أم بادر اسم فاقت شهرته الآفاق، وتقع المنطقة بولاية شمال كردفان اشتهرت بخصائص كثيرة خلدها الشعراء والمغنيون، ولعل الأغنية التراثية الشهيرة (الليلة والليلة دار ام بادر يا حليلها) والتي يتخذها الكثيرون نغمة للموبايل دليل دامغ على وجود المنطقة في الوجدان السودانى ،كما وثق للمنطقة الاستاذ حسن نجيلة في سفره التوثيقي (رحلتي إلى البادية). و لأم بادر نصيب كبير في صناعة تاريخ السودان الثقافي والاجتماعي والاقتصادي بفضل ثرواتها الضخمة من (الإبل والضأن والغنم) وهي حاضرة قبيلة الكواهلة الغنية عن التعريف. ويتوزع سكان ادارية ام بادر الذين يربو عددهم على (12) الف نسمة على عدة مناطق كجريح السرحة والثواني والصنقر وأم خصوص. وكحال محليات واداريات ولاية شمال كردفان عانت أم بادر من تردي الخدمات وانعدام التنمية. وقد استبشر مواطنو الادارية خيرا عندما تم اكتشاف الذهب بمناطق أم خصوص والزرافى وجريح السرحة وغيرها بادارية أم بادر عل المعدن النفيس يغير الحال من العسر إلى اليسر فهل تم ذلك؟ للإجابة على هذا السؤال استمعت (الصحافة) لبعض مواطني المنطقة فماذا قالوا: محمد الحسن الكاهلي وكنيته ود أزرق قال ان اكتشاف الذهب بادارية ام بادر ورغم أنه أحدث حراكاً تجارياً بالمنطقة ووفر دخلاً كبيراً للمحلية إلا أن الحال بالإدارية ازداد سوءً على سوء وذلك لجملة من الاسباب منها توافد اكثر من (5) آلاف شخص على المنطقة بحثا عن الذهب، وقد احدث ذلك التوافد آثارا سالبة حيث شاركوا مواطني الادارية الخدمات على قلتها ،فالمستشفى الريفي الوحيد بام بادر والذي بات عليه خدمة الجميع تبلغ سعته (20) سريرا وبه طبيب امتياز واحد اضافة لغرفة عمليات معطلة ويخلو من عربة اسعاف مع شح الادوية فصار يكتظ بالمواطنين مما زاد من معاناة سكان الادارية. ويمضي الازرق للقول إن التردي المريع في البيئة الذي خلقه الزحام والسلوك غير الصحي أدى إلى تفشي العديد من الأمراض (كالحصبة والالتهابات الرئوية). ومن سلبيات التوافد تفشي ظاهرة السرقة والتي طالت الدكاكين والحيوانات وأسواق الذهب ما يتطلب دعم قسم الشرطة الوحيد بالادارية والذي لا يتعدى عدد أفراده (13) شرطياً بدون عربة. ويمضي الكاهلي للقول ان هجرات الباحثين عن الذهب سببت مضايقة كبيرة في المياه و زيادة الأزمة التي تُعاني منها الادارية أصلاً حيث تشرب أم بادر من تردة موسمية تكفي أهلها بالكاد لبضعة أشهر إضافة لدونكي معطل (بجريح السرحة) كما يجلب الماء بالتناكر من ام قوزين بدارفور ويبلغ سعر البرميل 10 جنيهات . المواطنة (س .ح. ي) من منطقة جريح السرحة قالت ان اكتشاف الذهب بالمنطقة قد أثر سلبا على حياة المواطن خاصة في اسعار السلع الغذائية حيث بلغ سعر مد الدخن 10 جنيه وبلغ سعر (3) قطع من الرغيف صغير الحجم جنيها وبلغ رطل السكر جنيهين كما ارتفع سعر البصل وبلغ رطل الزيت (6) جنيهات ،أما المواطن عبد الله حسن فقد شن هجوما عنيفا على المحلية وقال انها تستأثر بكل الايرادات والأموال التي تجنيها من الذهب دون أن ينعكس ذلك على ادارية ام بادر التي ما زالت بلا خدمات ماضيا للقول ان اكتشاف الذهب بام بادر بات نقمة وليس نعمة على حد قوله كما أن اهتمام المواطنين بالتنقيب عن الذهب جعلهم يهجرون حرفة الرعي والزراعة ما ألقى بظلال سالبة على المنطقة التي تعتمد على الرعي والزراعة. من جانبه دعا المواطن صالح علي من منطقة ام خصوص المسئولين إلى العمل على تأهيل المستشفى حتى يسع الأعداد الكبيرة من المهاجرين وسكان المحلية اضافة الى تأمين الأسواق من السرقات وضبط السلوك غير الأخلاقي الذي يبدر من بعض المهاجرين. والسؤال هو لماذا تغض السلطات المختصة الطرف عن معاناة وشكاوي المواطنين بالمناطق التي تم اكتشاف الذهب بها وجعلتهم نهبا للجوع والعطش وارتفاع الاسعار وتفشي الأمراض الوبائية والسرقة واكتفت بتحصيل الرسوم والجبايات دون تقديم ما يقابلها من خدمات سواء للمقيمين من السكان أو القادمين للمنطقة بحثاً عن الذهب.