تصنف محلية سودري بأنها من اكبر محليات ولاية شمال كردفان من حيث المساحة و تقع المحلية في اقصى شمال الولاية تحدها غرباً شمال دارفور وجنوباً محليتا النهود وود بنده، وشمالاً الحدود الليبية، وشرقاً محلية جبرة الشيخ تضم المحلية ثلاث اداريات هى سودري ، ام بادر ، حمرة الشيخ ، انعم الله على المحلية بثروة حيوانية ضخمة متمثلة في الضأن الكباشي والذي يمثل نسبة 20% من الصادر السوداني، اضافة الى اشتهارها بالابل كماً ونوعاً وكمية مقدرة من الماعز والابقار فضلاً عن الذهب الذي اكتشف بكميات كبيرة بالمحلية ولكن رغم ثراء المحلية البائن الا ان حالها لايختلف عن محليات الولاية الاخرى من ناحية تردي الخدمات في بعض انحائها ان لم نقل انعدامها رغم ان المحلية تعتبر حاضرة قبائل الكواهلة والكبابيش والجبال البحرية، وهي قبائل كبيرة غنية عن التعريف ولها دورها فى تاريخ السودان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ولمعرفة الخلل استطلعنا بعض مواطني المنطقة لمعرفة حجم المشكلة على ارض الواقع. محمد الحسن الكاهلي من مواطني ام بادر قال ان محلية سودري وبرغم انها من اكبر المحليات على مستوى السودان مساحة وثروة حيوانية وبشرية الا انها تعتبر من المحليات المتخلفة في الخدمات ففي مجال الخدمات الصحية توجد بها فقط ثلاثة مستشفيات ريفية فى كل من سودري وام بادر وحمرة الشيخ، وتعاني هذه المؤسسات من النقص الحاد في اشياء اساسية ويوجد بها طبيب امتياز واحد . اما المياه فمعظم فرقانها وقراها تهاجر لجلب الماء من اماكن بعيدة واذا اضفنا انعدام الطرق المعبدة او الممهدة حيث تخلو المحلية وعلى مستوى مدنها من كيلومتر واحد معبد ناهيك عن بواديها مما يزيد معاناة المواطنين، اما الكهرباء فتوجد في سودري فقط. وسار على ذات النهج احمد حسن الكباشي من مواطني حمرة الشيخ الذي زاد بأن المحلية تعاني في جوانب الخدمات رغم ما ترفد به ميزانية الولاية والسودان من ثروة متمثلة في الصادر الضخم من الضأن والأبل .أما أحمد حسن مبارك تاجر مواشي فبدأ حديثه مثنياً على الجهود المبذولة في التعليم، حيث ذكر انه وعبر مشروع ( الجام ) تم بناء (9) مدارس في انحاء المحلية الا ان هنالك شحا في الكتاب المدرسي ولايوجد اجلاس في معظم المدارس ، وقال ان الامن مستتب بالمحلية اما الخدمات الاخرى فهي غير موجودة اساساً حتى يجري عنها الحديث . واستهجن المواطن ابراهيم آدم من مشروع جريح السرحة الحديث الدائر هذه الايام عن الذهب واثره في تنمية المحلية وقال انهم غير متفائلين خيراً بوجود الذهب وان المحلية غنية قبل اكتشافه وبرغم ذلك لا يحس المواطن اثر ذلك الثراء، واستشهد بمنطقة حمرة الشيخ الجمركية التي كان لها دور كبير في سبل كسب العيش لمواطني المحلية إلى ان تم اضعافها مما زاد من معاناة المواطنين وارجع سبب تدهور الخدمات بالمحلية الى ضعف الاجهزة السياسية والتنفيذية. واقع مرير وقاس تعيشه محلية سودري احدي اغنى محليات ولاية شمال كردفان بالثروة الحيوانية والبشرية، فكيف الحال في بعض محليات الولاية الاخرى التي لاتملك ربع موارد محلية سودري، والى متى تعطي محلية سودري دون ان تجد مقابل ذلك خدمات وتنمية!؟