(الاحترام مع تأكيد الاختلاف ونبذ العنف والكراهية والدعوة لقيم التضامن والتكافل واحترام انسانية الآخر وتقديس كرامته هي طريقنا لمواجهة قيم التعالي والعنصرية التي استشرت في مجتمعنا السوداني، وهي نفسها خارطة الطريق للحفاظ على التعايش باعتباره مدخلا للسلام الاجتماعي بين السودانيين بغض النظر عما تسفر عنه نتيجة الاستفتاء والتي يجب ان يعترف بها الجميع حتى وان جاءت بغير ما نشتهي في حال عدم الحصول او الحفاظ على خيار وحدة الوطن فإن ضرورة المحافظة على التعايش الاجتماعي والسلام بين المكونات المختلفة تظل هي الضرورة القصوى التي تسعى النساء من اجل الحفاظ عليها وهن يقدن رسن التغيير الاجتماعي والسياسي ويسعين لعدم العودة مرة اخرى لمربع الحرب) بهذه العبارات دشنت رئيسة تحالف النساء السياسيات انتصار العقلي جلسة الحوار المفتوح الذي اقامه التحالف الذي يضم في داخله 14 منظومة سياسية بالاضافة الى النساء المستقلات واستضافته قاعة منظمة افريقيا للعدالة بالخرطوم ووسط حضور عدد من قادة التنظيمات السياسية وعلى رأسهم ياسر عرمان الذي شارك في الحوار الذي كان يهدف لتحقيق غاية اساسية هي ضرورة الحفاظ على التعايش السلمي في البلاد خصوصا في ظل ارتفاع الاصوات القائلة باقتراب ساعة الصفر التي ستندلع نزاعاتها دون توقف ودون أن تفرق بين كافة المجموعات ، خصوصا في ظل ارتفاع نبرات الاختلاف بين شريكي الحكم واقتراب لحظة الاستفتاء في ظل التواجد الكثيف للقضايا العالقة التي لم تحسم بعد. ابتدرت الحوار الاستاذة نهى النقر والتي تناولت الدور الكبير للمرأة السودانية ونضالاتها قبل ان تضيف انه برغم من سحب التشاؤم التي تغطي كل الوطن الا ان أملا في الوحدة لم يمت بعد، واننا قادرون على انجازها متى ما زالت السدود التي تقف امام تلك الغاية النبيلة قبل ان تترك المساحة للنقابي د. بابكر الحسن الذي ابتدر الحوار بالتحذير من أن أي تحرك في الوقت الراهن غير مبني على التفكير السليم والمعرفة والدراية، قد يقود إلى نتائج غير حميدة، ويشير إلى أن المرحلة الحالية حرجة لأن اسلوب سد الفراغ الفكري والتصور المعرفي تغير، وينبه إلى أن السودانيين فشلوا في صياغة مشروع وطني لبناء الدولة الحديثة ولذلك حدث شرخ في علاج الأزمات المتلاحقة، وأن عدم تناول الحلول الناجعة قاد للإنزلاق في الفشل بمعالجة الأزمات. ويؤكد د. بابكر وجود عنصرين مهمين في الجهود الفكرية نحو قضايا السلام الإجتماعي والتعايش السلمي، هما الإقتصادي والبيئي باعتبارها جذوراً أساسية للأزمة، ويشير إلى أن مناطق التماس والولايات العشر المتجاورة من أخطر وأغنى المناطق في السودان بالموارد البترولية والبيئة والحراك الإجتماعي الكبير، وذلك مدعاة للإحتكاك في حالتي الوحدة أو الإنفصال. ويقول: رغم أن الوحدة أصبحت بعيدة المنال في الوقت الحاضر إلا ان ذلك لا يجعلنا نصمت عنها حتى بعد الإنفصال، لأننا نرى أن إجبار الجنوبيين على الوحدة في الظروف الراهنة يصبح ظلما مركبا، لأنه لم يكن هنالك عمل لجعل الوحدة مقنعة من خلال الأسباب التي تنبع من الدولة المدنية الديمقراطية. ويضيف د. بابكر أن مسألة السلام الإجتماعي لابد أن تنبع من وعي بمكونات البلد الطبيعية وأثر الثروات الطبيعية الموجودة والشد والجذب الذي يمكن أن يحدث. ويدعو إلى عدم تجزئة القضايا ذات الترابط العضوي من مكوناتها، فالإستفتاء مربوط بالتحول الديمقراطي وإقامة الدولة المدنية وهيكلة إقتصاد البلاد وإعادة هيكلة الخدمة المدنية والقوات النظامية وغير ذلك وكله يصب في العدالة الإجتماعية التي بدونها لن يكون هنالك تعايش سلمي. ويعتبر د. بابكر ذلك برنامجاً طويل المدى، ولو أراد الناس ممارسة السلام الإجتماعي والتعايش السلمي فإن هناك مؤشرات مهمة أولها حل الصراعات والتوافق على هذه الأشياء، وحتى الشريكين يجلسان ويشركان القوى الوطنية، ويؤكد انه لابد من النظر في إمكانية حدوث تغييرات كبيرة في الشهرين المقبلين. ويعرج د. بابكر للحديث عما رشح من وجود مساومات حول منطقة أبيي، ويصف ذلك - إن حدث- بانه امر سخيف حيث يلخص قضية بشر وتعايش وحيوانات ونباتات إلى (سمسمرة) في بيع أرض، ويشير إلى ان ذلك يرحل المشاكل لوقت آخر وهو امر غير مجد. ويؤكد د. بابكر أن قبول الآخر والبعد عن التمييز وحفظ حقوق الإنسان كافة سياسية وإجتماعية واقتصادية مدخل لإكمال التحول الديمقراطي والتعايش السلمي، وهو في ظل الهدوء النسبي يساهم في حل القضايا البيئية ويكفل حق الإنتفاع والمشاركة في الموارد على أسس عادلة. ويشددد. بابكر على أهمية قبول نتيجة الإستفتاء أيا كانت، ويقول إنه من الأفضل أن نتجرع كأس الإنفصال المر ونمد جسور الإخاء والتعاون ومد الجنوب بالخبرات، ونركز على أن الوحدة ليست بنهاية المطاف ونرتب لعلاقات مع الجنوب مبنية على كل القيم الخيرة، ويشير إلى أنه في ظل إرث علاقات الجنوبيين مع الشمال يمكن أن تتم وحدة لاحقا. ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية، عضو المكتب القيادي، والذي وصل إلى مقر إقامة الملتقى من المطار قادما من جوبا، شدد في مداخلته على أن قضية التعايش السلمي أهم من عملية الإنفصال والوحدة، ووصفها بالمفتاحية والمهمة، ويذكر انهم عقدوا اجتماعين قبل يومين بجوبا احدهما مع الفريق سلفاكير والآخر مع عضوية من المكتب القيادي للحركة استمرا لساعات طويلة وناقشا قضية التعايش السلمي. وينبه إلى أنهم اتفقوا الأسبوع الماضي على قيام نشاط جماهيري كبير لنقل القضية إلى المواطنين المعنيين بها. ويؤكد عرمان أن تاريخ التعايش السلمي والسلام الإجتماعي في السودان طويل جدا، وان الذاكرة الاجتماعية للسودانيين تعكس حالة من التعايش السلمي والسلام الإجتماعي بين كل المكونات، ويؤكد على أن السودانيين يشبهون أنفسهم ولهم خصوصياتهم وليسوا في حاجة إلى التشبه بآخرين. وجه هجوما عنيفا على من وصفهم بأنهم يستثمرون في الكراهية، وانتقد العنف اللفظي وتحفيز المواطنين للعنف، وقال إن هناك تمهيدا في الأرض لحدوث مجازر والغاء التاريخ الطويل من التعايش السلمي. فيما أكد أنه لو كانت هناك مطالبة بالوحدة فإنه لابد أن يتبع ذلك رفع لثمنها وتقديم عرض دستوري جديد. وقال عرمان خلال مداخلته في ملتقى حول (السلام الإجتماعي والتعايش السلمي) نظمه تحالف النساء السياسيات بمقر منظمة أفريقيا العدالة أمس، إن هناك صحفاً معارضة للدستور، وخص (الإنتباهة) في الإتهام بالاستثمار في الكراهية واستخدام العنف اللفظي والتحفيز للعنف. وحذر من أن مثل هذه الإتجاهات قد تقود إلى نتيجة مثل التي حدثت في رواندا. وسخر عرمان من التباكي على الوحدة والجنوب الآن وكأن البعض لم يكن يعلم وفوجئ بالإستفتاء القادم. وقال إن خطر الإستفتاء إنه يأتي في غياب ومصادرة للديمقراطية وفي ظروف بها كثير من المتناقضات. واتهم عرمان المركز بالتسبب في الوضع الراهن من خلال أشياء مقصودة وأخرى غير مقصودة، ونوه إلى أن عدم الإعتراف باتفاقية السلام وعدم تنفيذها من الأشياء المقصودة، وقال إن مركز السلطة في الخرطوم هو سبب المشاكل وإنه يجب تغيير هذا المركز. وأضاف أنه لا بد أن تكون هنالك دولة تعترف بالآخرين. وكشف عرمان عن اجتماعين تما الأسبوع الماضي بجوبا احدهما مع الفريق سلفاكير والآخر مع عضوية من المكتب القيادي للحركة ناقشا قضية التعايش السلمي، وأكد ان اهم اجتماع للمكتب السياسي للحركة سيعقد في الأيام المقبلة وسيخرج برؤية واضحة تكشف ما يدور، وقال سنقوم بحملة عريضة يشارك فيها الجميع من أجل هذه القضايا. وحذر من أنه إذا انفصل الجنوب فإنه سيكون هناك جنوب جديد وله نفس مشاكل التعدد والتنوع، وأضاف: (أحسن يحلو المشاكل مع الجنوب الجديد والقديم). وطالب عرمان بعدم مس السلام الإجتماعي حتى ولو حدث الإنفصال، وقال: إذا انفصل الجنوب نحافظ على التعايش والروابط، ونقيم دولتين قابلتين للحياة ونهيئ أنفسنا لتعامل اقتصادي وسياسي ونذهب في طريق التعايش الإجتماعي وحل قضايا الجنوب والشمال. وأوصى الملتقى الاول لتحالف نساء الأحزاب والذي تحدث فيه د. بابكر الحسن من التضامن النقابي، ود. جمال إدريس رئيس الحزب الوحدوي الناصري وعدد من ممثلي الأحزاب السياسية، بضرورة تشارك الناشطين الوطنيين من منظمات المجتمع المدني بكل مكوناته وعامة النساء السودانيات المهمومات بقضايا الوطن في العمل من اجل السلام الإجتماعي، بجانب ضرورة القبول بنتيجة الإستفتاء بكل عقل مفتوح ورضا، إضافة لنبذ العنف وتحاشي حدوث انفلاتات أمنية، وأوصى بضرورة عدم العودة لمربع الحرب وعدم حدوث صراعات بين الشماليين والجنوبيين أو بين الدولتين. .