مائة وثلاثة وثمانون ألف فدان هى المساحة المستهدفة لزراعتها خلال الموسم الشتوى وفق ما أعلنه وزيرالزراعة بولاية النيل الأبيض محمدأحمد بابكرفى إجتماع مجلس وزراء حكومة الولاية قبل فترة، حيث أكدللمجلس إكتمال كافة الترتيبات لزراعة تسعين ألف فدان قمحا والباقى لبعض محاصيل العروة الشتوية. ولم يمضِ على تأكيدات الأخ الوزيرسوى أسابيع قليلة ليفاجأ الوزيروالمزارعون بالشروط والصعوبات التى وضعها البنك الزراعى لتمويل المزارعين فى الموسم الجديد، حيث أوضح الناطق الرسمى بإسم حكومة ولاية النيل الأبيض الأستاذ عبدالماجدعبدالحميدوزيرالثقافة والإعلام وفى تصريحات لسونا، أن صعوبات التمويل لهذا الموسم تمثلت فى القيود التى وضعت من قبل البنك،وذلك بمطالبته بضمان شخصى للمزارعين الذين بلغت نسبة سدادهم من مديونيته للبنك 40%، وينتهى بنهاية شهرديسمبر المقبل ،وقال إن المزارعين الذين بلغت نسبة سدادمديونيتهم 70% سيتم تمويلهم عبرمجالس الإنتاج ،وقال الوزيرإن هذه الشروط تنطبق على عدد قليل من المزارعين وسوف لن يزيد عدد الفدادين التى ستزرع عن المائة وعشرة فدان. العديد من المزارعين الذين إلتقتهم( الصحافة) عبروا عن خيبة أملهم بسبب الشروط التى وضعها البنك الزراعى لتمويل الموسم الشتوى ، حيث وصفها المزارع الضو أحمد باللامنطقية، مشيراإلى أنها سوف تؤدى إلى فشل الموسم لتخوف العديدمن المزارعين أما المزارع محمدأحمد الطيب فقد ناشدحكومة الولاية بالتحرك العاجل وضرورة البحث عن مصادرتمويل أخرى فى حال إصرارالبنك على شروطه، حتى يتم تدارك الأمرويتمكن المزارعون من اللحاق بالموسم الشتوى. حكومة الولاية ورغم لائحة الشروط التى أصدرها البنك الزراعى لم تفقد الأمل حيث وجهت بتكوين لجنة للتفاوض مع رئاسة البنك بالخرطوم للبحث عن حلول والخروج بإتفاق يمكن مزارعى الولاية من زراعة المحاصيل الشتوية وفى مقدمتها القمح، وتعول الحكومة كثيرا على الموسم الشتوى فى الإكتفاءالذاتى من القمح والذى اصبح الغذاءالرئيسى لمعظم سكان النيل الأبيض ، وتفيدمتابعات الصحافة مشكلة التمويل للموسم الزراعى ظلت تتكرر كل عام دون أن تجد العلاج الناجع وقد تسببت فى دخول الكثيرمن المزارعين إلى السجن بسبب الشروط التى يضعها البنك ، وقدتدخل وزيرالزراعة الإتحادى عبد الحليم المتعافى فى الأمرقبل عدة أشهرووجه بإطلاق صراح كل المزارعين المعسرين وإعطائهم فرصة اخرى لسداد ماعليهم. عموما فإن سياسات التمويل للبنك الزراعى أصبحت مثل حبل المشنقة ،حيث تضيق الخناق على المزارعين كل موسم ، وهذا يؤكد عودة الكثيرمن المزارعين إلى السجن مرة أخرى ودخول آخرين ،وهذا يحدث عند كل موسم زراعى ، بمعنى أن الخسارة ستحيط بالمزارع من كافة الإتجاهات ولن يجنى غيرالحسرة، فهل ياترى ووفق هذا الوضع الصعب وهذه الظروف التى تقف كلها ضد المزارع ، ستتحرك حكومة الولاية لإنقاذ الموسم من الفشل ؟ وهل ستقف وزارة الزراعة مكتوفة الأيدى مثل كل مرة وهى ترى الموسم الشتوى ينهارأمام ناظريها؟.