نقلت صحيفة مصرية عن برقية دبلوماسية أميركية مسربة قولها ان مسؤولين مصريين سعوا العام الماضي الى تأخير استفتاء جنوب السودان ما بين أربع وست سنوات لافساح الوقت للجنوب ليصبح دولة قابلة للبقاء اذا قرر الانفصال عن الشمال. وعرضت البرقية المسربة، التي لم يعرضها موقع ويكليكس بعد، وتحمل تاريخ أكتوبر 2009، سعي القاهرة لتنبيه واشنطن ل»العواقب المهلكة» التي قد تترتب على اختيار الجنوب الانفصال عبر الاستفتاء. وحسب الوثيقة التي نشرتها صحيفة «المصري اليوم» على موقعها الالكتروني باللغة الانجليزية امس، فإن مسؤولا بالخارجية المصرية، قال إن الانفصال «سيخلق دولة عاجزة قد تهدد قدرة مصر على الحصول على مياه النيل». واقترح المسؤول تأجيل التصويت على استقلال الجنوب لأربع سنوات حتى تصبح لدى الجنوب «القدرة على خلق دولة». ولم يتسن على الفور الوصول الى وزارة الخارجية المصرية للتعليق. وتخشى مصر أن يتعرض أمنها المائي لخطر جراء الانقسام، فضلا عن تهديده بإخلال ميزان القوى في المنطقة لصالح دول حوض النيل الساعية لمزيد من السيطرة على مياه النهر. وطالبت الحكومة المصرية، حسب الوثيقة، بأن «تقنع الولاياتالمتحدة القادة السودانيين بمخاطر الانفصال، وأن تحثهم على الدعوة للوحدة». وتؤشر التصريحات الصادرة مؤخرا إلى تنافر بين وجهتي النظر الأمريكية والمصرية حول السودان، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي، في نوفمبر إن بلاده رفضت مقترحا مصريا بإقامة كونفدرالية لإدارة شئون شمال وجنوب السودان، مؤكدا «حق الجنوبيين في تحديد مصيرهم».