كشفت مصادر مصرية وسودانية موثوقة، أن الفترة المقبلة ستشهد تحركاً مصرياً قد يكون الأخير، من أجل دعم وحدة السودان الذي يمثل عمقاً استراتيجياً لمصر، مشيرة إلى أن مدير المخابرات المصرية الوزيرعمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبوالغيط سيزوران الخرطوم وجوبا قريباً لهذا الغرض، ولتوجيه الدعوة إلى كل من الرئيس عمر البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميارديت لزيارة القاهرة، وستعقب هذه التحركات زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لكل من الخرطوم وجوبا. وتأمل القاهرة، بحسب هذه المصادر، أن تساهم في العام الأخير من الفترة الانتقالية في دعم الأطراف السودانية، خاصة شريكي الحكم «المؤتمر الوطني»و»الحركة الشعبية» لبناء وفاق سوداني حول الوحدة وباقي القضايا الأخرى المختلف عليها. وكانت مصر استضافت قبل أيام، مؤتمراً في القاهرة للغرض ذاته، ضم وفدين رفيعي المستوى برئاسة الدكتور نافع علي نافع، وباقان أموم، إلا أن الطرفين لم يتوصلا إلى نتيجة محددة، واتفقا على معاودة اللقاء بعد الانتخابات المقررة في أبريل المقبل. ويرى المصدر أن مصر تخشى أن يكون للانتخابات التي وضعت شريكي الحكم والأطراف السودانية في مفترق طرق، تأثير سيئ على مستقبل البلد ووحدته في ظل الأوضاع الحالية، وتعكس التحركات المصرية قلق القاهرة البالغ، وخشيتها من أن يتم استنزاف الجهود داخل السودان وإهدار ما بقي من وقت في الفترة الانتقالية، وعدم استغلال الفرصة الأخيرة المتاحة للشعب السوداني في بناء استقراره وسلامته ووحدته. وربما يكون ما عزز التحرك المصري الأخير هو التحذيرات الدولية العديدة بشأن المخاطر الكامنة في حال استمرار خلافات شريكي الحكم في السودان، والتحذير من مغبة فشل التوافق السوداني، بما يؤدي إلى تزايد المشكلات الحالية في البلاد، واشتعالها، مع اقتراب الاستحقاقين المهمين اللذين تشهدهما، الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية، المقررة في أبريل المقبل، والاستفتاء المنتظر مطلع العام المقبل، لتحديد هل ينفصل الجنوب أم لا؟.