أعلنت قيادات من قبيلة المسيرية، تشكيل حكومة بديلة لادارية أبيي الحالية، على ان تستلم الحكومة مهامها في 25 ديسمبر الجاري. واختيرت عناصر السلطة الجديدة في اجتماع انعقد شمالي البلدة امس. وحسب نائب حاكم منطقة أبيي طبيق عمر شقيفة، وفقا لتشكيل المسيرية، ل«الصحافة»، فان الاجتماع اختار عبدالرحمن الدقم بختال حاكما، وحميدان الدقيل وزيرا للمالية، بجانب 9 وزراء اخرين و13 معتمد محلية ورئاسة. كما اختار المسيرية حمدي الدودو اسماعيل رئيسا للمجلس التشريعي لأبيي، والعمدة الدودو محمد العبيد نائبا له، بجانب تعيين عبد الرحمن موسى القرين «اب سفة» رئيسا لمجلس الدفاع وقائد كتائب المجاهدين، وقادم عزاز نائبا له، والفريق عبدالرحمن حسن مديرا عاما للشرطة، واللواء «م» فضل الله برمة ناصر مديرا عاما للأمن. وضمت حكومة أبيي، التي شكلتها قبيلة المسيرية مستشارين، كبيرهم الامير اسماعيل حامدين، كما ضم طاقم المستشارين نمر بابو نمر، ومحمد عبدالله ودابوك، والبرفيسور بشتنة محمد سالم، والدكتور محمد فرح جبريل. وقال طبيق، ان الحكومة ستعمل وفقا لقرارات مؤتمر الستيت، وستحتفظ بكامل حقوق السكان الاخرين في أبيي. واعتبر الخطوة ردا على اجراءات هدد بها ناشطون في قبيلة الدينكا نقوك. من جهته، ابلغ ناظر الدينكا نقوك كوال دينق مجوك «الصحافة»، ان المقترحات التي ملكها رئيس لجنة حكماء افريقيا ثامبو امبيكي لرئاسة الجمهورية، ستخلق «منطقة شاذة» اذا ما تجاوزت بروتكول أبيي وقرار محكمة لاهاي، مؤكدا ان المقترحات مرفوضة من قبل الدينكا نقوك. وقال كوال، ان قبيلته تجاوزت مهلتها للرئاسة بثلاثة ايام لكنها تعمل بجد في ترتيبات اجراء استفتاء احادي، وزاد «لا أحد في أبيي يكترث للمقترحات المطروحة الآن». وفي الاثناء، حذر خبراء عسكريون وسياسيون من اندلاع حرب بين الشمال والجنوب حال عدم ترسيم الحدود قبل قيام الاستفتاء، وصفوها ب»الحرب الشاملة»، قائلين ان الحركات المسلحة ستخوضها بالوكالة عن الحركة الشعبية. وجزمت قيادات من قبيلة المسيرية في منطقة أبيي ان الحركة الشعبية تبيت نية الحرب، وابادة المسيرية، وهددوا بعدم قبولهم بنتائج استفتاء أبيي مالم ترسم الحدود. واكد القيادي المسيري عبد الرسول النور، في ندوة نظمها مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية امس، أهمية ترسيم الحدود قبل الاستفتاء حتى تكون العملية على ارض معلومة بدون اي مزايدة، وتابع اذا لم ترسم الحدود يمكن ان تأتي دولة الجنوب ،وتقول ان حدودها الي كوستي».واكد عبدالرسول احقية قبيلة المسيرية في منطقة أبيي ، وقال اذا لم يكن للمسيرية حق لماذا منحوا نسبة 2% من البترول، ودينكا نقوك مثلها، وقطع بعدم قبولهم بنتائج استفتاء أبيي مالم ترسم الحدود. من جانبه، رأى استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين الدكتور اسامة زين العابدين ان حل قضية الحدود الان في ايدي الشريكين ، وتابع «بمجرد اعلان دولة جديدة تتحول لحدود دولية وتصبح اطول حدود بين الدولتين» ، وتخوف من نشوب حرب بينهما، قائلا ان الحدود بين الشمال والجنوب غير هندسية. واتهم اللواء معاش عباس شاشوب ، الحركة الشعبية بالتخطيط والتجهيز لخوض الحرب تخوضها بالوكلة عنها الحركات المسلحة في دارفور، وقال ان الحركة الان مصرة علي عدم ترسيم الحدود، وهذا يعني حربا شاملة ، وزاد «يجب تجهيز انفسنا لها وتوحيد الصف والجبهة الداخلية».