٭ كالعادة - ومن خلَّ عادتو قلّت سعادتو - سوف تتباهى امامنا هيئة الحج والعمرة بأنها انجزت حجا ليس في الامكان احسن مما كان منه.. ٭ سوف تتباهى بذلك ضاربة عُرض الحائط بكل الاخفاقات التي - كما الأعوام السابقة - ضجّت بها صحافتنا نقلا عن ألسنة الحجاج أنفسهم.. ٭ فكلهم (مغرضون!!).. ٭ سواء الحجاج هؤلاء الذين (لا تنفع فيهم الحسنة).. ٭ او اصحاب الأقلام الذين (يحسدون!!) القائمين على أمر الهيئة هذه على ما (يُكتب) لهم من أجر لا ينال مثله الذين (يكتبون).. ٭ وكلا حالتي (نكران الجميل) و (الحسادة) هاتين سوف يجعلهما الله في ميزان حسنات الذين (نذروا !!) انفسهم لخدمة حجاج بيت الله السودانيين نظير (معينات) دنيوية (يا دوبك) ترقى لمستوى ما يحظى به وزراء الدولة.. ٭ فإيه يعني (كم) عربية، و (كمين) مليون، و(كميمات) حوافز ، و(حتة) عمارة يتضاير داخلها المنذرون لأنفسهم هؤلاء ؟!.. ٭ إيه يعني (الشويتين ديل) مقابل الإشراف على اكثر من ثلاثين ألف حاج (يُكلفون!!) أمراء لاعد لهم ولا حصر.. ٭ وحكاية الامراء هذه سوف نعود اليها في وقتها لأنها فعلا (حكاية).. ٭ ولكن السؤال الذي يلحّ في دواخلنا الآن: ما (الجابركم) اصلا يا (ناس) الحج والعمرة على تفويج ثلاثين ألف حاج الى الاراضي المقدسة ، ثم تفويجهم مرة اخرى الى الاراضي (المُعَّذبة)؟!؟.... ٭ أليس في ذلك (عذاب) لكم وللحاج في آن معاً يُضاف الى (عذابات) اخرى يعاني منها السودانيون جراء تفثٍّ لا داعي له لهيئات تعذيبية مثل هيئتكم هذه؟!.. ٭ فالسوداني الذي يسافر الى بلاد الله كافة ثم يعود ب (سلام) الى دياره لا يحتاج الى من يشرف على سفره الى مكة ثم يتفاخر أمامنا بأن المسافر هذا عاد ب (سلام).. ٭ لماذا فقط حين السفر الى السعودية لأداء فريضة الحج او العمرة يصير السوداني (قاصراً) ؟!.. ٭ وهذا بالضبط ما سوف تفعله بعثة الحج خلال مؤتمرها الصحفي (المعتاد) بفندق سلام روتانا المحدد له يوم امس.. ٭ سوف تقول ان حجاج بيت الله لهذا العام - من السودانيين - قد عادوا ب (سلام) بعد ان قامت هي بواجبها تجاههم على افضل ما يكون.. ٭ وفي الواقع فقد تم (تبصيصنا) بهذا الذي ستقوله البعثة - او بالاحرى قالته منذ الامس - من تلقاء مدير هيئة الحج والعمرة نفسه.. ٭ فسيادته لم ينتظر حتى تعقد البعثة مؤتمرها الصحفي (السنوي) المعتاد وانما بادر منذ يوم الاول من امس بإعلان عودة الحجاج ب (سلام!!) ليحرم البعثة بذلك من كثير شئ يمكن ان تتباهى به.. ٭ فأهم انجاز للهيئة والبعثة معاً هو (سلامة!!) العودة، وكأنما الحجاج هؤلاء عادوا من (بلاد العجائب) وليس من بلاد (الحرمين).. ٭ او كأنما الشئ الطبيعي هو ان يعودوا مُكسَّرين، مُرضرضين، مبتوري الأطراف.. ٭ أو ان لا يعودوا ابداً بسبب (زوغةٍ)، أو موتٍ جماعي، أو اختفاءٍ في ظروف غامضة.. ٭ ثم نأتي بعد ذلك لما هو أو هي وأمرَّ مما كان خافياً علينا نحن أصحاب الأقلام (الحاسدين).. ٭ فقد اكتشفنا ان هنالك (ألفاً !!!) من (الأمراء !!!) يرافقون الحجاج سنوياً بهدف رعايتهم وحمايتهم والسهر على راحتهم... ٭ أي والله، ألف أمير - أمير ينطح أمير - يزاحمون حجاج بيت الله في حِلِّهم وترحالهم و (أموالهم!!).. ٭ فالحجاج هؤلاء هم الذين (يصرفون) - غصباً عنهم - على الأمراء بما (يُستحلب) من جيوبهم تحت مسمى (رسوم حج).. ٭ و(يطبق) كل أمير من (دول) مبلغ (4) آلاف ريال في جيبه ثم يحج مع الحاجين على (حسابهم!!) إلى أن يعود بهم ب (سلام).. ٭ والشئ الغريب ان الأمراء هؤلاء - رغم كثرتهم - (تكثر) سنوياً الشكاوى من قبل الحجاج مما يلاقونه من عنتٍ ورهقٍ ومشاق و(تكّدس!!) في المطارات.. ٭ وهذا الذي يعانيه (الدافعون!!) لا يعانيه (المدفوع لهم!!) .. ٭ لا (يعانيه) الذين يسافرون على (حساب) الحجاج تحت دعاوى تجنيب هؤلاء الأخيرين (المعاناة!!).. ٭ ويبدو ان ثقافة (المبالغة!!) الانقاذية في أعداد الولاة والوزراء والمستشارين والمعتمدين قد انتقلت عدواها لهيئة الحج والعمرة.. ٭ فهي لم تكتفِ بما في داخل (قصرها) من مديرين ومسؤولين ومشرفين وإنما (تُؤمِّر) كل عام ألف شخص - من (الجماعة!!) - على الحجاج. ٭ ألف أمير يحجون مجاناً وفي جيب كل منهم (يرقد) مبلغ (4) آلاف من الريالات ب (سلام).. ٭ وقد نسمع عما قريب عن حاجة الأمراء هؤلاء أنفسهم الى (خلفاء!!!) .. ٭ فقد كاد عددهم ان يماثل عدد سكان الكوفة في عهد عمر بن الخطاب.. ٭ وهي ضخامة في العدد لا نجد تعبيراً عنها (أفصح) من مفردتنا السودانية الشهيرة.. ٭ مفردة (الكترابة!!).. ٭ وحبذا لو كانت ذات (مدٍّ) و (مط).. ٭ واللهم (مِطِّك ) يا روح...