نظم منتدى الفكر بالمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون جلسة تفاكر حول اشكالات المشاريع الفكرية في السودان، قدمت خلالها مداخلات ناقشت أهم القضايا والمشاكل من عدد من المهتمين بشأن المشروع الفكري في السودان، ادار الجلسة الاستاذ محمد الجيلاني ، وبدأ المداخلات البروفسير مالك حسين محاولاً وضع محاور لقراءة اتجاهات مستقبل الثقافة ، اشار في حديثه الى أن عملية البناء الفكري والثقافي قد نضجت ، لأنها لم تكن من قبل تستصحب معها المفاهيم الصحيحة للثقافة والممارسة الثقافية في السودان، واضاف أن الثقافة اذا لم تفض الى انتاج انساني وعضوي لا تسمو لان يقال انها عمل ثقافي ، ولا ينبغي للانسان أن يتحدث عن الثقافة ما لم تتوثق عرى الثقافة في نفسه ووصف الدولة بأنها غير مثقفة ولا تسعى لتثقيف المواطنين وانما تسعى بثقافة القطع المتناثرة ، مضيفاً أن مفهوم الثقافة متخلف في الانتاج مما جعل الدولة تقع في خط الفقر ومتدهورة الانتاج وفي قبولها للآخر ، وحتى الدولة عندما تتحدث عن الثروة لا تتحدث عنها من منطلق المفهوم الثقافي وهذا سيفضي في نهاية المطاف للانفصال. لذلك جرد الحساب لعملية البناء الثقافي هو مدى اسهامها في الناتج القومي للبلد ن كما أشار الى قصور المقاييس والمعايير الثقافية والمحصلة النهائية للعمل الثقافي . البروفسير علي عثمان محمد صالح أشار الى أن الديانات هي اكبر ثورة في حياة الانسان، ويوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم إكتملت نظرية النشوء والترقي وهي ليست ختام الرسالات فقط بل ختام لمستوى المعرفة والحضارة ... لابد من القراءة الصحيحة للوضع بعد ذلك نتحدث عن ثقافة سودامية وطنية جامعة منذ سقوط دولة علوة والتداخلات الكثيرة في العصر الوسيط والتملك والمجتمعات الجديدة في الخرطوم ، هنالك مظاهر لثقافة جامعة من باقان أموم حتى علي عثمان ن هذه الثقافة لم نلتفت اليها ولم ندرس هذه الثقافة الجامعة وهي لا تحصى ولا تعد ، الاتجاهات الجديدة هي أن نبحث عن هذه الثقافة ونوثق لها في ظل حرية متاحة اسلامياً ويسارياً. وقد جاءت مداخلة الشيخ عبد الجليل الكاروري مبشرة بامكانية التلاقي لأن الثقافة السودانية دوماً تسقط من قاموسها ما هو غير ذا فائدة ، وأضاف أن آخر كتاب قرأه كان مشروع قاموس اللغة العربية بلهجة المحس وقد وجدت نفسي في هذا الكتاب رغم عدم معرفتي لهذه اللغة ، واضاف أن المسيحية عندما جاءت أسست لها دولتان في الوقت الذي كانت فيه مصر قبطية وهذا عربون للسلفاكير واكول زد على ذلك ان السودان لم يفتحه أحد ، بل فتح السودان بالمسيد وهو الذي اعطانا ما يسمى بالسودان فنحن أهل تصالح ودائما ما اجمع خلال المنابر ما بين الدين والدنيا وأ ضاف ان امريكا ليست لها مشروع اخروي لذلك استلفت مشروعها من اسرائيل لذلك أرى أن الثقافة السودانية تسير في اتجاه ايجابي لأنها تاخذ وتسقط وهذا ليس بدعاً في الدين . وقذ تخللت هذه الامسية العديد من المداخلات ، الانور محمد صالح راى أن السودان رجع للمربع الاول من جديد لذلك دعا لضرورة اقامة امسية اخرى بذات المتحدثين لغياب شخصية محورية في الندوة وهي دكتور لام اكول لأهمية مناقشة الموضوع من كل جوانبه باعتبار ان ما قدم خلال الامسية كان مداخل لحوار..نادر السماني راى ان الكاروري لم يخرج من روح التعالي التي اتصف بها المشروع الاسلامي وحاول ترسيخها في الحياة الثقافية والسياسية ، وأضاف أن الكاروري كشف ما في دواخله ورفضه للآخر وهذا يوضح أن الحياة الثقافية في السودان لا تؤمن الا بتغلب الثقافة العربية ، ورغم المآخذ على الاستعمار الا أن عدم الاعتراف بالآخر هي أزمتنا الحقيقية، وكان ختام المداخلات دكتور عمر قدور فقال أن السودان كوطن مر بتيارات مختلفة ، السودان الحالي يؤرخ له ب 1507وهي بداية مرحلة ثقافية جديدة وهي مرحلة من مراحل طبقات تاريخية قامت على ثقافة غالبة سلمياً وقامت كما قال الكاروري عبر تمازج هادي جداً على ضوء قمر هادي ولا ينكر وجود الثقافات الأخرى ... اما الجنوب اذا ترك ت الاشياء لطبيعتها لكان الأمر مختلف ، الموضوع لا يريد تشدد ولا صراع بين اليسار واليمين لذلك لابد من فهم بعضنا البعض واحترام بعضنا البعض.