كنت من الحاضرين في مكتب الاستاذة الدكتورة رتيبة الحفني مقررة وراعية المهرجان والمؤتمر، بحضور الاستاذ الدكتور كفاح فاخوري الامين العام للمجمع العربي للموسيقى، وعميد المعهد الوطني للموسيقى بالأردن، والمربية الباحثة في إعداد ومحاور الطفل الاستاذة الدكتورة نادية عبد العزيز أستاذة التربية الموسيقية بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان بالزمالك وآخرين، حيث كان الحوار يدور في جملة فنية لتلخيص محور الموسيقى ورجل الشارع. فطلب من الاستاذ الدكتور كفاح فاخوري الذي كان مقرراً للجلسة، القيام باعداد تلك المهمة الفنية عن الثقافة الموسيقية ورجل الشارع. فذكر ان هذا المحور الذي جاء في مؤتمر الموسيقى العربية التاسع عشر والذي كان مشرفاً لادارة جلسته في صباح الأربعاء الثالث من نوفمبر الماضي، كان أكثر اثارة من المحاور الأخرى، وميزة هذا المحور الذي جاءت في ظاهرته البساطة إلى درجة توحي بأن كل شخص بامكانه أن يدلي بدلوه فيه، ولكن مع بعض التمعن في موضوعه تجده قادراً على إغراق الباحث الموسيقي المتمكن بتفاصيل خلافية جمة أبسطها محاولة الاجابة عما اذا كان بالامكان محو الامية الموسيقية في المجتمعات العربية، وأي تخطيط من هذا النوع اذا وجد في الاساس قادراً على رفد المجتمع المحلي بحركة موسيقية ايجابية تطال رجل الشارع منذ نعومة أظافره وحتى كهولته حيث أنه لا شك موضوع شائك وشائع في آن واحد. كما استعرض في المحور ورقة عمل كان الاول واقع اشكاليات رجل الثقافة السوري قدمتها الاستاذة الآنسة هبة ترجمان من الوطن السوري وهي كاتبة سورية متخصصة بالشؤون الثقافية وتعمل حالياً معاون مدير معهد صلحي الوادي للموسيقى بدمشق، وهي في الوقت نفسه باحثة متقدمة في قسم الحضارة في هيئة الموسوعة العربية، ومراسلة لجريدة المدينة السعودية، رغم ان الآنسة هبة ترجمان حصرت وقتها بموطنها سوريا. الا ان ما ورد في بحثها ينطبق على معظم الدول العربية حيث تلعب خلفية المواطن الاجتماعي والتمسك بالتقاليد والقيم التي شب عليها الدور الرئيسي في تشكيل ذائقة الموسيقى إلى جانب عناصر أخرى مثل (الديموغرافيا) والجغرافيا والمؤثرات الوافدة ووسائل الاعلام والتكنولوجيا المعاصرة. أما ورقة العمل الثانية فقدمها رامي درويش وهو أيضاً من القطر السوري ويعمل مدرساً في كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث كونه أمين سر فرع نقابة الفنانين بمدينة حمص السورية. وقدم بحثه القيم في التجربة الامريكية في الثقافة الموسيقية ورجل الشارع وكان بحثه محصوراً بالتجربة الامريكية مركزاً فيها على قصة نجاح ظهرت في الخمسينيات من القرن الماضي تصلح للتأثر بها في العالم العربي. وكان رأس حربتها قائد الاوركسترا الذائع الصيت (لينارد بيرنشتاين) المعروف جماهيرياً بتأليفه موسيقى الفيلم الاستعراضي، والمسرحية الغنائية الاستعراضية قصة الحي الغربي. وتجدر الاشارة بأن تجربة (لينارد بيرنشتاين) قد أفرزت تجارب أخرى في الولاياتالمتحدةالامريكية وكندا، ولاحقاً ولا سيما كلما يشعر المثقف بأن الناس قد بدأت تبتعد عن حضور الفعاليات الموسيقية ذات الطابع الثقافي الرصين والمضامين الفكرية العالية وتنجذب اكثر وأكثر باتجاه الموسيقى التي أقل ما يقال فيها بأنها تسطيحية. وفي نهاية حديثه قدم الدعوة للمستمع أو القارئ محاولة الاطلاع عبر (اليوتيوب) على ما اجمع النقاد عليه باعتباره أنجح مبادرة معاصرة تناولت رجل الشارع وهي التجربة الفنزويلية التي تعرف باسم (ال سيستيما) والتي طالت أطفال الشوارع في فنزويلا وحولتهم من متشردين إلى اعضاء أوركسترا. وبهذه المناسبة كنت من المشاركين في هذا المؤتمر بثلاثة محاور علمية حسب برنامج الدعوة المكون من ثلاثة محاور وجاءت مشاركتي بالعناوين الآتية: وهي (محور قالب المونولوج الناقد في السودان). و(محور الموسيقى ورجل الشارع في السودان). و(محور التراث الشعبي الخاص بالاطفال ومدى الاستفادة منه في أغاني ألعاب الاطفال التربوية في السودان). فوافقت اللجنة عليها الثلاثة، الا انه قد تحدد فيما بعد بالبحث الواحد لكل باحث وطلب مني الاختيار من احد الثلاثة فاخترت الاول منها وهو قالب المونولوج الناقد في السودان. وسأقوم بنشر المحورين في المجلات السودانية في القريب العاجل إن شاء الله. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.