حلمت بالإذاعة وحققت حلمي بعد 68 عاما من عمر هنا ام درمان وجدنا بيئة صالحة مهنيا وتقنيا واداريا. الإذاعية انتصار صالح يوسف لا تطل صدفة في سبعينية الإذاعة عبر مجلة هنا ام درمان وعمرها الاذاعي لا يتجاوز العامين جاءت الى الإذاعة بعد 86 عاما من انشائها.. هي جيل السبعينية الجديد وعلامة من علامت المستقبل لهذا كان لقاء هنا ام درمان معها. حملت تخصصها الاكاديمي في الاداب اللغة الانجليزية وخطت اولى خطواتها وتلقت فترة تدريبية بمركز التدريب بالهيئة العامة للإذاعة القومية لانها تملك سر النجاح الذي حملته معها ، عانقت المايكرفون بسرعة كمقدمة برامج القسم الاداري ومارست الاعداد الإذاعي قبل ان تنتقل الى الاخبار والترجمة وصياغة التقارير. وعن سرها الكبير الذي حملته معها الى الإذاعة تقول انتصار كأنني ولدت وترعرت في طفولتي وانا اتنفس محبة الإذاعة. استمعت الى الإذاعة وانا طفلة عشقتها ، تسرب سحرها الى وجداني خلقت عالما خاصا بي كنت ارى تلك الاسماء التي تبثها الإذاعة ولا اراها احاول تجسيدها في الواقع اخترقت الموسيقى والدراما والاخبار والشعارات اذني وعرفت كيف تعشق الاذن قبل العين، بل تعرفت على سر الإذاعة الرؤية عبر الاذن. نعم ايها الاستاذ الدكتور صلاح الدين الفاضل كما تفضلت في بحثك القيم عن الإذاعة هذا من المنظور الرومانسي والجانب الذي يتعلق بالرغبة اما الجزء العملي والعقلاني من قصتي مع الإذاعة ربما يتجه الى الارشادات المهمة في اختيار الدراسة الجامعية او الاتجاهات الاكاديمية التي تنشأ فيها الاهتمامات العامة والخاصة فدراستي للاداب واللغات كانت ربما تشكل مدخلا للعلاقات مع المواعين التي تستوعب هذه الاتجاهات، والإذاعة احد ابرز تلك المواعين التي يمكن ان تكشف المواهب المركوزة في وجدان الانسان وتكوينه النفسي والفكري لذلك لم يتعلق عملي في الإذاعة بالبحث عن وظيفة ولكنه العمل الذي وافق كل تكويني النفسي والعقلي. لحظات تحقق الحلم ٭اذن انتصار صالح جاءت وهي تحمل حلمها وشغفها كيف كانت اللحظات الاولى؟ رأيت الناس اسماء مجسدة في الشحم والدم رأيت مسرح الاحداث والاستديوهات والتقنيات والمايكرفون للحظات شعرت انني في عالم الاحلام اذ ان الصورة التي رسمتها عيون عقلي وتخيلتها سنوات بدت تنبض اكثر مما تصورت وحقا نحن جيل محظوظ جئنا لننهل من خبرات وتجارب وتاريخ امتد لسبعة قرون جئنا وقد تهيأت مناخات جديدة في فنون العمل الإذاعي وفي تقنياته واشكاله في عصر التنوير واتساع مساحات المعرفة بفضل ثورة الاتصالات وتدفق المعلومات عبر الشبكة الدولية للمعلومات الامر الذي يضع امام الاجيال الجديدة مسؤوليات وتحديات جديدة في صورة تختلف عن الامس كليا لذلك ارى المستقبل في دورة زمان جديدة يبشر بخير كثير لهذه الامة. وما زال الحلم يتحقق تواصل القادمة الجديدة في عمر الإذاعة لرحلة الاحلام وهي تتواصل عبر المايكروفون وصوتها ينتقل عبر الاثير ويلفها الفرح والدهشة وهي تدشن هذه اللحظات في حياتها الإذاعية.. تقول: تمنيت لو انني عرفت الإذاعة في ايامها تلك حين كان الناس يصنعون من الآليات البسيطة ذلك الابداع الذي سحرنا حينها وهي رقمية ومتقدمة هندسيا وبرامجيا ووسائط الاتصال عبر الانترنت والهاتف تجعل كل شيء متاحا فقط تحتاج الى الاحساس والابداع والفكرة الجديدة والقدرة على تفجير الطاقات الابداعية لكننا قطعا نعيش عصر الإذاعة في ظروف لم يتحها الزمان للاجيال الاولى التي لم يتوفر لها ما هو متاح حاليا. رعاية وعناية ٭ كيف وجدت العناية من القيادات والزملاء في بداية عملك؟ لا استطيع ان افي الجميع حقهم. «ما قصروا معاي» كنا نجد دائما من يتعرف علينا وعلى قدراتنا ورغباتنا وحبنا للعمل فيأتي عطاؤهم ملبيا بكل حاجاتنا امتدت الينا كل الخبرات والعون من اساتذتنا معتصم فضل وعبد العظيم عوض ونجم الدين محمد وعثمان الصديق والطيب الفاضل واساتذتنا صلاح الدين الفاضل والحسن عبد الكريم واختي امل شرفي محمد علي والاستاذة عبلة محمود وكل الزملاء وجدنا بيئة دافئة ومحفزة حتى ان الفرد منا يشعر دائما وكأنه في بيته نعم الإذاعة بيتنا وليس مكان عملنا فقط. لماذا الاخبار؟ كنت دائما مستمعة جيدة للاخبار والتقارير وتجربة الاستماع تتطور باستمرار لتصبح تجربة ذوق فترى اكثر من مجرد اخبار وتقارير وترى اللغة في الصياغة والمداخل والمعلومات وطريقة عرضها.. ٭ في سبعينية الإذاعة ماذا تقول انتصار كمقال للجيل الجديد؟ كما اسلفت نحن جيل محظوظ بما وجدنا من تراكم الخبرات وانصح الدارسين والدارسات في مجال الاعلام ان يبدأوا تجربتهم العملية بالإذاعة. الإذاعة صحافة شاملة وادواتها تمنح المهني فرصا زائدة للتطور وتفتق المواهب. اما سبعينية الإذاعة فارجو ان نكون نحن نواة اجيال قادمة تجد ما وجدناه من الاجيال التي سبقتنا.