سر كبير يكمن وراء تميز الاذاعة السودانية بكل هذا الحنان والحميمية والمحبة والألفة ٭ سر خفي لم يكتشف بعد يجعل جميع أهل السودان في غربه وجنوبه وشماله وشرقه يقدمون فروض الولاء والطاعة وقرابين الغرام والمحبة للاذاعة التى بلغت سبعين عاماً وما زالت بكراً في عمر الزهور فالاذاعة التى ولدت في عام0491م وإنطلق صوتها عبر الاثير وعانقت ابناء السودان الذين ظلوا أيام الاستعمار يستمعون اليها من مكبرات الصوت العملاقة بميدان البوستة ثم انتقلوا معها إلى بيت الأمانة تتميز بصفة التجدد والتواصل ولا تشيخ. ٭ ترى ما سر هذه الاذاعة ظلت تزرع الفرح والإبتسامة وتوفر الأمن والطمأنينة وتجعل لسان حال. ٭ العدو والصديق والصغير والكبير يردد من دخل حوش الأذاعة كان آمنا ورغم انتشار الوسائط الاعلامية وانفتاح أبواب الفضاء ظلت تجذب الاذاعة أهل القرى والحضر. ٭ سر كبير وراء سحرها الذي يجعل مرشحي الرئاسة من الأحزاب المعارضة يشيرون بحيادتها وقوميتها ومهنيتها في الانتخابات الاخيرة، وطالب سكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد إدارتها بإعادة الحفلات الجماهيرية وقال الأمام الصادق المهدي أن خطابه يحقق الإنتشار عبرها وقال عبد العزيز خالد انه ظل يستمع اليها طوال فترة معارضته الخارجية وقال حاتم السر انها توفر الحنان للجميع دون استثناء وعبر عن سعادته بالحديث عبرها عبد الله دينق ينال وفاطمة عبد المحمود. ٭ سر كبير جعل نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه ينتقل في الحوش الكبير تعلو وجهه ابتسامة رضا ويخاطب احتفال السبعينية بخطاب كله تفاؤل ونظرات مستقبلية تشع منها تعابير السعادة والفرح وثم يعلن إشادته بتفردها في صياغة وجدان الأمة واصفاً اياها بالأم الرؤوم، والجامعة الشاملة والسفير الذي يتنقل بين الدول دون استئذان ويتخطى الاسوار والبروتوكولات السياسية ويدخل القلوب والآذان. ثم يعلن دعمه الكامل ورعايته التامة لمشاريع توطين التقنية الحديثة والتدريب ثم يشيد بالعاملين الذين يجتهدون ويعانون كالنحلة ويجودون بالشهد ويتبنى مشروع اسكانهم خاصة الذين تركوا المايكرفون والعمل المباشر وانتقلوا للعمل الاداري. ويدعو الجميع الى تخطي كل الارقام القياسية. سر كبير يجعل الرؤوس والوزراء والسفراء يتعاملون في حوش الاذاعة دون بروتوكولات ولا رسميات بل بتلقائية وعفوية، فالنائب الاول في احتفال السبعينية يمزح مع الاعلامي محمد سليمان قائلاً: لا معاش في مجال الاعلام ويقول لحظة تكريم عبد المنعم إسحق موظف العلاقات العامة وابن اشهر موظف في مراسم القصر ابن الوز عوام ود. كمال عبيد ينقل تفاصيل ما دار بينه وبين ادارة الاذاعة في اجتماع حول الاستفتاء قائلاً: في شيء من الطرفة والإبتسامة بعد اليوم لا نريد أن نسمع إن السودان يمر بمنعطف تاريخي خطير او نقطة مفصلية او منحنى فنحن نسير في واحد مستوى وصحيح هو الطريق إلى الله ويستأذن مدير الاذاعة الجميع ليحكي نكتة تبين مدى حب الناس للإذاعة التى نشأوا في احضانها ورضعوا من ثديها مفاد النكتة إن الشاعر محمد كدكي قالوا له أن احدهم تغنى بكلماتك فعليك أن تشتكي الاذاعة فرد عليهم بلهجة شايقية: «في زول بشتكي امو». ٭ سر كبير يجعل جميع العاملين يتبارون داخل الاستديوهات ثم يتناولون إفطارهم في جو إخوي بكافتيريا أدروب ويتقاسمون طبق الفول والسمك والدجاج أول الشهر ظهر هذا التعاون خلال صندوق التكافل الذي يدعم المرضى والأحياء وأهل الأموات ويعيش العاملون في بيئة صالحة بعد توفير معينات الاتصال الثريا واللآب توب مجاناً وتمت قريباً ترقية أكثر من ثلاثمائة عامل وتدريب أكثر من ثلاثمائة إذاعي داخلياً وخارجياً مع منح فرص للعمرة والحج في تكريم لأهل العطاء. ٭ سر الاذاعة اليانع كان سبباً في أن يوجه نائب رئيس الجمهورية، د. جعفر ميرغني لكتابة أكثر من «002» حلقة من الأضواء على الحضارة السودانية وجعل البروفيسور علي شمو يصدر كتاباً يحكي عن تجربته وروضة الحاج ترجل قصيدة بطلب من مدير الإذاعة في العيد السبعيني ذكرتها أيام طفولتها في كسلا وخيالها الذي يصور لها الاذاعة وهي إمرأة سودانية كاملة الدسم تبكي وتفرح مع المستمع. سر جعل د. كمال عبيد يطالب الشاعر هلاوي والملحن جوار بإضافة أسماء جديدة إلى اوبريت الاذاعة الذي سيتحول الى معلقة لكثرة الرواد الجدد وقال لهم مازحاً ان الاوبريت قد ادخل عمر الجزلي مع القيادات التاريخية وابعده من الشباب. سر الاذاعة لم يكتشف بعد ولن يكتشف وستظل هنا ام درمان اذاعة جمهورية السودان تجربة عالمية تستحق الوقوف عندها والغناء لها مع اوركسترا الاذاعة. شاهد ليك النيل والطابية يا ام درمان يديك العافية جبتي الخبر المهم الصادق والتحليل الواعي وواثق انتي حديث د. عبد الله وانتي مسلسل لى حمدنا الله يا مقطوعة بصوت ود دفع الله عود وكمان يا ام درمان.