يعقد مجلس الأمن الدولي في السادس من يناير المقبل جلسة خاصة للوقوف على آخر الترتيبات لاجراء استفتاء جنوب السودان الذي تبقى له 13 يوما، ورجح القيادي بالحركة الشعبية وزير مجلس الوزراء لوكا بيونق ان تزور البلاد وفود من مجلس الأمن قبل بدء عمليات الاقتراع للاستفتاء في التاسع من يناير. وتوقع لوكا في تصريح ل «الصحافة» سقوط ضحايا في حال رجحت نتائج الاستفتاء خيار الانفصال بسبب الحماس الزائد في الجنوب، ورأى ان ذلك يمثل تحديا حقيقيا أمام حكومة الجنوب، وطالب الحكومة المركزية في الشمال بارسال رسالة قوية لأئمة المساجد حول كيفية التعامل مع النتيجة قبل اعلانها لامتصاص أي غضب أو احباط يمكن أن ينشأ في الشمال حال اعلان الانفصال. وتوقع لوكا أن تتم زيارات متبادلة على مستوى الرئيس عمر البشير ونائبه الاول، رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت لجوباوالخرطوم في الاسبوع الاول من يناير لبث رسائل قوية تحدد كيفية التعامل مع الحماس بالجنوب والاحباطات والغضب بالشمال، وتأكيد الالتزامات بشأن العلاقات المتبادلة بين الدولتين في حالة الانفصال. واوضح، ان البشير سيزور جوبا لمخاطبة الجنوبيين والتأكيد على تعهداته باحترام خيار الجنوبيين، بينما يزور سلفاكير الخرطوم ويخاطب النخب الشمالية على رأسها القوى السياسية والمجتمع المدني والصحافيين بغية بث التطمينات. وأكد ان البشير وسلفاكير لديهما مقدرة على امتصاص الحماس والاحباط وتحويله لاشياء أفضل وايجاد نظرة جيدة لمستقبل العلاقات بين الطرفين، وقال «من المرجح أن تعلن النتائج الاولية للاستفتاء على مستوى الجنوب من مكتب المفوضية بجوبا في الثاني والعشرين من شهر يناير، وهي تمثل الاعلان الأهم برغم انها ليست النهائية، وبغض النظر عن نتائج الشمال والمهجر ، وأكد ان تلك المرحلة تحتاج لبعض الاجراءات على كافة المستويات حول كيفية التعامل مع ردود الافعال وللحد منها. وتوقع ان يتزامن مع اعلان مكتب الجنوب للنتيجة خاصة ان كانت لصالح الانفصال، ردود افعال، متوقعا ان تفقد بعض الارواح نتيجة للحماس غير العادي من متطرفين يحاولون التعبير عن حماسهم بطرق أخرى كالعنف واطلاق النيران بالجنوب، مشيرا الى ان الموقف يحتاج لرسالة سياسية قوية ، وشدد «سيكون التحدي الكبير للحكومة التعامل مع هذا الحماس». ولم يستبعد لوكا ان تحدث في الشمال ردود افعال نتيجة للغضب والاحباط من النتيجة في حال الانفصال، وقال ان ذلك يحتاج لمعرفة كيف سيتعامل أئمة المساجد مع تلك النتيجة، وان ترسل حكومة الشمال رسالة قوية لأئمة المساجد للتعامل مع النتيجة، وزاد « شعور الاحباط في الشمال يحتاج لعمل كبير لاحتوائه»، وشدد على ضرورة ان تضع سلطات الامن كافة التدابير والاحتياطات من بداية الاقتراع وحتى اعلان النتيجة، الى جانب وضع احتياطات في المناطق الحدودية ،وبث رسائل التوعية، لافتا الى ان العملية تحتاج لعمل اعلامي ضخم لاحتواء أي ردود افعال سالبة يمكن ان تنشأ من اعلان النتيجة، خاصة الاعلان الاولي من مكتب الجنوب. وتوقع لوكا، ان يستمع مجلس الامن في السادس من يناير المقبل لتنوير من بعثة المراقبة الاممية حول التجهيزات لبدء عمليات الاقتراع للاستفتاء. ورجح ان يعقد المجلس جلسة غير رسمية في الفترة من 18 - 19 يناير المقبل لتبني الملاحظات الاولية بشأن اجراء الاقتراع التي سيعلنها المراقبون الدوليون ، ورأى ان هذا سيكون نقطة حساسة بالنسبة لبعض الدول لمنح رأي مبدئي حول ملاحظات المراقبين، مؤكدا ان ذلك سيحتاج لعمل من حكومة الجنوب والمجتمع المدني للضغط على بعض الاعضاء الذين لديهم تحفظات في تلك القضية ،مرجحا ان تصل البلاد مع اعلان النتائج وقبل بداية الاقتراع وفود رفيعة من الوسط الاقليمي والعالمي للتطمينات فيما يتعلق باعلان النتيجة، على رأسهم الامين السابق للامم المتحدة كوفي انان والرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر والرئيس الاثيوبي ملس زناوي، الى جانب مسؤولين كبار من اميركا والصين والاتحاد الاوروبي. وافاد ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ربما يعلن بعض الملاحظات الاولية حول عملية الاقتراع، واعتبر كل تلك الاجراءات مهمة لتجهيز السودانيين للنتيجة النهائية التي توقع ان تعلن في الثالث من فبراير المقبل في حال عدم وجود طعون ، وفي الثاني عشر منه في حالة الطعون، «وفي الحالتين ستعلن النتائج في 15 فبراير كحد اقصى حسب القانون».