٭ نسمح لأنفسنا مع مطلع العام الجديد 2010، وعلى مسافة ساعات قليلة من العام الجديد 2011م أن نحاول قراءة المشهد الثقافي السوداني، لعلنا نجد فيه ما يبعث على الأمل وسط ركام من الإحباطات. ٭ نميز هذا العام بأنه العام الذي تصاعدت فيه وتيرة الأحداث السياسية، انتخابات رئاسة الجمهورية، استمرار ازمة دارفور، اقتراب موعد الاستفتاء في «9» يناير 2011. ٭ اقيمت عدة مناشط ثقافية، ومحاولات من التنظيمات الخاصة بالكتاب «تحديدا اتحاد الكتاب السودانيين» في محاولة للإقتراب من جذور الأشكال السوداني في جوباوالخرطوم والدمازين. ٭ من ايجابيات هذا العام قامت وزارة خاصة بالثقافة دون مشاركة من جهات اخرى فقد كانت الثقافة تربط أحيانا بالإعلام والشباب والرياضة، السياحة. ٭ هذا الإلتفات الجدي للثقافة جعل المثقفين يأملون خيرا في أن تقوم الوزارة بدورها الفاعل. ٭ في هذا العام تعثرت المجلات الثقافية، رغم أن مجلة الخرطوم والثقافة السودانية صدرتا إلا أن التعثر قد اصابهما، وصدرت «مجلة كرامة» من اتحاد الكتاب السودانيين. ٭ انتظمت في المجلس القومي ندوات منتدى المسرح، وقد طرحت فيه قضايا حيوية تتعلق بالدور الذي يمكن أن يلعبه المسرح في خدمة قضايا التنوير والتغيير الاجتماعي، واضواء على مسرح ما بعد الحداثة. ٭ تواصلت بولايات السودان محاولات بعث الحركة الثقافية ورغم شح الامكانيات الا أن المثقفين في عدة ولايات يحاولون المساهمة في الحراك الثقافي رغم أن الولايات تعوزها الموارد المالية لإنفاذ هذه البرامج. ٭ اعدت اللجنة التحضيرية لمهرجان الثقافة الخامس التصورات لقيام المهرجان ويأمل الكثيرون أن يستوعب المهرجان الإخفاقات التى حدثت في المهرجانات السابقة وآخرها الخرطوم عاصمة الثقافة العربية، وينبه البعض إلى خطورة الطابع الاحتفالي الذي تتسم به المهرجانات الثقافية، وأن التركيز يجب أن يعطى للبنيات الأساسية للثقافة، وأن يتم الإهتمام بالتشكيل والتراث والأداب والتوثيق والفنون المختلفة. ٭ قامت دور النشر الخاصة بالعبء الأكبر في نشر الكتاب السوداني:«أروقة»، دار عزة ، دار مدارات، مكتبة الشريف الاكاديمية، مدارك وغيرها. وخرجت عشرات الكتب في استمرارية لحركة النشر. كما تم تدشين عدد من الإصدارات الهامة، أكواب بابل من السنة بابل للشاعر محمود أبو بكر، ولقيت كتب مثل مهارب المبدعين إهتماما وكذلك صدرت طبعة جديدة من العودة إلى سنار عن مدارات كما خصصت عزة مكتبة خاصة بالكتب السودانية. ٭ كان معرض الكتاب في دورته الأخيرة استمرارية تحقق من خلالها معاني التواصل بين القارئ السوداني والكتاب. ٭ اقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين عدة ندوات في مقره بإم درمان. ٭ تواصل انتظام ندوات نادي القصة السوداني والتى قدمت من خلالها أسماء كبيرة خلاصة تجربتها في الصحافة والأدب والفكر والسياسة وشهدت الندوات تواصلاً حقيقياً وحوارا مثمره بين أجيال مختلفة. ٭ قدم قانون المهن التمثيلية وقانون المهن الموسيقية وقانون المهن التشكيلية في خطوة تنظيمية لهذه القطاعات. ٭ قدمت رابطة الكتاب السودانيين عدة ندوات حول شعر الهايكو الياباني، النقد الثقافي، فرانز كافكا صلاح أحمد إبراهيم، ومحيي الدين فارس. ٭ تمت بواسطة نادي القصة ورابطة الكتاب ونادي الشعر أنشطة مشتركة من أبرزها ندوة حول تجربة عثمان علي نور. ٭ من أحداث عام الهامة في «6 ابريل» جائزة الطيب صالح للقصة القصيرة للشباب التى نظمها مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي، وكذلك في 21 أكتوبر 2010م. ٭ إعلان نتيجة جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي والمؤتمر العلمي للرواية. ٭ انطلقت هذا العام جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، وشارك فيها «324» كاتباً من مختلف انحاء الوطن العربي والعالم، وقأمت لجان التحكيم بقراءة الأعمال وصولاً إلى إعلان النتائج في «18 19 فبراير 2011م» حيث سينعقد منتدى الطيب صالح الثقافي الذي دعي له عدد من كبار النقاد والأدباء من داخل السودان وخارجه. ٭ تقدم الروائي أمير تاج السر بروايته «صائد اليرقات» ضمن الستة أعمال المرشحة لنيل جائزة البوكر للرواية العربية. ٭ شهد العام عدة معارض تشكيلية ومراسم في الفضاء الطلق وتجلت فيها الدعوة للوحدة والتركيز على التنوع الثقافي، كما شهد الاتحاد العام للفنانين التشكيليين عدة معارض وندوات وكذلك المركز الثقافي الفرنسي والألماني وقاعة بابا كوستا . ٭ واصل مركز الدراسات السودانية سلسلة ندواته، واستمرت اصداراته «كتابات سودانية». ٭ شارك السودان في عدة ندوات ومهرجانات ثقافية في افريقيا والوطن العربي، ولم يتم تنوير جمهور المثقفين بما حدث في هذه المشاركات إلا في حالآت نادرة. ٭ لازالت هناك اسئلة مطروحة حول غياب السياسات الثقافية، وربطها بمفاهيم التعليم، وكيفية إدارة التنوع الثقافي، واسئلة اخرى تتعلق بالعلاقة بين المثقف والمتلقي، المثقف والسلطة، دور الثقافة في عالم متغير. ٭ وهناك آمال تجيش في صدور المثقفين من قبل إزدياد مساحة الحريات، القبول بالآخر وكيفية التعامل معه، مواجهة ثقافة العولمة بالتأكيد على الذات القومية وعدم الانغلاق والوعي بأننا في عالم نتفاعل معه.