ينتمي الى جيل التشكيليين الشباب، تنبض لوحاته بتفاصيل الحياة السودانية بأشكالها وألوانها المختلفة، يمتلك ريشة انيقة مشحونة بإنفعالات واحلام وآمال البسطاء، لوحاته منحازه الى هموم الناس والوطن قضاياه وتطلعاته افراحه واحزانه، وفي الأيام القليلة سيقدم على فكرة غير مسبوقة وذلك بحرق اعماله الفنية اثناء معرضه، فتحنا «ابواب ملونه» لنقف في محطة التشكيل ومن ثم نتطلع على اسرار «الحريق» فكان الحوار التالي. نبذة تعريفية انا سليمان أبشر محمد نشأت مابين القاش والنيل في منطقتي كسلا وبربر خريج كلية الفنون الجميلة والتطبيقية جامعة السودان عام 1996. {بداياتك مع الفرشاة واللون - بعيدة هي البدايات ولكني أذكر إهتمام الآخرين في المدرسة والبيت بما كنت أرسمه وعند دخولي الجامعة تأثرت بعوالم الفكر والشكل واللون في مدارس الفن العالمية بالإضافة الى فنانين تشكيليين سودانيين. {كيف تنظر اللون - اللون لغة خاصه يتراقص على مفرداتها الضوء ، وله درجاته التي تشكل الدراما البصرية، ودائماً احرص ان تأخذ كل درجة لون بعدها في التأليف وربما الأحمر والأخضر أكثر إمتداداً في مساحاتي فالأحمر يشعل الحريق والأخضر لغة الحوار. {البعض يربط عالم التشكيل بالجنون -إبتسم ابتسامه صغيرة ثم قال هو إتهام يلاحقنا دائماً ربما فالرسم التشكيلي به صعوبه لأن مفردات اللوحة مجردة وهذا مايقود الكثيرين الى مقولة «ان الرسم ده شخبطه مامفهومة وانو الفنان ده مجنون» {علاقة الفن بالسياسة - إنها علاقة غريبة احياناً يخالطها التوتر فالفن شامل لكل أشكال الحياة وتفاصيل الواقع والسياسة جزء من ذلك، وبعض الساسة يعتقدون ان الفنانين والرسامين لا ينظرون الإ للنصف الفارغ من الكوب أي لوحاتهم ساخطة ودائماً تعبر عن النقد والرفض ربما ان الفنان ولوحاته صريحة ومطلقة عكس السياسي. {هناك اعتقاد ان رواد المعارض صفوة المجتمع وطبقات محددة. -الى حد ما، اي يمكن ان نقول المهتمين بأشكال الفنون، بجانب ان أماكن العرض ليست متاحة بيسر وذلك لإنعدام صالات العرض المخصصة للفن التشكيلي مثل بقية الفنون الأخرى والتي لها دور عرض ثابتة لعكس أنشطتها مثل «المسرح القومي»، وقلة أماكن العرض هذه تخصص نوع الرواد والمشاركين، والأماكن المتاحة غالباً ماتكون أجنبية والفرص تكون متاحة للشخصيات المرتادة لهذه الأماكن مثل « المراكز الثقافية الأجنبية وسفارات بالإضافة للمنظمات» وسكت مسافة ثم قال مركز راشد دياب مثلاً يعتبر صالة واحدة وشخصية وليست عامة مقارنة مع عدد الفنانين. {معارض فردية أو جماعية شاركت فيها -أقمت عدة معارض فردية وشاركت في جماعية وورش عمل عديدة مع عدد من منظمات المجتمع المدني، وأنشأنا مجموعة اسمها «معارض الشارع» فكرتها عرض الأعمال الفنية في الشوارع المفتوحة ولكن للأسف لا تتوفر فيها الظروف الفنية المناسبة لعرض العمل وهي السنة الرابعة على التوالي للمجموعة التي تحدت الظروف لتعرض مالديها، وعلى فكرة خلال الأيام القليلة القادمة لدي معرض لحرق مجموعة من لوحاتي الفنية. {كيف للفنان ان يحرق أعماله حدثنا عن الفكرة..!! -سكت لفترة قصيرة ثم قال الفكرة أشبه بعروس النيل «زمان قالوا النيل في زمن الفيضان بقدموا ليهو أجمل بنت وانا عايز اكون عريس بلوحاتي» إحتجاجاً على واقع التشكيليين القاسي ولا أتوقع ان يغير ذلك شيئاً في الوقت الحالي لكنه حتماً سيلفت النظر وانتباه المهتمين لكي يطلعوا على الحال البائس، وانا ماداير أحرق لوحاتي «عشان زهجت منها» ولكني لأدفع بأعز ما أملك تعبيراً لرفض الإنسان السوداني للأوضاع الحالية المختلفة أهمها شبح الإنفصال وحال الفنانين والمبدعين بصورة عامة والتشكيليين بصورة خاصة، بجانب المعيش هموم الإنسان البسيط، ووضع يديه على خديه ثم قال «زمان كانت الدراسات الميدانية لطلاب الفنون تجوب كل ولايات السودان المختلفة شماله وجنوبه غربه وشرقه ووسطه ولكن للأسف نخشى ان تتقلص ولايات البلاد وبالتالي تصبح رؤية الفنان ناقصة ومحصورة في رقعة جغرافية محدودة ومن ثم يضيع حلمنا ان نجوب حدود المليون ميل مربع بكاملها لنوثق لتفاصيل الحياة الناس والطبيعة والحيوان.