السيد رئيس الجمهورية فخامة المشير عمر حسن أحمد البشير السيد/ وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد/ رئيس مجلس الجامعة السادة/ الوزراء السادة/ مديري الجامعات السادة/ العلماء الأجلاء من خارج السودان ضيوفنا الكرام أخي الرئيس نسعد ونتشرف بوجودكم معنا في هذا المساء المبارك ونحن نعيش ذكرى مولد الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لافتتاح هذا المؤتمر العلمي العالمي لجامعة الخرطوم، وبمشاركة واسعة من العلماء والخبراء من جامعة الخرطوم وشركائهم من الباحثين من كافة أنحاء العالم، وينعقد هذا المؤتمر وبلادنا تدخل مرحلة جديدة وحاسمة في تاريخها، اذ انطلقت الحملة الانتخابية لاعادة بناء مؤسسات الدولة من أعلاها الى أدناها وفق الأرادة الحرة للشعب السوداني وفي جو من الحريات المشرعة قل أن نجد لها مثيلا في منطقتنا العربية والأفريقية والإسلامية، ويتزامن مؤتمرنا أيضا مع تباشير السلام في دارفور التي تبلورت بالاتفاق الاطاري الذي تم توقيعه في دوحة العرب كثمرة مباركة للخطوات المباركة التي قمتم بها بالتعاون مع الاشقاء في دولة قطر ودول الجوار. أخي الرئيس أرجو أن أتقدم لكم بالشكر أجزله باسم جامعة الخرطوم أساتذة وطلابا وعاملين لاهتمامكم الكبير بجامعة الخرطوم كمؤسسة رائدة وقائدة للتعليم العالي والبحث العلمي في السودان ، وموافقتكم علي رعاية ودعم مؤتمرنا هذا والتزامكم بتكريم نفر كريم من أساتذتها الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة العلم وكذلك توجيهاتكم الصريحة لحل القضايا التي عرضناها عليكم في لقائنا بكم مؤخرا بما فيها تحسين اوضاع العاملين والمعاشيين واعادة الهيكلة، وما زلنا نتابع مع وزارة المالية لانفاذ توجيهاتكم، فجامعة الخرطوم هي أهل لهذا الاهتمام فهي بيت الخبرة الأول في السودان وأكبر منتج ومستودع للمعرفة في بلادنا، فلجامعة الخرطوم إسهامات قل أن تحصى أو تحصر في خدمة المجتمع في شعاب الحياة المختلفة، فأساتذة جامعة الخرطوم هم الذين قادوا ثورة التعليم العالي في بواكيرها في عهد الانقاذ وقبلها وأشرفوا على انشاء الجامعات ورعوها حتى شبت وأصبحت منارات..... في الجزيرة...، جوبا.... كسلا...النيلين والسودان وبورتسودان وفي شندي ووادي النيل (عطبرة) وفي الفاشرونيالا ودنقلا والقضارف، سنار، كردفان، وغرب كردفان وجوبا والأبيض والدلنج وبحر الغزال وأعالي النيل.نيالا وزالنجي والسلام..وغيرها.. بل واحتضنت جامعة الخرطوم بعض هذه الجامعات داخل مبانيها عند إنشائها كجامعة بحر الغزال وأعالي النيل.... كما تنازلت جامعة الخرطوم عن جزء كبير من مبانيها لتؤوي الطلاب عند انشاء صندوق دعم الطلاب أخي الرئيس إن أساتذة جامعة الخرطوم عملوا مديرو وخبراء وأساتذة وممتحنين في تلك الجامعات. ولقد عددت 55 اسماً من أساتذة جامعة الخرطوم تولوا إدارة الجامعات السودانية خلال السنوات الماضية، ولقد وجدت أن أساتذة جامعة الخرطوم في طليعة الاستشاريين وجنود في الميدان في سد مروي وتعلية الروصيرص.. والجسور التي انتشرت علي مجرى نهر النيل....ووجدتهم في ثورة الاتصالات التي سبق فيها السودان دول الجوار ... .ووجدتهم في الهيئة القومية للكهرباء والتصنيع الحربي ... ووجدتهم يجرون الأبحاث العلمية التي غيرت وتغير كثيرا في حياتنا العامة بما فيها قانون الانتخابات والدستور الانتقالي ولجنة الانتخابات.. أساتذة جامعة الخرطوم أخي الرئيس ساهموا بأبحاثهم في محاربة الملاريا والكلازار والبلهارسيا والسل الرئوي والنبت الفطري وغيرها من الأمراض الفتاكة التي تعيق التنمية... ..كما ساهموا باستحداث الأمصال الواقية للصادر من مواشينا التي كانت ترجع من عرض البحر. إن أساتذة جامعة الخرطوم سيدي الرئيس قد طوروا أنواعا من الذرة الشامي والذرة الرفيعة المميزة وزهرة الشمس بانتاجية تفوق المستورد أكثر من ثلاث مرات وكذلك القمح الذي يتحمل الحرارة بالإضافة للقطن الملون ....وكلها الآن دخلت مرحلة التجريب الحقلي والانتاج كما سنرى في جلسات هذا المؤتمر خلال الأيام الثلاثة القادمة.... أساتذة جامعة الخرطوم نالوا كثيرا من الجوائز العلمية المحلية والعالمية (جائزة نوبل 4 أساتذة بالمشاركة مع آلقور في البيئة) وفي كل يوم يأتيني نبأ يسر النفس ويثلج الصدر عن انجازات مبعوثي جامعة الخرطوم في دول الشمال وجنوب أفريقيا والشرق الأقصي الذي بدأنا الانفتاح عليه حديثا ..... أخي الرئيس إن الشائعة التي سرت قبل فترة عن تدني مستوى خريجي كليات الطب في السودان قد تم دحضها....وأقروا بأن البكالوريوس الذي نمنحه مماثلا لماعندهم في بريطانيا وقد تم ذلك بجهود أساتذة جامعة الخرطوم وأنقل لك أخي الرئيس أمام هذا الجمع النوعي وأقول أنه قد جلس خريجونا لامتحان الزمالة الملكية البريطانية في أمراض النساء والتوليد قبل أربعة أشهر وكان مركز جامعة الخرطوم هو الأول علي مستوي العالم وقد كانت نسبة النجاح في المركز أعلى من مثيلاته في بريطانيا. كان ذلك من قبله أيضاً لتخصص الطب الباطني .... ولا أريد أن أقول بذلك بأننا وصلنا الى درجة الكمال والتجويد الخالص ولكننا نحتاج للمزيد من الجهود والبذل لتجويد الأداء خاصة في الجامعات الناشئة وجامعة الخرطوم تضطلع بدورها في هذا الصدد حيث ظلت مراكز التدريب فيها مفتوحة للأساتذة من الجامعات الأخري في كافة التخصصات، فنريد أن نعلن في هذا المؤتمر الجامع الذى يحضره جميع مديري الجامعات في السودان تقريبا بأن المرحلة القادمة هي للتجويد....التجويد....التجويد.. وذلك بعد التوسع الهائل في مؤسسات التعليم العالي فنحن في زمان أصبحت فيه معايير ضبط الجودة والاعتماد سيفا مسلطا علي رقاب المؤسسات التعليمية على المستوي العالمي فنحن في زمان الفضاءات المفتوحة بفضل تقنيات الاتصال والمعلومات المنقولة عبر الاثير الي كل اطراف المعمورة ولابد لخريجينا أن ينافسوا في سوق العمل العالمية. أخي الرئيس ان كليات جامعة الخرطوم دخلت منذ فترة في عملية تحديث وتطوير المناهج لتواكب الطفرات الهائلة في علوم العصر وهو عهد قطعناه على انفسنا- وجعلناه قانونا نلتزم به- أن يتم كل خمس سنوات مع المراجعة المستمرة عبر لجان ادارة المناهج بالكليات في كافة المجالات والاصرار على التغذية الراجعة عن الأداء الأكاديمي من الطلاب وعبر ادارة ضبط الجودة، ونصل الليل بالنهارخلال الأشهر الماضية لتحديث صفحة الجامعة علي الشبكة العنكبوتية وتزويدها بالمنجزات العلمية التي يقوم بها أساتذة جامعة الخرطوم- وما أكثرها- كما سنري في هذا المؤتمر وقد قطعنا على أنفسنا عهدا أن يكون تصنيف جامعة الخرطوم قبل نهاية هذا العام في طليعة الجامعات في المنطقة العربية والأفريقية بل وعلى المستوي العالمي، فرغم شح الامكانات والمقاطعة الجائرة علي السودان فقد ظل علماء جامعة الخرطوم يسهمون بفعالية عالية في البحث العلمي على المستوى العالمي وفي هذا المؤتمر سنكرم عشرة من الباحثين الشباب- دون الستين- الذين لهم اسهامات علمية كبيرة ومن بينهم من نشر ما يزيد على المائة وعشرين بحثا في مجلات مرموقة علي المستوي العالمي ونالوا جوائز عالمية ولهم علاقات واسعة مع مراكز بحوث عالمية وظلواجسور تواصل للجامعة لنقل التقنيات الحديثة وتوفير فرص التدريب لمساعدي التدريس والمحاضرين الذين ابتعثت جامعة الخرطوم ما يزيد على 150 منهم لينالوا الماجستير والدكتوراة بغرض نقل التقنيات الحديثة وتلاقح التجارب وتواصل الاجيال والاحلال الطبيعي لأعضاء هيئة التدريس، وكلما ابتعثنا مساعد تدريس أو محاضر الي دول الشمال تفوق وفتح الباب للمزيد من زملائه في ذات المؤسسة بسبب الجد والاجتهاد والقدوة الحسنة ولدي أمثلة كثيرة لا يتسع المقام للتفصيل فيها. أخي الرئيس وأنتم تقودون حملتكم لانتخابات رئاسة الجمهورية أرجو أن يكون البحث العلمي واحدة من أولوياتكم التي تبشرون بها خاصة في مثل هذا الجمع النوعي، فالإنفاق على البحث العلمى استثمار مضمون العائد ولنا أسوة في دول كثيرة نهضت بالدعم السخي للبحث العلمي المرتبط بالأولويات القومية، فنحن في جامعة الخرطوم كلفنا لجنة من الخبراء عكفت على اعداد وثيقة لاستراتيجية البحث العلمي في جامعة الخرطوم ورصدنا ما يعادل 5% من دخل الجامعة السنوي للبحث العلمي، ولدينا عدد مقدر من الكليات والمعاهد والمراكز البحثية الناشطة فى شتى ضروب المعرفة في الهندسة، الطب، المياه، البيئة،التنمية الاقتصادية والزراعية والإنتاج الحيواني، السلام، الحكم الاتحادي، الإدارة العامة، الدبلوماسية، العلاقات الدولية والآثار ونتطلع الى شراكات أكبر مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص التي قدمنا لها الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر والاستفادة مما يقدم فيه من مخرجات البحث العلمي في جامعة الخرطوم ونريدها ان تدخل معنا كشريك في دعم البحث العلمي المرتبط بالتنمية وتحقيق المنفعة المتبادلة كما هو الحال في الدول المتقدمة. أخي الرئيس لقد قمنا بوضع خطة طموحة للنهضة بجامعة الخرطوم خلال السنوات الأربع القادمة تشتمل المحاور الأساسية لها على تحديث المناهج والمعامل والقاعات وتعميم حوسبة وحدات الجامعة واداراتها المختلفة وربطها ببعضها بزيادة سعة الشبكة وكذلك زيادة التواصل عبرها مع العالم الخارجي بتقنية المؤتمرات المرئية، وتم التداول فيها واجازتها في مؤسسات الجامعة المختلفة صعودا حتى مجلس التخطيط وجاءت تقديرات كلفتها بما يعادل عشرة أضعاف الميزانية التي تسير بها جامعة الخرطوم حاليا، وقد قبلنا التحدي وشرعنا في تدبير موارد تمويلها بالاعتماد على تنمية مواردنا الذاتية في المقام الأول ولدينا الآن اكثر من تسعين مشروعاً استثمارياً جاهزة في انتظار التمويل في مختلف المجالات ودخلنا في حوار مع مؤسسات تمويل محلية وخارجية، ونأمل أن نجد منكم العون بشأن الضمانات الرسمية لتمويل هذه المشاريع والتي بدأناها بتمويل لتحديث كلية الهندسة بمبلغ خمسة عشر مليون دولاراً من بنك التنمية الاسلامي بجده وقد وصل المشروع خطوات متقدمة ليبدأ التنفيذ وكذلك بدأنا التواصل مع الخريجين في نفرة نوعية مع كلياتهم التي تخرجوا منها تحت رعاية رئيس مجلس الجامعة فما خذلونا أبدا وما يزال مددهم لنا متصلا ونطمع في المزيد وانتهز هذه السانحة لأحي خريجي جامعة الخرطوم ووفائهم لها. أخي الرئيس من مواردنا الشحيحة قمنا ببناء كلية علوم المختبرات وتم افتتاحها في أغسطس الماضي وكلية العمارة التي شبت واستوى عودها (وفرزت عيشتها من كلية الهندسة) ومدرسة العلوم الإدارية وكلية الإنتاج الحيواني والتوسعة في كلية الطب، ومركز الامتحانات الاكلنيكية في مستشفى سوبا الجامعي لكل كليات الطب في السودان، وتم افتتاح مركز نورا لأمراض وجراحة الكلى بمستشفى سوبا الجامعي بدعم من أسرة قطرية كريمة، و بدأ تنفيذ بناء المركز القومي للعلوم العصبية وكذلك سيتم بناء المركز القومي لأمراض وجراحة الكلي بسوبا التي نأمل تكون مدينة طبية متميزة تغنينا عن السفر لطلب العلاج بالخارج، ونأمل أن تتكامل المنظومة الطبية بقيام مركز الحوادث والاصابات الذي تمت الموافقة التامة علي قيامه بسوبا مع وزراة الصحية لفك الاختناق عن المؤسسات الصحية داخل الخرطوم ومواكبة للتمدد الطبيعي للكثافة السكانية في جنوبالخرطوم. أؤكد لكم أخي الرئيس بأننا في جامعة الخرطوم اليوم أكثر من أي وقت مضى أكثر استعدادا لتحمل مسئولياتنا التأريخية تجاه هذا الوطن وندرك المخاطر التي تحدق به، والخيرات الوفيرة التي ينعم بها، ونعاهدكم بأن يكون إسهامنا هو الأكبر في الخروج من الأزمات التي نعاني ووقوفكم معنا كما عودتمونا دائما هو الزاد الحافز لنا لتقديم المزيد . وختاماً أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للسيد/ رئيس الجمهورية لرعايته ودعمه لهذا المؤتمر واللجنة العلمية التي أشرفت على قيامه ولجنة التسيير وأخص بالشكر السيد/ عميد كلية الدراسات العليا والسيد/ مدير إدارة البحث العلمي وكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر. وكذلك نشكر العلماء والباحثين والمشاركين في هذا المؤتمر والشكر موصول لأسرة قاعة الصداقة. وفقكم الله وسدد خطاكم