بالرغم من اقتراب معادلة اقتسام الوطن من خواتيمها الا ان عملية اقتسام القلوب والعواطف لم ترد فيها نصوص مكتوبة سوى تلك النصوص من التعايش والتواصل التي وقع عليها اهل السودان بتعددهم منذ الاف السنين وغابر الازمان قصصا وقع عليها الجميع في هذا البلد ورسم حروفها الان ضيفنا سبت القادم من الاستوائية وتحديدا مدينة ياي التي ولد فيها وهو من قبيلة الكاكاوا ومن ثم انتقل الى جوبا مع والده القسيس حسين عيسايا وفي ستينيات القرن الماضي تعرف على المشير عبدالرحمن سوار الذهب عندما كان يعمل ضابطا بالقوات المسلحة بالقيادة الاستوائية، وامتدت علاقة الصداقة والاخوة بين المشير سوارالذهب وسبت حتى الآن كما ذكر سبت حسين عيسايا في المقابلة التي اجرتها معه (الصحافة) امس باتحاد كرة القدم السوداني والتى دردش معنا فيها عن مواضيع شتى بدأها بالرياضة : قال سبت مارست كرة القدم واصبحت لاعبا بفريق الاهلي بمدينة ياي والذي كان يرأسه احد ابناء الجزيرة من التجار المقيمين هناك منذ عقود وهو حسن علي المتزوج من اختي ابنة عمي، ومن ثم انتقلت الى فريق كتور جوبا. ويواصل سبت : في نهاية الستينيات حزمت حقيبتي واتجهت الى الشمال وعملت معلما للغة الانجليزية بمدرسة الكوة بالنيل الابيض وزاملني في ذلك الوقت معلم اللغة العربية المرحوم عبداللطيف السيد الحاج، ومن المفارقات العجيبة أننا بعد ان افترقنا منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي التقينا بعد مدة طويلة باتحاد الخرطوم المحلي لكرة القدم، حيث التحق المرحوم للعمل به محاسبا وانا عامل، وبمناسبة الحديث عن عبداللطيف الذي توفى في الحادث الاليم لبعثة المريخ قبل سنوات وهي قادمة من كسلا اقول إنني لم اندم على انضمامي للوسط الرياضي الذي يتميز العاملون فيه بعلاقاتهم وصداقاتهم القوية، فهم يعملون كأسرة واحدة ويسود التعاون بينهم وهذا ما ترجمه جميع العاملين باتحاد الخرطوم كبيرهم وصغيرهم الذين تداعوا للوقوف خلف اسرة الراحل عبداللطيف السيد حتى تم اكمال بناء المنزل، وهذه هي الرياضة وعظمتها. ومن الرياضة انتقلنا بالحديث مع سبت إلى حياته الاسرية حيث ذكر انه متزوج من ثلاثة نساء من الشمال الاولى هي سيدة الطيب والتي انجبت له اقبال وحكمات وهما الآن بأمريكا تدرسان هناك، وياسر الذي يعمل مهندس بترول ببانتيو وهو متزوج من حي الدناقلة بالخرطوم بحري، وكان شاهدا على عقد زواجه أخي وصديقي المشير عبدالرحمن سوار الذهب، وابني الثاني حكيم وهو يعمل طبيبا بجوبا وكمال طالب بالجامعة. الزوجة الثانية حواء عثمان وهي من مدينة الحديد والنار عطبرة وتعمل حاليا مديرة مدرسة اساس بحي الامتداد بالخرطوم، وابنائي منها عادل ودكتورة حليمة وزبيدة، اما الزوجة الثالثة حنان مكي تعمل موظفة بجامعة السودان وهى والدة ابنائي اشرف والصغيرة حبة. ويواصل سبت حسين عيسايا قائلا ان والدي بجوبا كان قسيسا وكذلك اخي ولكن الحمد لله أن ابنائي كلهم مسلمون ومنهم الطبيبان حكيم وحليمة يعملان بجوبا حاليا ويسكنان في منزل الاسرة الكبير بجوبا مع شقيقي القسيس، وليست لديهما اية مشكلة يؤديان صلواتهما ويصومان دون اية مضايقات من احد. سبت حسين عيسايا قال إن زوجتيه الاولى والثانية تسكنان في منزله بالرياض شارع المشتل، والاخيرة تسكن بمنزله بالصافية بحري.