علاقة السرد بالصورة بمقدار استيعابها في الذهن وتخييلها في الذَّاكرة، يشكِّل علاقة طرديه قوية وهي أُسُّ الإبداع الفني. قد تكون الصورة ذهنية بحتة أو إنسانية أو تكاملية أو تجسيدًا رؤيويًّا خاصًّا لكنها في الحقيقة هي التي تثير حفيظة المبدع وتكون مؤثِّرًا فاعلاً في صنع العملية الإبداعية. إن الإبداع في فن الرواية يقوم على قوة الوصف وبراعة التصوير في إثراء الحبكة والأسلوب الأدبي والوصف البلاغي للصورة الذهنية الواقعية أو المتخيَّلة، وهكذا يظل ورود الصورة حقيقةً أو مجازًا عاملاً قويًّا في عملية الإبداع والتوصيف في الرواية. إن التصوير اللُّغَوِيَّ الإبداعي في الرواية يعتمد بصورة كبيرة على التصوير البصري والتكثيف العالي للصور الدَّاخلية المختزَنة في الذَّاكرة ومناطق الوعي الدَّاخلية واستخراجها بطريقة إبداعية عبر مفردات لُغَوِيَّة وأسلوب قوي متوازن يجسد الصور الحقيقية أو المتخيلة في ما يتعلق بالواقع والطقوس الجمعية والذكريات المختزَنة. وجماليات التخييل السردي داخل النَّصّ الروائي لا بد من مرورها خلال التصوير البصري في الذَّاكرة السَّاردة مع ربطها بالذهنية المستخدمة عبر المكونات الشخصية للمبدع حيث تتداخل فيها البيئة والتربية الاجتماعية والثقافة والخزين التراكمي في الذَّاكرة. إن المرأة العربية المبدعة تفتقد التجرِبة العملية في حياتها أكثر من الرجل في كثير من المجالات بحكم تقاليد موروثة وظروف اجتماعية متعددة مثل تأخُّرها في مجالات التعليم والعمل والكسب المادي والاعتماد على الذَّات لذلك يظلُّ التصوُّر والتصوير الفني عاملاً هامًّا في المنتج الإبداعي النسوي، فالمبدعة تلتقط الخيوط الحريرية، النَّاعمة منها والخشنة، وهي تتلمَّس ذاكرتها وخيالها في نسج النَّصّ الإبداعي ويكون هذا أكثر تجلِّيًا في الرواية لأن النصوص السردية تتجدد في الذَّاكرة والخيال والوعي الجمعي الخاص بالمبدعة، حيث تجتاح ذاكرتها وموروثها القيمي نسيج الحبكة الروائية وتنثال عبر أساليب الكتابة. وكثيرًا ما يكون استغلال المبدعة العربية للصورة السمعية أو المرئية أو المتخيلة جزءًا قويًّا وهامًّا في العمل الإبداعي. من يهتمُّ بالرواية السعودية القُرَّاء العرب أم فقط النَّاشرون