أكتب إليك بشعور الملايين من أبناء الشعب السوداني الذين يتوقون لأن يروا وطنهم الكبير واحداً موحداً ، ولسان حالهم يقول .. لماذا هذا الصمت والسكون بينما الأيام تجري على عجل لتحديد مصير الجنوب والسودان من ورائه ؟ لماذا لا تفعل حكومة السودان كل ما بوسعها لتبصير الناس بمخاطر الانفصال ولماذا لا تستغل كل إمكانياتها المادية والمعنوية في سبيل دعم الوحدة الشاملة بين أبناء الوطن الواحد ؟ لقد قلتها يا سعادة الرئيس أمام أساتذة الجامعات وأمام تجمع القوى السياسية وفي مناسبات كثيرة لا حصر لها بأنك تدعو للوحدة وانك تعمل لأجلها ، وقد قدم إليك الكثيرون آرائهم ومقترحاتهم وهناك من قدم وثائق تضامناً منهم للوحدة . وقد قرأت من وراء هذا إن العقل يرفض الانفصال ، وكنت أتصور كيف يكون وقع الحدث إذا تم تقديم وثيقة كبيرة مثلها من جموع غفيرة من المثقفين من إخواننا في الجنوب سواء الذين يعيشون هنا في الخرطوم أو في دنقلا أو رفاعة أو غيرها من المدن . لا أدري لماذا لا يستغل المؤتمر الوطني كل إمكانياته المادية والمعنوية في عمل حملات كبيرة وموسعة تستهدف إخواننا في الجنوب الذين يقطنون أحياء ولاية الخرطوم ؟ ولماذا لم تعقد بعد لقاءات سواء في الساحة الخضراء أو أي مكان فسيح للدعوة للوحدة ؟ لا يكفي أن نعزم على دعم الوحدة من داخل مكاتبنا ومن على مواقعنا المختلفة ، إن دعمها وأقصد الدعم المعنوي ليس سهلاً ويحتاج لنهضة الجميع كنهضة رجل واحد، وهناك طريقة واحدة فقط هي التي تضمن لكم تأييد الأغلبية الساحقة من أبناء الجنوب للوحدة ، هذه الطريقة يمتلكها كل إنسان وطني يهدف من وراءها استشعار الناس بمخاطر الانفصال وتشجيع الناس على التصويت للوحدة .. ألا وهي الكلمة ، فالكلمة المنطوقة التي تستصحب فنون الخطابة بالتأثير والصدق والأسلوب الرصين وما إلى ذلك من التعابير التي تضمن التأثير في الجموع التي تتقاطر للسماع ، وانك يا سعادة الرئيس تملكون هذه الملكات التي يشهدها الجميع لك . ساحة الوحدة ماذا لو أعلنتم تغيير اسم الساحة الخضراء إلى اسم ساحة الوحدة وأعلنتم ان هناك أسبوعاً كاملاً لمخاطبة الإخوة الجنوبيين ، وأن يصاحب هذا برامج كثيرة يكون بها زيارات لأعضاء البرلمان السوداني لكل مدن الجنوب والالتقاء بالناس البسطاء هناك ، كما يكون هناك مناظرات من خلال وسائل الإعلام بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتقريب وجهات النظر وتقريب الشقة بين الحزبين إن الكثير من الجنوبيين ينبذون الانفصال كنبذهم اللجوء إلى دول الجوار ، فهم مثلما يحبون أن يعيشوا معنا لأننا إخوانهم في المصير والهدف واللغة وأيضا الدين « الإسلامي والمسيحي « فإنهم يحبون أن يكونوا معنا في وطن واحد يسع الجميع . ميلاد جديد للسودان أخي الرئيس .. إنني والملايين من السودانيين يحلمون بميلاد جديد للسودان ، ونريد أن يكون التاسع من يناير القادم هو تاريخاً جديداً للسودان الواحد الموحد ، فحينها ستخرس ألسن كثيرة تكيد ولازالت تكيد لنا وستفشل كل خططهم لنسف استقرارنا التي يصوغونها خلف الكواليس . انك إذا نجحت أخي الرئيس في توحيد البلاد فستكون قد أعدت للشعب السوداني وجدانه ومكانته وللأمة الإسلامية ثباتها وللقارة الإفريقية مجدا جديداً ونصراً مؤزراً ، وما هذا النجاح في توحيد هذا التباين الكبير إلا انجاز حقيقي سيشهده لك التاريخ . انك تمسك بالمقود وأمامك الملايين رجالاً ونساء .. شباباً وشيوخاً من أبناء ولاية الخرطوم التي هي السودان بكل ثقافاته .. هؤلاء ينتظرون إشارة البدء في إطلاق حملة وطنية كبيرة تنطلق من ساحة الوحدة وذلك لدعم الوحدة ونبذ الانفصال .