قرر الوفد الحكومي لمفاوضات سلام دارفور، مغادرة مفاوضات الدوحة وأصدر بياناً حول تصور الحكومة للمرحلة الختامية للمفاوضات، مجدداً التزامه بمواصلة التفاوض بصورة خاصة مع الأطراف الحقيقية ذات الثقل في دارفور إتساقاً مع الإستراتيجية الجديدة لحل قضية دارفور. وأعلن د. غازي صلاح الدين مسؤول ملف دارفور، الذي وصل الخرطوم أمس من الدوحة أنّ وفد الحكومة الذي يتفاوض مع الحركات المسلحة سيُغادر الدوحة اليوم، ونفى ان تكون الخطوة انسحاباً من منبر التفاوض. وقال د. غازي في مؤتمر صحفي بالدوحة أمس: «أبلغنا الوساطة بأن وفدنا سيغادر اليوم، لكنه أكّد أنّ ذلك لا يعني عدم الإستعداد لتلقي الوثيقة (النهائية لإتفاق السلام) لإبداء الرأي حولها، وأضاف أن «الوفد سيغادر لأنه لم تَبق له مهمة، وزاد: إن المغادرة لا تُعد إنسحاباً، وإن الوساطة وعدتنا بعرض الوثيقة علينا خلال ساعات أو الأيام المقبلة». وقال د. أمين حسن عمر رئيس الوفد الحكومي، إن الوساطة وعدت بتسليم طرفي التفاوض وثيقة السلام النهائية، مبدياً تفاؤله بالتوصل إلى تسوية خلال يومين، وأضاف أمين أن جهود الساعات الأخيرة تعتبر المرحلة الأهم في المفاوضات ويمكن التوصل خلالها إلى إتفاقٍ نهائي، وأكد أن الوساطة أعدت الوثيقة في وقت باكر لكنها كانت تتفاكر حول إمكانية حل بندين عالقين، وقال: «أعتقد أنها ستعمل على تجاوزهما وفق رؤية وسطية». وأكد أن الحكومة لا تمانع في التفاوض مع حركة العدل والمساواة بزعامة خليل إبراهيم إذا لمست الرغبة الحقيقية في التوصل إلى إتفاق مع الحكومة. وقال د. أمين إن جهود الساعات الأخيرة في المفاوضات جهود مهمة للغاية ومنتجة وأفضل من الجهود التي بُذلت طوال الفترة الماضية، وأضاف أن الوساطة القطرية الأممية ستطرح إليهم وثيقة السلام الشامل اليوم، وتابع: إنّ الوثيقة الآن كاملة بين أيدي الوسطاء ويريدون أن يضعوا بعض اللمسات الأخيرة حول قضيتين عالقتين تمهيداً لتقديمهما، وأكد أمين أنه سيتم التوصل الى تسوية سلمية لقضية دارفور، وأضاف: نعلم أن للوساطة القدرة على إقتراح الحلول والإبداع والإبتكار ما يمكن أن يوفر تسوية مناسبة للطرفين، وتابع: إن الوثيقة التي تقدم للوفد الحكومي متفق على (95%) منها، وأكد أن الوثيقة صالحة للتطبيق فوراً بصرف النظر عن الشركاء، وأعْرب عن أمله فى أن يقبل المسؤولون في حركة التحرير والعدالة بالتسوية التي يُمكن أن يقبل بها الوفد الحكومي أيضاً في المسائل القليلة المتبقية لنذهب شركاء لتنفيذ هذه الوثيقة التي لم تبن على التفاوض فقط. وفي السياق قال بيان صادر من مكتب د. غازي إن الحكومة جاهزة لتلقي مسودة سلام دارفور النهائية حال الفراغ منها، وأضاف أن استعجال الحكومة للوصول إلى سلام شامل قبل موعد الاستفتاء لاعتبار أن هناك بعض الفصائل المسلحة موجودة بجنوب السودان، وأشار البيان إلى أن ذلك أحدث بعض المواجهات العسكرية والاضطرابات الأمنية من خلال الدعم المقدم، وأوضح أن تأجيل التسوية النهائية يشجع على إستمرار القتال بدارفور، واستعجل البيان الوساطة المشتركة لوضع اللمسات النهائية لمشروع اتفاق السلام النهائي، وأكد البيان حرص الحكومة على ضرورة الوصول إلى سلام شامل بدارفور يضمن إنسياب الحياة الطبيعية. من جانبه، قال عبد العزيز أبو نموشة نائب رئيس حركة التحرير والعدالة، إن وفد الوساطة إجتمع بالحركة واطلعهم على مجريات منبر الدوحة، واستمع إلى موقفهم الأخير حول النقاط مثار الخلاف، وأضاف: «أطلعنا وفد الوساطة على تفاصيل لقائه بمعسكر اللاجئين من أبناء دارفور شرق تشاد وعلى مطالب أهالي دارفور في معظم القضايا المطروحة.