اكد مسؤول المنظمات بالمؤتمر الوطني دكتور قطبي المهدي ان فصل الجنوب مرحلة لتحجيم نظام الخرطوم ودعم للمخططات الصهيونية التي تسعي لاستنزاف موارده الاستراتيجية، موضحا ان الانفصال سيدفع الولاياتالمتحدةالامريكية لوضع مزيد من المتاريس وفتح بؤر الصراع وخلق الأزمات وانتاجها خدمة لاجندتها وزعزعة لاستقرار الشمال. واتهم المهدي امس خلال ندوة المركز القومي للانتاج الاعلامي حول« الدور الاعلامي الامريكي في استفتاء جنوب السودان - حياد ام انحياز- » الولاياتالمتحدة الاميركية بعدم الاهتمام بالجنوب واحتمالات استقراره في الوقت الذي تبدي فيه اهتماما بقيام الاستفتاء في موعده المحدد وغض الطرف عن قضايا ترسيم الحدود وارجائها الي مابعد الاستفتاء ، مشيرا الي ان أمريكا تسعي لقيام دولة من غير حدود لتظل شهيتها مفتوحة للتوسع اتباعا للاستراتيجية الاسرائيلية. وحمل استاذ العلوم السياسية بجامعة جوبا دكتورعمر محمد الحاوي الذي استهل الحديث، الولاياتالمتحدةالامريكية مسؤولية تغيير اتجاه الجنوبيين نحو الانفصال، واتهم الحكومة بالتقصير لكونها لم تعمل علي نزع فتيل الانفصال، مشيرا الي ان ذلك كان سببا في انتصار التيار الانفصالي علي التيار الوحدوي في الجنوب ، متسائلا عن الدور الذي قدمته الحكومة للتيار الوحدوي بالحركة منذ التوقيع علي اتفاقية السلام في العام 2005م، ووصف الحاوي المؤسسات التي نشطت اخيرا في الدعوة الي الوحدة بالانتهازية مؤكدا بان داخل الحركة الشعبية تيار وحدوي ادى تأخير الجهود الداعية للوحدة الي اضعافه، واكد الحاوي بان التدخلات الامريكية في السودان كانت محاولة لمداراة الفشل الذي لازمها في تدخلاتها الفاشلة في العراق وافغانستان، مشيرا الي ان نتيجة الانفصال ستكون بمثابة نجاح للادارة الامريكية كونها ساعدت في تحرير الاقلية المضطهدة وساهمت في تأسيس دولتها، واعرب الحاوي عن امله في اتمام الانفصال حال تغليبه علي خيار الوحدة بسلاسة وهدوء . من جانبه، استعرض دكتور قطبي في بداية حديثه المواقف الامريكية نحو السودان، مشيرا الي ان الكنائس الامريكية هي اول من تبني قضية الانفصال ومنذ وقت مبكر ولعبت دورا كبيرا في تعميق الكراهية ضد المسلمين والعرب واعطاء الجنوبيين هوية مناقضة لهوية الشمال وتبني الثقافة الغربية. واكد المهدي ان الاهتمام الامريكي بالسودان لم يتشكل الا بعد اتفاقية كامب ديفيد باعتبار السودان يمثل عمقا لمصر وتطور الاهتمام اكثر بعد دخول الشيوعية في اثيوبيا ثم ازداد اكثر بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اذ اتجهت أمريكا الي الاهتمام بالقارة الافريقية وكان السودان في اول تلك الدول لموقعه الاستراتيجي المؤثر غير ان ذلك الاهتمام اصطدم باستقلالية الحكومة وعدم خضوعها للسياسات الامريكية الامر الذي دفع الاخيرة الي محاصرة السودان اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا والعمل علي دعم حركة التمرد وذهبت الي اكثر من ذلك بالاعتداء علي مصنع الشفاء ومؤخرا شرق السودان. وقال المهدي ان فصل الجنوب مرحلة لتحجيم نظام الخرطوم ودعم للمخططات الصهيونية التي تسعي لاستنزاف موارده الاستراتيجية، موضحا ان الانفصال سيطمع الولاياتالمتحدةالامريكية لوضع مزيد من المتاريس وفتح بؤر الصراع وخلق الأزمات وانتاجها خدمة لاجندتها وزعزعة لاستقرار الشمال. متهما المهدي، الولاياتالمتحدةالأمريكية بعدم الاهتمام بالجنوب واحتمالات استقراره في الوقت الذي تبدي فيه اهتماما بقيام الاستفتاء في موعده المحدد وغض الطرف عن قضايا ترسيم الحدود وارجائها الي مابعد الاستفتاء، مشيرا الي ان أمريكا تسعي لقيام دولة من غير حدود لتظل شهيتها مفتوحة للتوسع اتباعا للاستراتيجية الاسرائيلية، ووصف المهدي الموقف الامريكي بناء علي تلك المعطيات بالمنحاز، مشيرا الي ان نيفاشا تمثل نموذجا لذلك الانحياز. وخلال مباحثات نيفاشا ادت تدخلات الولاياتالمتحدة وتحيزها الواضح الي اقرار نظامين في دولة واحدة لتتبلور في نهاية الامر الي دولتين وادخال الدول المتعاطفة مع الحركة الشعبية لتصبح احد الضامنين في الاتفاقية، وضرب المهدي مثالا اخر علي الانحياز الامريكي خلال مخاطبة الرئيس الامريكي باراك اوباما لسلفاكير للحث علي اجراء الاستفتاء في موعده المحدد «في ايحاء الي مخاطبة رئيس دولة لرئيس دولة» في الوقت الذي خاطب فيه نائبه جون بايدن علي عثمان محمد طه في تجاوز للاعراف الدبلوماسية والدستورية في حين ان سلفاكير مجرد رئيس حكومة اقليمية. وتوقع المهدي بان تشهد الايام القادمة محاولات لخلق مزيد من الأزمات وفتح بؤر الصراع لزعزعة الاستقرار بالشمال .