الخرطوم : هويداا لمكى فى ظل العنوسة التي باتت تهدد مجتمع الشباب انتشرت أخيراً في الخرطوم «مكاتب الزواج» في الإعلان عن نفسها. اعلانات ملونة تتصدر الصحف الإعلانية والاجتماعية هذه الأيام، تحث الشباب على البحث عن شريك الحياة عبر استمارات للطرفين بها بيانات خاصة مثل الاسم، العمر، القبيلة،البرج، المؤهل الدراسي، الحالة الاجتماعية، ادق المواصفات الشخصية والجسدية، الوظيفة، العنوان، أرقام الهواتف وغيرها، بجانب صورة فوتوغرافية حديثة، ودفع رسوم تتراوح ما بين «25-50» جنيهاً، ليتم عمل بحث في طلبات الزواج لإيجاد من تنطبق عليه الشروط المطلوبة، وبعدها يقوم المكتب بالتنسيق بين الطرفين، وبعد الموافقة المبدئية ينتهي دور المكتب ويترك لكل طرف فرصة للتعرف على الآخر بصورة أعمق ولكن بعيدا عنه، «الصحافة» إلتقت بمجموعة من الشباب لمعرفة ارائهم عن مدى اهمية الفكرة وهل إنها قادرة على قضاء العنوسة ام انها تخلق مشكلات اخرى وجاءت ارائهم متباينه بين مؤيد ومعارض التقينا عماد أحمد37عاماً قال على الرغم من مؤشر العنوسة بدا يهدده الا إنه من غير المؤيدين للزواج عبر المكاتب وأن هذه الفكرة جاءت دخيلة على المجتمع السودانى وليس من عاداته أن يتزوج بمثل هذة الفكرة دخيله التى من الممكن ان تولد مشكلات اخطر من العنوسة التى من الممكن ان تتحملها ولاتتسبب فى خلق مشكلات لمن حولك لكن إذا تزوج الشاب بهذه الطريقة فمن المؤكد إنه سيفشل وتنتهى بالطلاق لإسباب كثيرة كان المفترض إن توفق بين الطرفين وقد يتبع الفشل انجاب اطفال يعيشون حياة غير مستقرة بسبب زواج غير متكافى جاء نتيجة إلى حل وقتى غير النظر فى عاقبته ويرى عاصم مهما إنفتح المجتمع السودانى وتخلى عن عاداته وتقاليده لكن نجده يرجع إلى المربع الأول ويكلل بالفشل فى ايه شى خارج عن الإلتزام بتلك العادات .اما «س» 36عاماً قالت أنها تؤيد الفكرة بشدة نسبة لانها بدات تقوم بحل مشكلة العنوسة التى باتت تهدد الشباب بسبب التكاليف والبزخ الذى يتبع مراسم الزواج وقالت إن الزواج عبر المكاتب يقوم على حرية الاختيار لذلك اين الخطا فى ذلك وان النجاح والفشل من عندالله واحيانا نجد كثير من الشباب يتزوجون عن حب وتفاهم وعلاقة تستمر سنين وفى النهايه تتوج بالفشل واضافت قد تم زواج عدد من الشباب عن طريق المكاتب وهم فى قمة السعادة واكدت أن لديها الفكرة إن تقدم عبر تلك المكاتب لعريس يتوافق معها وكان لابد من رائ علم الاجتماع عن مدى تاثير هذه الظاهرة على المجتمع السودانى . حيث اكدت استاذة علم الاجتماع حنان الجاك أن الزواج بهذه الطريقة عملية تجارية تمت للعلاقات الاجتماعية بصلة. واضافت أن فكرة هذه المكاتب قائمة على الاستقطاب المادي وليست على اسس علمية مدروسة. وقالت حنان ان زواج المكاتب لن يقضي على مشكلة العنوسة بل سيفتح الباب لثقافة الزواج المتعدد والزواج العرفي. واكدت أن العرف السوداني للزواج قائم على أساس التوافق والاندماج الاسري، بجانب الوجود الذكوري كاول اشارات الاحترام لقدسية الزواج ليكون المرجع. وقالت حنان ان هذه المكاتب لن تضيف اي واقع ايجابي للمجتمع السوداني لتناقضها مع التكوين النفسي والتركيبة المجتمعية للمجتمع السوداني. ورأت ان هذه المكاتب ستساهم بطريقة غير مباشرة في إذلال المكونات الطبيعية للزواج، وستساعد على نشر الرذيلة والزنا المقنع، لانها تخلو من اي التزام ديني او اجتماعي او مرجع قانوني. واشارت إلى أن حل مشكلة العنوسة لا يتم في إطار هذه المكاتب. ولكن هل يمكن بالفعل للمجتمع أن يتقبل هذه المكاتب بمرور الزمن؟ وكيف السبيل الى تقنينها في حال اصبحت امرا واقعا؟حنان الجاك رفضت فكرة تقبل المجتمع لفكرة زواج المكاتب، واندهشت للأسباب التي ساقها ملاك هذه المكاتب، واضافت أن المجتمع يوفر بيئة احتكاك واختلاط وحوار بين الشباب. ونبهت حنان الى خطورة الفئات العمرية الأقل من «81- 21» من مرتادي هذه المكاتب، ووصفتهم بفاقدي الهوية والتوجه النفسي، وعدم استيعاب ثقافة الزواج بصفتها استراتيجية لبناء أسرة محترمة، ولفتت إلى معاناتهم من مشاكل نفسية واجتماعية تبعدهم عن الخيارات الواضحة في تعزيز الحياة المستقرة. وقالت إن تقبل المجتمع لهذه الفكرة يعني التفكك الاسري وتفشي الإنحراف. وتساءلت حنان هل تقدم هذه المكاتب خدمةً ما بعد الطلاق؟وهل تقدم خدمة الإرشاد الاجتماعي؟