انتشرت الحنانات السودانيات في دول المهجر، وتزايد عليهن الطلب، إذ أن الحناء اصبحت مصدر رزق للكثير من النساء داخل وخارج السودان، واللافت للنظر أن أسعار الرسم تتزايد من وقت لآخر، ومع ذلك مازالت محافظة على مكانتها عند النساء، وتطورت بناءً على متطلبات العصر، وأصبحت لها أشكال متعددة وبحسب المناسبات، فحتى العزاء خصصت له حنة معينة، ففي السابق كانت المرأة تحرص على الذهاب اليه وهي «غبشاء» كما يطيب للنساء أن يسمينها. وكل ذلك يصب في مصلحة الحنانات اللائي وجدن رواجا كبيرا داخل وخارج السودان، واصبحن من صاحبات الاموال. وفي الفترة الاخيرة كغيرهن من السودانيين الذين يبحثون عن وضع افضل، قصدن دولا أخرى من بينها دول الخليج، وبدلاً من الهجرة العشوائية اصبحن يهاجرن الى هناك بعقود تأتيهن من جهات معينة ويكون الطلب عليهن فحسب. فهناك مجموعة من المواطنين تباينت آراؤهم حول الحنانات، إلا أنهم اتفقوا على أنها عمل شريف، وافضل بكثير من أعمال اخرى تمارسها النساء، وأيضا باتت تشكل عبئاً على الرجل السوداني، بينما يرى معظم النساء ان الحناء مهما كانت مكلفة فهي زينة لا يمكن التخلي عنها بأي شكل من الأشكال، فهي تكمل اللوحة مع الثوب السوداني، وعندما ترتدي المرأة ثوبا وليس على يديها وارجلها نقش الحناء يفقد الثوب منظره بالكامل، بجانب انها تراث لا يمكن التخلي عنه. وللحنانات دور في تطوير هذا الفن وجذب النساء الى الحناء دون النظر الى ثمنها الذي يتفاوت ما بين العشرين الى ان يصل الى الخمسة وسبعين جنيهاً، ويشكو الرجال من طلب النساء الكثير للحناء التي يرون أنها في بعض الأحيان بدلا من أن تجمل المرأة تشوهها، وتكون مجرد «شخبطة» على اليدين والقدمين، لذلك لا داعي لصرف هذه المبالغ عليها والاستفادة منها في اشياء أخرى. وتوسعت مهنة «الحنانة» في الآونة الاخيرة، واصبحت لها محلات كبيرة ومشهورة، وكلما ذاع صيت «الحنانة» زادت تكلفة الحناء عندها، وتقصدها النساء غير مباليات بالاسعار حتى يتفاخرن بأنهن نقشن هذه الحناء على يد «الحنانة الفلانية»، وقد يضطر معظمهن الى جمع ثمن الحناء من مصروف البيت اليومي حتى لا تدخل مع زوجها في مشادة إن رأى أنه لا داعي للحناء. ورغم ذلك تذهب وتقوم برسم الحناء، فهي جزء لا يتجزأ من اهتماماتها ولا يمكنها البقاء من دونها، لذا فهي توفر كل ما يقع على يدها من مبالغ، أما النساء العاملات فاهتمامهن قليل بالحناء، ويقصدن الحنانة في اوقات متباعدة، ولا تواجههن صعوبات مادية، ففي كل الظروف أيا كانت المرأة لا يمكن ان تفلت من يدي «الحنانة» التي سيطرت على عقول النساء ووجدت طريقها للثراء ان كان ذلك في دول المهجر او داخل السودان، وساهمت في نشر ثقافة الحناء في معظم الدول العربية.