من يصدق أن مدينة الدمازين مظلمة بالرغم من أن خزان الروصيرص على بعد نصف كيلو متر منها ؟ هذه المدينة مترامية الأطراف ويزداد فيها العمران يوما بعد يوم .. والخطط الإسكانية تحاصر المدينة من كل الاتجاهات لكن هذه المدينة بالرغم من هذه المساحة الشاسعة التي تحتلها تقل فيها الإنارة سوى في أماكن محدودة ومعدودة وتنحصر في قلب المدينة وفي بعض الأحياء القديمة .. الشوارع بها أعمدة كهرباء تم تركيبها منذ ستينيات القرن الماضي مع بناء خزان الروصيرص وكنا نسمع في الأحاجي أن سوق مدينة الدمازين كان مضاء إضاءة تجعل المواطن يجد إبرة الخياطة إذا سقطت منه واليوم هذه الشوارع مظلمة تماما أعمدة تقف شامخة بلا (لمبات) إضاءة..وقبل ثلاثة أعوام خلت تم تركيب أعمدة كهرباء على بعض الشوارع على الجهة اليمنى من الطريق وليست في منتصف الطريق الذي يسمح لمرور عربتين فقط في اتجاهين مختلفين تحت مسمى ( مشروع إنارة مدينة الدمازين) وهذه الأعمدة الكهربائية تمت إضاءتها في حفل سمع به القاصي والداني وتناقلته أجهزة الإعلام المحلية والقومية والعالمية وهذه الأعمدة الكهربائية الممتدة على طول طريقين فقط ،الأول يربط المنطقة الصناعية بقيادة الفرقة الرابعة مشاه .،والثاني يربط سوق مدينة الدمازين بالسوق الشعبي .. ومالا يصدقه الإنسان أن هذه الأعمدة المرصوصة على طول هذه الشوارع أضيئت فقط لمدة ثلاثة أيام بعد التدشين ثم توقفت الإضاءة لتضئ مرة أخرى لثلاثة أيام أخر خلال عيد الفطر قبل ثلاثة أعوام ثم انطفأت لتضاء مرة أخرى في عيد الاضحى لمدة أربعة أيام فقط ثم انطفأت لتعود مرة أخرى مع الأعياد فقط والناظر إليها اليوم يجد عددا كبيرا منها نطحته العربات العابرة والبعض الآخر تم كسر لمباتها لتبقى هذه الطرق مظلمة تماما وكل الجهات المسئولة لاتتفقد هذه الأعمدة ولا تعيرها ادنى اهتمام مما يؤكد انه ليس هنالك من يسأل عن هذه الأعمدة التي ترقد الآن على التراب وهي ملك لهذا الشعب الذي يتطلع لخدمات كثيرة منها الكهرباء .. والمتفقد للأزقة والأحياء والشوارع بالأسواق لا يجد سوى الأعمدة المتراصة بلا لمبات وبعضها بلا أسلاك تقف شامخة تكاد تحركها الرياح إذا جرين .. كثير من الناس يظن أن مدينة الدمازين ليلها كنهارها لقربها من الخزان الذي يولد الطاقة الكهربائية لكل السودان وجيرانه .. اليوم هذه المدينة بالرغم من أنها صاحبة الأحقية في الكهرباء لقربها من الخزان إلا أنها مظلمة ومظلومة ظلم الحسن والحسين ..هنالك أعداد كبيرة من سكان هذه المدينة جاءوا من الريف الحبيب الذي لم يحظَ بخدمات الكهرباء وظنوا أنهم جاءوا إلى المدينة (من الظلمات إلي النور) لكنهم تفاجأوا بأن الدمازين تعاني ظلمات بعضها فوق بعض ومنهم من عاد لريفه الحبيب ليضئ باللمبة الصغيرة (المسرجة) والفانوس .. الآن مشروع تعلية خزان الروصيرص مستمر وكما قال السيد/ رئيس الجمهورية في زيارته الأولى لتدشين مشروع التعلية قبل عامين (إن ليلة القدر ستعم ولاية النيل الأزرق بانتهاء هذا المشروع ) الآن سكان الدمازين في انتظار هذه الليلة المباركة التي ربما ستزيل عتمات الليل البهيم الذي خيم على مدينة الدمازين سنين عددا .. واهمس في أذن السيد/ معتمد محلية الدمازين وأقول له يا أخي الكريم : وأنت تشرع اليوم تخطط لمشروع تجميل مدينة الدمازين أرجو أن تجعل لك عيونا تراقب الأعمدة الكهربائية المنتشرة على طول طرق المدينة من صدمات العربات المستمرة وليس هناك حسيب ولارقيب ..لأنك مسئول عن كل المحلية إنسان ومدينة وريف وحتى كل المصالح الحكومية بها وبأصولها ومرافقها وشجرها و أنعامها وفومها وعدسها وبقلها أمام الله ولا اشك في انك أهل لذلك.