«الله يديك العافية يا الشفيع عبدالعزيز».. ذلك الدعاء خرج من قلوب أمهات وخالات الثورة الحارة السابعة والشفيع مساء أمس الأول يعيدهن الى الأيام الخوالي ويذكرهن بالأولاد الذين كبروا وأصبحوا نجوم إبداع سوداني «100%».. «ربيع طه ود. حمزة عوض الله ود. فتح الرحمن البرير وبدرالدين تنقا ومحمد المهدي الفادني والوسيم عوض الله والزميل خالد».. الشفيع هذا المعجون في عسل المنوعات.. حاجة فيه لا تشبهها بصمة وهو يعد سهرة قناة النيل الأزرق ثالث أيام العيد بطريقة السهل الممتنع والوجبة الخفيفة مكتملة الغذاء الروحي والإبداعي والمتعة باختياره لهؤلاء «أولاد الحارة السابعة» الذين توزعوا الآن على حارات ومدن العاصمة المثلثة ولكن ما تزال قلوبهم مع تلك الحارة التي سلموها لها من قبل ومن بعد، وأظنه استعاد حذاقة نجيب محفوظ في بناء الحارة وشخوصها وعمل على حضورها في الشاشة عوضاً عن الكتابة. والأولاد لم يقصروا.. امتعوا ناقلين صورة طبق الأصل لأيام طفولة فيها من الشقاوة والبراءة والأحلام ما تحقق مستقبل الأيام عبر تلك الابتسامة التي نثروها على شفاه المتلقي لإبداعهم حلاوة السهرة في تلك البساطة.. وروعتها في تلك الحكايات التي احتفظت بجميل الود والاحترام لآباء وأمهات نجحوا ونجحن في تربية هؤلاء النجوم. درس في الإعداد التلفزيوني قدمه الشفيع.. ومقدم السهرة الذي ترك مساحته للضيوف مستحقاً نجوميته معهم.. فالشاب كان واحداً منهم.. كأنما لسان حاله يقول: «لوجدتنا نحن الضيوف». ولا تجد مفراً إلا جلوساً على مقعدك أمام الشاشة والقناة نفسها تفاجئك بثالوث مبدع من جيل أبدع.. وهل من نهوض وانت تسمع بضيوف سهرة في مقدمتهم الشاعر والمسرحي هاشم صديق والإذاعي الباذخ صلاح الدين الفاضل والعملاق مكي سنادة؟ النهوض هنا في صورة «القومة ليك».. تلك الأيام باقية في ذاكرتنا: «خطوبة سهير.. ونبتة حبيبتي.. والحراز والمطر».. توطدت في الذاكرة التي لم تنس ذلك المشهد من الدراما والمسرحيات والأعمال الإذاعية الخالدة.. والعمالقة من طراز الفاضل سعيد وحسن عبدالمجيد وخالد ابوالروس.. وحمدنا الله عبدالقادر وتحية زروق.. نثر هذا الثالوث على شاشة النيل الأزرق تفاصيل زمن جميل لحاضر أجمل.. استمتعنا بالمصالحة الجميلة للمبدع هاشم صديق مع الاجهزة الاعلامية والخبر الأسعد بفك الاعتزال والعودة الى المسرح للمبدع مكي سنادة وعودتهما الى الأعمال المشتركة بعمل مسرحي موسيقي في عيد الأضحى المبارك.