٭ مضي العيد حافلاً ببرامجه ونشاطاته الإبداعية والثقافية والإنسانية والاجتماعية، فالعيد موسم جميل عنوانه التصافي والتسامح والمحبة والإلفة بين كل الناس، وعودة العلاقات الحميمية بين الأهل والصحاب والمتخاصمين بعبارة بسيطة وعميقة «العفو» ويأتي الرد «لله والرسول» بمثابة إشارة لعودة الصفاء ووضع حد للخصام والحرابة. ٭ ومن أجمل المعايدات التي شهدتها الساحة الفنية والإبداعية في العيد السعيد، عودة الفنان الجميل ابو عركي البخيت الى أجهزة الإعلام من جديد بعد طول جفاء وخصام، كان الخاسر الأكبر فيه عشاق الفن الأصيل، فشكراً جزيلاً لتلفزيون السودان على قيادة المبادرة وعودة المبدعين الى «الحوش الكبير» الإذاعة والتلفزيون والمسرح، وهي الروح التي نريدها أن تسود في الحقل الإبداعي بكل أطيافه وألوانه. ٭ ويمكن أن نطلق على هذه الفترة الثرة التي امتدت من عيد فطر المبارك الى عيد الفداء عبارة «أعياد التصافي»، فقد شهدت أيضاً عودة الشاعر والمسرحي هاشم صديق الى «الحوش الكبير» عبر بوابة تلفزيون السودان أيضا في برمجة عيد الفطر بعد طول غياب وخصام حرم فيها الجمهور من إبداعات هاشم صديق. ٭ وقد جمعت برمجة «عيد رمضان» بين الشاعر هاشم صديق والممثل المسرحي الكبير مكي سنادة الذي اختفي ايضاً عن ساحات الإعلام بعد اعتزاله لمشوار الإبداع الطويل، حيث وجدت إطلالته المريحة عبر الشاشة صدى واسعاً، وأطلقت أملاً عريضاً بعودته الى المسرح من جديد الذي يحتاج أي المسرح إلى مشاريع وأعمال جديدة تعيده الى سيرته الأولى، مثل المسرحية المشهورة «خطوبة سهير». ٭ ونتمنى أن تحذو إدارة المسرح القومي نهج التلفزيون بقيادة مبادرات جادة لعودة نجوم المسرح والزمن الجميل، أمثال مكي سنادة والممثلة الرائعة تحية زروق، بعد أن وردت أخبار وإشارات عودتها إلى حضن الوطن من بلاد المهجر. ٭ والمبادرات مطلوبة ولكنها لا تكفي لعودة كامل الروح للجسد، فالمناخ الإبداعي المعافى والصافي وحده كفيل بعودة المبدعين إلى ديارهم، فعلى الجهات المختصة تهيئة فضاءات الإبداع أولاً ومن ثم إشراع الأبواب لتكتمل حلقة الفنون والإبداع من جديد. بعد إضافي أرجع تعال عود ليَّ رجع حنانك ليَّ طفي اللهيب البيَّ أسوق حبيبي وأزور وأطوف «بنية بنية» [email protected]