تواصلت فعاليات منتدى الفكر في مناقشة مشكلات الفكر السوداني ? رؤية للتجاوز - بعقد الجلسة الثانية بالمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون تحت عنوان قراءات في مواعين الفكر السوداني ، أدار الحوار فيها الاستاذ محمد الجيلاني الذي القى الضوء على بعض ما قيل في الجلسة الأولى تمهيدا لمحاور الجلسة الثانية قائلاً ما قيل في الحلقة الماضية عن مشكلات الفكر في السودان رؤية للتجاوز كان قد تناول المشكلات من جهتين :- مشكلات اعداد ومشكلات وجود مفكرين ومن جهة ثانية وجود مؤسسات للاعداد والمستوى البشري والمستوى المؤسسي وغيره وخرجت?الجلسة بعدد من المقترحات منها أن تنعقد جلسة في دائرة مستديرة عن الفلسفة والتعليم أو تأسيس نظري أو سؤال نظري للمواعين التي أنتجت ما يسمى بالفكر السوداني سواء أن كانت بيئية أو تاريخية أو مجلوبة أو محلية ... تحدث في الجلسة البروفسير علي عثمان محمد صالح مدير شعبة الآثار بجامعة الخرطوم وهو واحد من المساهمين في المشهد الفكري في السودان تخللت الأمسية العديد من المداخلات الثرة التي أضافت أبعاداً أخرى لما قيل ابتدرها الأستاذ صديق المجتبى قائلاً: قصدنا من هذا الحوار اثارة المسكوت عنه في مجالات الفكر السوداني والخروج من الوتيرة اليومية ، عندما نتحدث عن فكر سوداني نتحدث عن مسائل تجريدية دائماً لا واقعية في الفكر السوداني دائماً ما يتحدث الناس عن قضايا أيدولوجية وأفكار وقضايا أخرى ، المنتج الثقافي والحضاري لأهل السودان هو المنتج الحضاري وليد أرض السودان وهذا المكان ووليد عصارة الحضارات الكبيرة على مدى التاريخ وأشكر للأخ الدكتور لأن هذا تواصل لحوار طويل وعميق ، أذكر في مؤتمر الحوار الوطني للسلام تناول بعض الأفكار في البحث عيس السلام ن فكر سوداني لتأس ?ليس البحث عن تدابير سياسية لتأسيس السلام وهذه مسألة للنظر في الفكر السوداني ، ونحن في السودان لنا فكر سوداني وكلمة فكر سوداني كلمة لها خصوصية وعمق حضاري وثقافي ،وانا سعيد بأننا نتدبر في مواعين الفكر السوداني وهي مواعين كثيرة جداً ليس مقصورة على ما ذكره البروف فقط وهذه هي الحلقة المفقودة في التخطيط الاستراتيجي للدولة ووضع السياسات والمناهج للتعليم والثقافة والاعلام ولذلك هي دائماً عبارة عن تدابير معيشية يومية ، وانا أرى في الفكر السوداني كل أبعاد الحلول لمشاكلنا ، نحن نحتاج للتأمل في هذه المواعين ، للأسف نح? ننظر للخارج أكثر من الداخل مثلاً عندما ننظر لتاريخنا بننظر له عبر التاريخ المصري القديم وننظر عبر التشابه بين الحضارة السودانية والمصرية وأنا أقول يوجد تفرد في حضارة السودان ...كنت أتمنى أن يتحدث البروف عن حلول لكثير من القضايا الفكرية في السودان ، خاصة ما يخص الاقتصاد ، منظومات التالريخ الكبيرة وتكامل تاريخ السودان هذه نقطة مهمة جدا تاريخ السودان تم الاعتداء عليه بشكل كبير جداً وحدث نوع من الطمس والتحقيب ، المؤرخين أصبحوا يكتبوا عن مناطق ويتركوا مناطق أخرى ، سنار لم يتحدثوا عنها بما يكفي ، كتب عن كاتب ا?شونة والشيخ فرح وغيرهم لكن الحياة الفكرية والعلمية غير موجودة ألفت بين هذه الممالك الكثيرة الموجودة في دولة سنار ، كذلك أود أن أتحدث عن الماعون الأسطوري ، السودان به أساطير كثيرة جداً ليس ضارة وان اختلفنا معها عقدياً ولكنها لها دلالاتها التي تشير لها أختم بأن هذا المنتدى مهم أن ينعقد بعد التخطيط الاستراتيجي لنخرج من حالة الروتينية والبرقراطية الى حالة فكر أعمق ننظر الى وجود مرجعيات يمكن الرجوع لها وقراءة الآثار مهمة جداً ونسعى لتأسيس نهضة كلية . عبد الحكيم عامر أضاف قائلاً أصحاب المدرسة التاريخية ركزوا على دراسة الواقع السوداني الحديث ، وهي معنية بالتطور البشري والتاريخي للانسان وبالتالي يمكن أن يتم التركيب بين جوانب نظرية الحوار والنظرية التاريخية وأظن اننا سنكتشف الكثير على سبيل المثال في مسألة التقنية كاطار للفكر السوداني ، الثقافة السودانية يمكن النظر لها في جانب العمارة وهي عمارة خشبية وكثير من الحضارات أنتجت خشبية بازخة جدا كالحضارة الصينية واستطاعت أن تستمر في حالة من الابداعية المستمرة لأنها قوية جداً بالجوانب الجمالية ... لكن اذا نظرنا ال? العمارة الخشبية في السودان تجد أنها تتحرك ببطء على الرغم من مجئ الحداثة لكننا لم نكتشف التقنية التي تجعلنا ننظر لهذه العمارة والانسان الموجود في المحيط السوداني ليتمكن من الاستفادة من هذه التقنية في أنه يرتقي من نموذج عمارته التقليدية .. الأستاذ عبدالله شابو قال اذا كان الفكر هو مجابهة المشكلات وحلها في المستوى النظري يكون الفكر عبارة عن تنفيس من ممارسة وقع معين ، لا يمكن في ظني أن تكون هنالك مجموعة بشرية في مكان معين ولها ظروف معينة ضاغطة لا فكر لها ، لابد وأن تفكر في حل قضاياها وهذا يأتي بعد ضغط الظروف ، في رأي الفكر يتولد تحت ظرف تاريخي ومكاني وفق حياة الناس أريد أن أصحح ان كان رأي هذا خطأ ...وفي ظني أن الذي لا يفكر يؤثم لأن التفكير منحة من الله ، ولا أظن أن مرت مرحلة تاريخية لم يفكر فيها الناس سواء كان فكر مكتوب او غير ذلك ..الفكر ضر?رة يومية ... دكتور أحمد صادق أضاف علم الآثار واضح أثره على البروف بشكل كبير ، الاطار المنهجي الذي قدم به البروف رؤيته لمواعين الفكر السوداني كان كله من وجهة النظر للأثار وهي مشكلة لأن هذا عنصر واحد مكون للبنية كلها يوجد قليل من الارتباك هنا ، وجهة نظري الشخصية أن المسألة سياسية بحتة بمعنى أن ابن خلدون قال أن الكون بستان وسياجه الدولة نحن لا نستطيع أن نتحدث عن مواعين بوجهة النظر هذه ما لم نتابع الدولة وكيفية تشكيلها لأن هذا يرتبط به بشكل مباشر الاستقرارلكل المجتمع ، بعد ذلك نتابع مسألة الفكر وانتاجه وعلاقته بالانتاج .?. لا نستطيع أن نتحدث عن فكر وتطوره في المجتمع ما لم نتابع الدولة ، اذا تحدثنا بهذا الفكر سنختزل الذاكرة كلها وهي المعادل التاريخي للمجتمع المحدد .. من المهم جدا في مثل هذ السيا ق ، حديث شابو بشكل ما الضبط المفاهيمي والنظري مهم جدا ثم بعد ذلك نتحدث عن المفردات الموجودة ، وهي مسألة ليس مجانية لأن صيرورةى الفكر الانساني كله لا نستطيع ان نخرج من النظريات والتيارات المختلفة بشكل أو بآخر بتكون في آليات تيار محدد او اطار مفاهيمي أو نظري محدد نحن نعمل به وبالتالي تقعيد الأطر المفاهيمية مهم لنتحدث عن مواعين للفكر السوداني ... لا يمكن النظر لمواعين أنتجت أو دفعت بفكر انساني محدد بدون أخذ السلطة وعلاقاتها التاريخ البشري والانساني هو قوي وضعيف واحيانا افق جدلية ..