لا زالت اواصر الأخوة والحميمية بين المواطن الجنوبي والشمالي متاصلة في وجدان الجميع لعامل المصاهرة والتداخل الأثني والاجتماعيات المتدابلة في السراء والضراء وها هو عيد الميلاد المجيد في ولاية القضارف يعود علينا والجميع في الشمال والجنوب يتبادلون التهاني والأمنيات السعيد ويتزاورون وخطون خطوات عجزت عنها السياسية والدبلوماسيات لتحققه المودة والترابط والأخوة بين الجنوبيين والشماليين وهو دائماً ما تجده في المدارس والمصالح الحكومية والأسواق وينبغي أن يكون الانفصال سلساً دون ضجيج إعلامي باعتباره حقاً مكتسباً وأن يعيش الشعبان أن حدث الانفصال وهم أكثر الشعوب قرباً عاطفياً والامتزاج الذي تحقق وسط الشمالي والجنوبي وزغاريد الفرح وتبادل التهاني والحلوي في اعياد الكريسماس بالقضارف خير عنوان بارز للوحدة بعد أن تدافع المواطنين بمختلف أديانهم وسحناتهم صوب الكنيسة الكاثوليكية في مقدمتهم والي القضارف بالإنابة أسامة محمد الحسن درزون حيث اكد الطالب لويس جون من جامعة جوبا كلية الاقتصاد بان الذي حدث في اعياد الكريسماس هو استقرار لحرية الأديان وإشارات واضحة نحو الوحدة والسلام متمنياً أن تكون رؤية المواطن الجنوبي نحو الاستفتاء وحدة جاذبة دون إنفصال حفاظاً علي النسيج الاجتماعي المترابط وقال جون بان اعياد الكريسماس بالقضارف لها طعم ومشاهد اجتماعية كثيرة وما يؤكد ذلك بانه يقطن حي الثورة ومعظمهم من الشماليين الذين يقدمون التهامي والحلوي والخبائز ويشاركوننا الفرحة في الأغاني الشعبية والتراث وأشار بأن أكثر القبائل التي تتغني بتراثها في الكريسماس هي الدينكا والبلندا والزاندي واللاتوكا والتبوسا وقال بأن الأكلات الشعبية الجنوبية التي تقدم في العيد تتشابه مع الأكلات الشعبية للشماليين منها فاريا وأم بيرو وقاريا وهي شبيه بالرجلة وتطهي بالبصل والزيت وتقول الأنسة أوتي كوجاك من حي الوحدة انها تتمني في هذا العيد أن تكون طبيبة حتي تسهم في تنمية المجتمع والجنوب خاصة وقالت بان العيد داخل أسرتها يمثل تداخل جنوبي وشمالي حيث تنحدر والدتها من القبائل النوبية وتدعي مي وهي تجيد تصنيع القراصة وطهي ملاح الروب والتقلية وتقدمها للمباركين عقب الترانيم وهذا بجانب عيد الفطر المبارك والأضحية وقالت بان والدها المهندس كوجاك الذي يعمل في مجال تركيب السراميك قد استقبل التهاني من زملائه في المهنة التي أمتدت أكثر من أربعين عاماً في الشمال ويقول الأستاذ جون كوبك بانهم يستقبلون أعياد الكريسماس والمسيح وهم يدعون لمزيد من السلام والتوحد للوطن وقال بان كلمة ربنا ومطران الكنيسة تدعو للتوحد وتبادل الزيارات للأسر الشمالية والجنوبية والجيران مؤكداً بان الصراع الدائر الآن في الساحة السياسية كلن يؤثر علي فرحة العيد التي سوف تمتد لثلاثة أيام ببرامج ترفيهية وزيارات اجتماعية فيما دعي مطران الكنيسة ابرام للصلوات الكثيرة وزرع المحبة والأمل بين الشعبين الشمالي والجنوبي وترك الأخطاء الماضية ويطلب من الله أن يحقق السلام في السودان والتعايش الديني وسط الأسر . إذاً هي أمال عراض وتعايش سلمي ذات طابع اجتماعي امتد لعشرات السنين لم تفلح الصراعات السياسية في الحد منه ليظل عنوان بارز عبر الفرحة والبسمة المتبادلة بين الشمالي والجنوبي في كل المناسبات الاجتماعية والأعياد الرسمية .