيه الإذاعات المتعددة والمتخصصة ووسائل الإعلام المختلفة، يفاجئ أمير المجاهدين السابق الجميع بإيقاف إذاعة FM 98 وراديو المجتمع على خلفية الصراع الدائر الذي يقف على رأسه مدير عام الهيئة ومديرو الإذاعات والتلفزيون، ليأتي الوزير وينحاز لمجموعة مدير عام الهيئة لتحقيق الأهداف الشخصية وقتل المواهب الإبداعية وتشريدها، ليذهب الإبداع ويتلاشى في مدن الضياع، بعد سعي الوزير لتكوين حلف عريض يخدم مصلحته ومعاونيه.. فبدلاً من أن يدرس الوزير أصل الخلاف وتدهور العمل الإذاعي وانهيار مباني الإذاعة التي أصبحت تبث أثيرها من المحطة الخارجية وتحت ظل القرارات التي أقدم عليها، جاءت من قبل المقربين اليه والذين يسعون لتضليل الرأي واستغلال ضعف الوزير وأمانة الإعلام بالحزب، لتجئ مؤشرات قراراته التي اعدمت المبدعين وشردتهم بعد أن أصبحوا يتجولون في أحياء الولاية بحثاً في إيجار منزل ليحتضنهم لأداء رسالتهم التي قتلها الضو الشارد الذي لم يحقق أي إنجاز يحسب له منذ توليه منصب قيادة هذه الوزارة، سوى ذهابه إلى الحج بطاقم مكتبه ومعاونيه، ليترك الفراغ الإداري والتنفيذي داخل هذه الوزارة الكسيحة، وحينما فشل الوزير في أدائه وخطابه الإعلامي الذي أصبح يأتي خارج النص، وعندها حاول معاونيه من وزراء ومعتمدين جف مداد أقلام الصحافيين والناقدين عبر ما يسمى بالملتقى الإعلامي الذي ضم أكثر من مائة مبدع وناشط إعلامي، ليقدم الدكتور فتح الرحمن الجعلي معتمد محلية القلابات الشرقية ورقة تحمل في طياتها معاني ومدلولات استغل فيها القائمون ضعف الوزير الإداري والإعلامي، لتأتي الأجندة الشخصية لتكميم سياسة الأفواه ومحاربة الصحافيين والتقليل من مكانتهم حينما تم حشد مجموعة كبيرة من صحافيي المركز بوجود نقيب الصحافيين الدكتور محيي الدين تيتاوي، فبدلاً من أن يتحدث مقدم الورقة عن العمل الصحفي وإبراز نجاحات صحافيي الولاية، حاول التقليل من شأنهم ومكانتهم ووصفهم بالمعلنين «الكيري»، فأراد مقدم الورقة أن يقلل من شأنهم أمام زملائهم ويثير الفتن والضغينة، فكيف يتجاهل الملتقي أداء رسالة البخيت عبد المعروف وزميله قرين تحت هطول الأمطار من أقصي الرهد والحدود، ولماذا تجاهل مقدم الورقة قرارات الوزير بتحطيم الإذاعات؟ ولماذا لم يستمعوا إلى رؤية اهل الإذاعة؟ فهل فترة بقاء الجعلي خمسة أشهر في هذه الولاية كافية لتقييم اداء صحافتها؟ وفي ذات الوقت يقدم صالحين العوض ومهدي سعيد وياسر العطار العطاء قرابة العشرين عاماً في بلاط صاحبة الجلالة، لينثروا الأفراح دررا عبر الإرشاد والنقد البناء للحكومات الفائتة. فهل يتجاهل الجعلي أقلام محمد سلمان المبارك وحسن محمد علي وناهد سعيد والطيب الشريف، التي تحمل المهنية وصدق الكلمة وحرية الرأي، فهم العين الفاحصة لهذه الولاية الفتية، فنجد أن تجربة مقدم الورقة الصحفية كانت عبر صحيفة «القوات المسلحة» مع بداية هذا الحكم القمعي، فنجد ان تجربته تمتاز بحشد الهمم والتعبئة العسكرية والسياسية لأنها تحمل لواء مؤسسة عسكرية ورمزية للوطن، ووقتها كان الطابع القتالي والجهادي يبقي على المهنية والعمل الصحفي، فلذا اعتقد انها لا تصلح ولا تجدي لتقييم تجربة صحافة الولاية وحاملين لوائها عبر مدادهم اليومي الذي لا يجف حبره تجوالاً في محليات الولاية المختلفة، ويكفي ذلك شهادة الدكتور محيي الدين تيتاوي نقيب الصحافيين، بجانب المقدم آدم الحاج مدير الإعلام والعلاقات العامة بجهاز الأمن الوطني والمخابرات، والعبارة التي اطلقها نقيب الصحافيين دحضت شائعات الجعلي، وكانت خنجراً مسموماً في عنقه حينما ذكر تيتاوي عقب ورقة الجعلي «إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» صدق الله العظيم.. فأرجو من مقدم الورقة أن يسعى لإثبات نجاحه وأدائه التنفيذي والسياسي، والمبيت داخل محليته ليتفقد أحوال مواطنيه.. فهل يعقل أن يأتي إلى المحلية التاسعة صباحاً ويذهب منها ظهراً.. فأرجو منه أن يمضي على مسيرة من سبقوه نجاحاً وعطاءً، فالقلابات الشرقية حبلى بابنائها الذين نثروا الأفراح دررا وقدموا الغالي والنفيس، منهم الفريق يونس عبد الله آدم والباشمهندس جابر عبد القادر عبد المحسن، ومعتمد الإعلاميين أحمد محمد صالح، وعثمان آدم جرو، وقد خلدت أسماؤهم عبر حقبة من الزمان والتاريخ، واعتلوا مكانتهم داخل كيان مواطني الولاية بأريافها وحضرها.. فأرجو من قائد برنامج التغيير كرم الله عباس الشيخ التدخل لوضع حدٍ للفوضى الدستورية وعبث المعتمدين ببعض الضوابط، والعمل على توحيد الخطاب الإعلامي الذي ظل يخصم كثيراً من جهود الولاية ونجاحاتها. آخر الرذاذ: الدكتور محيي الدين تيتاوي نقيب الصحافيين، أدرك تماماً استهداف حكومة الولاية لصحفييه ومبدعيه واستغلال ضعف الوزير.. فأطلق قوله تعالى «إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، فالملتقى الإعلامي الذي خصص له مبلغ خمسين ألف جنيه لتكميم أفواه الصحافيين ومحاربتهم، كان من الأجدى صرفه على الفقراء والمساكين والأيتام. إلى متى تظل فوضى الذهاب إلى الحج برؤية الوزير وأهدافه الشخصية والذاتية؟ الوزير الميكانيكي عبد العظيم مصطفي البدوي، بعد أن حقق عددا من الإنجازات بنزع أشجار النخيل على شارع الإنقاد وتدشين آليات إعمار الشرق، يعود ويؤكد قناعته ببرامج الخارطة الموجهة، ومواصلة سفلتة بقية الطريق بحضور المدير التنفيذي السابق للخارطة الموجهة ووزير المالية عبر ذات الشركة.. فحسناً فعل مبارك منير صاحب فكرة الخارطة الموجهة الذي حاربوه وقتها ووصفوه بالفساد وعادوا لتجربته الناجحة وإنجازاته الكبيرة، ويعتبر هذا انهزاماً للوزير الميكانيكي، وتأكيداً لاستهدافه الشخصي للوزير السابق.