أبلغ الوفد الحكومي لمفاوضات سلام دارفور بالدوحة الوساطة المشتركة مغادرته المنبر اليوم الجمعة واعلن مستشار الرئيس، مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين، ان مغادرة الوفد لا تعني الانسحاب من منبر الدوحة، ملتزما بمواصلة التفاوض بصورة خاصة مع الأطراف الحقيقية ذات الثقل في دارفور. وتأتي الخطوة في اعقاب اعلان الرئيس عمر البشير يوم الخميس كآخر يوم للمفاوضات. وقال غازي خلال مؤتمر صحفي في الدوحة امس ان قرار المغادرة لا يعني عدم استعداد وفد الحكومة لتلقي الوثيقة النهائية لاتفاق السلام لابداء الرأي فيها. واضاف «لم نقل ان هذا انسحاب وقد وعدتنا الوساطة بعرض الوثيقة علينا في الساعات او الايام القادمة وهذا وقت اتخاذ القرارات بالنسبة للوسطاء وللشركاء وللمبادرة وهذا يمكن ان يتم بدون وجود الوفد في الدوحة». وزاد «اذا توفرت الوثيقة ستكون مادة المؤتمر الحواري في دارفور». وابلغ غازي الوساطة بأن كل السودان سيكون منشغلا باستفتاء تقرير مصير جنوب السودان «ولا نريد لمساري السلام ان يتقاطعا». وامتدح غازي الجهود الكبيرة والامكانات الضخمة التي وفرتها دولة قطر، وما جعلها تحقق نجاحا برسمها لخارطة الطريق لمعالجة كافة اسباب النزاع في دارفور. واوضح غازي ان التفاوض استمر لسبع سنوات الى الآن دون تفسير معقول وبدون التوصل لتسوية حاسمة طيلة هذه المدة . وقال ان التفسير الوحيد المعقول يتمثل في ثلاثة اسباب رئيسة هي: غياب الوحدة والارادة السياسية لدى الحركات المسلحة، اقتصار التفاوض على الحركات في غياب القوى الحية المعبرة عن ارادة دارفور الحقيقية، والتشجيع والدعم الذي وجدته الحركات من قوى سياسية داخل وخارج السودان. وحذر مسؤول ملف دارفور من ان التراخي في التسوية يعطي رخصة للمغامرين، ويشجعهم على حمل السلاح وإطالة امد الحرب. و اكد غازي لوزير الدولة بالخارجية القطري احمد بن عبدالله آل محمود، استمرار الحكومة في الارتباط بمنبر الدوحة من اجل الوصول الى حل دائم وشامل للنزاع في دارفور. في السياق ذاته قال بيان صادر من مكتب مستشار الرئيس غازي صلاح الدين امس ان الحكومة ملتزمة بمواصلة التفاوض بصورة خاصة مع الأطراف الحقيقية ذات الثقل في دارفور اتساقاً مع الاستراتيجية الجديدة لحل قضية دارفور. واكد البيان، أن استعجال الحكومة للوصول إلى سلام شامل قبل موعد الاستفتاء سببه أن هناك بعض الحركات المسلحة موجودة بجنوب السودان، ما أحدث بعض المواجهات العسكرية والاضطرابات الأمنية من خلال الدعم المقدم. واستعجل البيان الوساطة المشتركة لوضع اللمسات النهائية لمشروع اتفاق السلام النهائي خاصة أن السقف الزمني للمفاوضات قد انتهى بنهاية العام.