شيعت البلاد مساء أمس فقيد البلاد د.الطيب حاج عطية المدير العام لمعهد أبحاث السلام والأستاذ والمحاضر بجامعة الخرطوم والعديد من الجامعات السودانية والأجنبية وذلك بمقابر بري الخرطوم . وتقدم المشيعين رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير ، وأساتذة الجامعات وطلاب الفقيد وعدد من الوزراء والمسئولين والقادة السياسيين والتنفيذيين . يذكر ان الفقيد الطيب حاج عطية كان مديراً لوكالة السودان للأنباء فى الفترة من 1985م وحتى 1987م. بروفيسور إسماعيل : رحل رجل الصفوف الأولى بروفيسور فدوى : كان الفقيد مثابراً و مهموماً بقضايا الوطن الخرطوم : تهاني عثمان – محمد عبدالله غيب الموت نهار أمس البروفيسور الطيب حاج عطية الأكاديمي والناشط السياسي والإعلامي المعروف، وقد تدافع الكثيرون من زملائه وطلابه ومحبيه لتشييعه بمقابر بري حيث تمت مواراة جثمانه الثرى وتحدث بعضهم منقبين في سيرته سائلين الله ان يتغمده بواسع رحمته. تخرج الفقيد في جامعة الخرطوم كلية القانون ونال الدبلوم العالي من جامعة لندن وتقلد العديد من الوظائف منها رئاسة مركز الإعلام والدراسات الإضافية بجامعة الخرطوم وعميداً للطلاب بالجامعة كما عمل مديراً عاماً لوكالة الأنباء السودانية « سونا » ورئيساً لمجلس إدارة صحيفة الأحداث السياسية اليومية ، وللراحل مساهمات واسعة في العملية التعليمية. تكريم مستحق كرمت رئاسة الجمهورية الراحل البروفيسور الطيب حاج عطية تقديرا لمجهوداته في تطوير التعليم وكان التكريم بمثابة لمسة لما قدمه من خدمة لبلاده ولجامعة الخرطوم والمجتمع كما سبق وكرمته إدارة جامعة الخرطوم. الدكتور مصطفى عثمان اقر للراحل بالاجتهاد والسعي دوما نحو التطوير ، واضاف «لقد عرفته منذ أن كان طالباً مجتهداً بجامعة الخرطوم» كما عرف بأنه عالم ومعلم شهير في مجاله مدافعاً ومتمسكا بارائه العلمية ، و الى جانب انه كان مثقفاً سودانياً عرفته اللقاءات والندوات والمنابر ، و في الجوانب السياسية كان مثابراً ومقداماً في العديد من القضايا وأبرزها قضية دارفور وكان ناشطا بعدد من منابر ومنظمات المجتمع المدني . صاحب منهجية إدارية الدكتور عبدالملك النعيم تحدث عن الراحل قائلا بان علاقته بالبروفيسور الطيب حاج عطية بدأت منذ ان كان أستاذا له في الجامعة حيث درس على يده حتي مرحلة الدراسات العليا ، كما زامله في التدريس بالجامعة ، ويرى عبدالملك ان فقد حاج عطية ليس وقفا على جامعة الخرطوم و إنما فقد للسودان وقبيلة الإعلام والسياسة لان الراحل رجل من المؤثرين في الواقع السوداني كله . ويعتبر الراحل – وفقا لعبدالملك النعيم – من الأساتذة المستوعبين لما يدرسون ومن الأساتذة الذين يعطون «براحا» للطلاب للمناقشة ، فأعجب الطلاب بنهجه في التدريس وأضاف عبدالملك : «تأثرت به و بمنهجه المتفرد في التدريس ، واعتبر ان هذه الطريقة تنمي في الطالب روح الموضوعية في النقاش حول المادة وتقبل وجهات النظر» . و اضاف عبد الملك لقد زاملت دكتور الطيب أثناء إدارته لوكالة السودان للأنباء « سونا » : «حينها كنت منتسبا لها في قسم الإرسال الخارجي ، وكانت إدارته لسونا متفردة وعمل على إدارة الوكالة بمنهجية تختلف عمن سبقوه حيث كان كل همه المنهجية في المشاريع بعيدا عن العواطف» . ويمضي عبدالملك في تسليط الضوء على مناقب الفقيد فيقول : إدار الراحل معهد أبحاث السلام ، وفي تلك الفترة شهد المعهد نشاطا قويا وجمع ما بين السياسة و الاكاديمية وتمتع بجمع عدة اطياف مختلفة نحو معهد أبحاث السلام سواء كان في العمل او الندوات او المحاضرات ، وحينها تبنت جامعة الخرطوم قضية المشورة الشعبية التي أدت الى السلام في جنوب كردفان كعمل سياسي للجامعة والمعهد . ويعتبر الدكتور الطيب حاج عطية من خبراء اليونسكو الذين تركوا بصمة سودانية خالصة ، حيث عهدت له العديد من الاعمال الاستشارية داخل السودان وخارجه وتم انجازها بكفاءة عالية جدا، وكان الراحل يعمل بنظام الفريق مع كل من كانوا حوله ويدرك مقدراتهم ، وهو من المهتمين بالنظريات الإعلامية وتدريسها لطلابه وعمل المقارنات بين النظرية والتطبيق . تميز الراحل بصياغة المخرجات من الحوارات والندوات للرأي العام، كما كان للراحل ارتباط قوي بأسرته الممتدة من مدينة الدويم وكثيرا ما كان يسافر الى هناك في المناسبات وغيرها من الزيارات الاجتماعية . وفي ختام حديثه (للصحافة) قال دكتور عبدالملك ان فقد الراحل سوف يكون كبيرا على مستوى إدارة الإعلام في جامعة الخرطوم وكخبير وعالم سوداني وناشط في فض النزاعات وله اسهامات واضحة، وهو يعتبر ان الدكتور الطيب ترك علما يستنفع به ولن يرحل من أذهان طلابه . الباز :ابن بلدي و أستاذي الأول : الصحفي عادل الباز تحدث عن الفقيد الراحل قائلا : «رحم الله أستاذي الطيب حاج عطية ، هو ابن بلدي الدويم …..من أسرة اشتهرت بالعلم . من اوائل ابناء الدويم الذين التحقوا بجامعة الخرطوم ، وهو أستاذي الاول الذي علمني الصحافة منذ ان كنت طالبا في مدرسة الدويم الثانوية الى جمعية الصحافة بجامعة الخرطوم . ثم اخيرا رئيس مجلس إدارة جريدة الاحداث التي كنت رئيس تحريرها، عملنا سويا في شتى المناسبات واللجان ، وظل وطنيا مخلصا عمل بجد لوقف الحرب واستدامة السلام ، واخر مساهمته التي وضع فيها عصارة تجربته مع آخرين كانت المذكرة الأخيرة التي دفعت بها قطاعات مستنيرة لرئاسة الجمهورية ، وكان انسانا عظيما وإعلاميا رفيع المستوى تخرجت على يديه اجيال من الصحفيين السودانيين . وعن تجربتي معه في صحيفة الاحداث يقول الباز ، كان معي منذ بدايات الفكرة وجرت مناقشات عديدة معه في مرحلة التأسيس ، الى ان صدرت ، ووضع بصمة واضحة في المستوى التحريري واخراج الصحيفة وشد أزري في مغامرة الجريدة المجانية التي ابتدعتها الاحداث واستمرت لشهور ، ولم تنقطع توجيهاته وملاحظاته فيما يخص الصحيفة حتي اخر يوم في الاحداث . رجل الصفوف الاولى في كل المجالات : يقول البروفيسور اسماعيل الحاج موسى ان علاقته بالطيب حاج عطية علاقة قوية من خلال عملهما في المهنة والسياسة وهو أحد زملاء الجامعة ، حيث أسهم في تكوين الجبهة الاشتراكية الديمقراطية وكان عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد . درس المرحلة الثانوية في مدرسة خور طقت ودرس القانون في جامعة الخرطوم ثم أكمل دراساته العليا في الصحافة والإعلام واصبح مديرا لمعهد الدراسات الاضافية الذي أنشأه أحمد عبد الحليم ودرس الإعلام في كلية الآداب في قسم الإعلام وهو رجل بليغ وخطيب مفوه ومثقف ، تقدم الصفوف الاولى في كل المجالات التي عمل بها . أنشأ مركز الدراسات الاضافية في جامعة الخرطوم وعمل أستاذا في الجامعة وهو صاحب نشاط سياسي وثقافي كبير جدا كان يوجد في كل المحافل ويحرص المنظمون للمحافل على مشاركته لما يتميز به من حسن الخطابة والثقافة . وقد كان اميز طلاب جامعة الخرطوم في السياسة والثقافة وأميز أساتذة الجامعة عقب التحاقة بها في مجالات التدريس . مثابر وصبور و مهموم بقضايا الوطن تقول بروفيسور فدوى عبدالرحمن على طه الأستاذة بجامعة الخرطوم ، ان بروفيسور الطيب حاج عطية فقد جلل وكبير لكل السودان اذ كانت له اسهامات واضحة وبارزة في مجالات متعددة لم تكن مقتصرة على الإعلام فقط، وكان الطيب مهموما بقضايا الوطن بصورة اثرت على صحته ، وكم كنت اتمنى ان يرى الوطن في الحالة التي كان يتمناها له قبل رحيله . وتضيف بروفيسور فدوى : «الطيب له ادوار متعددة في جامعة الخرطوم وقسم الإعلام م ومركز ابحاث السلام ولم يتوقف لحظة عن العطاء حتي بعد ان ألمت به وعكه صحية كان يمكن ان توقفه عن العمل ولكن الطيب المثابر الصبور الهادئ الباش ذا الابتسامة والوجه البشوش وصاحب الروح المرحة واصل جده واجتهاده وعطاءه وبذله لجامعة الخرطوم وللوطن بصفة عامة حيث أسهم في مبادرات كثيرة هدفت الى انتشال الوطن من الأزمات. السيرة الذاتية للراحل الطيب حاج عطية ولد بالدويم في سنة 1949م ودرس بمدرسة بخت الرضا الاولية والوسطى بمدرسة الدويم الريفية الثانوي بمدرسة حنتوب العريقة ونال المؤهلات العلمية الأتية:- بكالريوس الحقوق «كلية الحقوق» جامعة الخرطوم. دبلوم عالي في القانون – جامعة الخرطوم. ماجستير الإعلام – جامعة سيراكيوز،امريكا. دكتوراة الإعلام – جامعة السربون – باريس. دبلوم الدعاية السياسية – معهد الدعاية موسكو. دبلوم الإعلام الدولي – جامعة جنيفسويسرا. زمالة – جامعة اوكلاهما. التدريب العملي:- وكالة الأنباء الفرنسية. إدارة إعلام الأممالمتحدة – نيويورك. صحيفة الواشنطن بوست – اللومانز- باريس. راديو تلفزيون سي بي سي – مدينة قراند رايترز – امريكا. راديو وتلفزيون اي بي اس مدينة سان فرانسيسكو. الخبرة العملية:- مدير الإدارة السياسية تلفزيون السودان. مدير المطبوعات والنشر وزارة الإعلام. مدير وكالة السودان للأنباء. رئيس تحرير مجلة آداب كلية الآداب . رئيس تحرير مجلة فنون إذاعية. رئيس تحرير مجلة الخرطوم. رئيس مجلة إدارة صحيفة الأحداث. الخبرة الأكاديمية : – رئيس مركز الإعلام – جامعة الخرطوم. عميد كلية الدراسات التقنية والتنموية. عميد الطلاب – جامعة الخرطوم. عميد المكتبات – جامعة الخرطوم. مدير معهد أبحاث السلام-جامعة الخرطوم. مؤسس ورئيس شعبة الإعلام – كلية الآداب. المؤلفات:- عدد من الكتب والأوراق العلمية باللغات العربية والأنجليزية والفرنسية. اللغات:- العربية – الانجليزية – الفرنسية. الزيارات الخارجية زار عديدا من الدول في كل القارات في بعض المهام القومية. رئيس لجنة الخبراء -إعداد مشروع قانون الانتخابات. رئيس لجنة الخبراء لإعداد دليل البرلمانيين. عضو لجنة الخبراء لإعداد قانون الأحزاب. المقرر العام لمبادرة أهل السودان لحل أزمة دارفور. أنشطة إبان إدارته معهد أبحاث السلام جامعة الخرطوم:- ترأس وأشرف على العديد من المؤتمرات وورش العمل والسمنارات الخاصة بقضايا النزاع والسلام والتحول الديمقراطي في السودان. شارك في مؤتمرات وورش عمل وسمنارات في مجالات خاصة بقضايا النزاع والأمن والسلام في «الجنوب،الشرق،دارفور» من أهمها: مؤتمر برلين «تنفيذ اتفاقية نيفاشا» مؤتمر بكين الدولي بدعوة من حكومة الصين «خاص بنزاع دارفور» ، ومؤتمرات موسكو،بدعوة من الحكومة الروسية «خاص بنزاع دارفور» ، ومؤتمرات أخرى في القاهرة وأديس أبابا ، وكمبالا ، و نيروبي ودار السلام وبروكسل ولندنوباريس ونيورك واستكهولم وغيرها. ولقد كان الراحل مقيما وفياً لدويم بخت رضا ويذكر دائما تجاربه التي اكتسبها بدراسته في مدرسة بخت الرضا الألفية والدويم الريفية في كل المحافل الداخلية و الإقليمية العالمية.