اشتكى مواطنون تدهور مستشفى عطبرة التعليمي ، وقالوا انه ظل ومنذ إنشائه قبل مايزيد عن «المائة» عام منذ فترة الاحتلال البريطاني للبلاد ، ظل المستشفى هو المرجعي والتحويلي الوحيد بالولاية على الرغم من جهود وزارة الصحة لجعل مستشفيي «الدامر وشندي» كمستشفيين مرجعيين آخرين مما زاد عليهما الضغط بسبب التردد الكبير من المرضى سيما الاف المعدنين للتنقيب عن الذهب من خارج الولاية علاوة على منتسبي عدد من شركات الاسمنت والتي استجلبت عمالة خارجية بجانب العمالة المحلية ، كما ان ربط الولاية بصفة عامة ومدينة عطبرة بصفة خاصة بعدد من الطرق السريعة اضافت عليها مزيداً من الحالات التي شكلت ضغطاًعلى المستشفى وشكلت ضغطا اثر سلبا على المستشفى مما انعكس على تضاؤل الخدمة الطبية المقدمة لمواطن الولاية والذي يتطلع بدوره لخدمات طبية تلبي احتياجاته وتقيه تكاليف السفر لتلقي العلاج بولاية الخرطوم . المواطن في الولاية ظل يتطلع دوماً لتوفير الخدمات الطبية المختلفة وتهيئة بيئة جيدة للمستشفى بتضافر الجهد الشعبي والشراكات المختلفة مع الجهد الحكومي من حيث تأهيل عدد من الاقسام وعنابر التنويم وتحديث ومعالجة الصرف الصحي المتهالك بالمستشفى ولكن هل ترضي عمليات الصيانة والتحديث بالمستشفى إنسان الولاية في ظل النقص الحاد في الكادر العامل؟ من جانبه أشار وزير الصحة والسكان بالولاية الدكتور حسن عبدالرحمن الى ان وزارته ستشرع في تنفيذ الخارطة الصحية بالولاية من خلال تطبيق معايير توصيف المؤسسات العلاجية والذي بدوره سيفضي الى اغلاق وتجفيف بعض المؤسسات العلاجية والتي وصفها بالعبء على وزارته الى جانب اعادة توزيع الكوادر الطبية والفنية والوسيطة وتوزيعها توزيعا عادلاً يغطي النقص في كافة المؤسسات المعتمدة ضمن الخارطة الصحية ، اضافة الي تطبيق سياسة مراكز طب الأسرة والتي تقدم خدمات طبية متكاملة لتقليل الضغط على المستشفيات العامة بالولاية. بينما كشفت مديرة عام الصحة دكتورة ايمان محمد عبدالرحيم عن جهود حكومة الولاية ووزارة الصحة لاستقطاب واستبقاء الاختصاصيين والحد من هجرة الكوادر الى جانب تفعيل دور المركز التشخيصي بالولاية ومركز التأمين الصحي العلاجي الحديث والمعمل المرجعي بعطبرة، والاستفادة من خدماتها للحد من هجرة المرضى طلبا للعلاج خارج الولاية . و أعرب مدير طبي المستشفى الدكتور العوض فضل الله عن تفاؤله في تغير الحال بالمستشفى الى الافضل حيث اشار الى تضافر الجهدين الرسمي والشعبي في تدارك الامر بالمستشفى، مبينا ان العمل جار في إنشاء قسم الكاردينال للعناية المكثفة بتكلفة «مليون» جنيه واكتمال العمل بوحدة الأطفال حديثي الولادة والتي نفذتها منظمة شارع الحوادث بتكلفة «2» مليون جنيه، اضافة الى تكفل ديوان الزكاة بالولاية يصيانة وتأهيل قسم الحوادث بتكلفة قدرها «400» ألف جنيه والصرف الصحي بتكلفة «4» ملايين جنيه كما تم استلام اسعاف جديد من وزارة المالية الاتحادية لخدمة المرضى . من جانبهم أشاد المواطنون بالجهود التي تمت ، وقالوا ان الحالة المتردية للمستشفى خاصة في جانب الصرف الصحي وتدريب وتأهيل الكادر العامل ، جميعها ستقود للمساهمة في التشخيص السليم للأمراض الى جانب سد النقص في المعدات وعدد من التخصصات الطبية ، ويقول صالح على صالح عبد السلام انها جهود تقود للنهوض بواقع الخدمات بالمستشفى تماماً . ودعا عبد السلام لرفع الربط المقرر للمستشفى من ادوية الطوارئ والحوادث وتوفير مصل العقرب وغيرها من الاحتياجات، الا ان الآمال لا زالت طموحة بان تعيد لمستشفى عطبرة التعليمي سيرته العطرة الطويلة في رحلة تقديم العلاج والتي تجاوزت «100» عام .