٭ ما معنى تشييد الحركة الشعبية لتحرير السودان لضريح عبيد حاج الأمين في واو... واعتماد التحالف السوداني لثورة 1924م مرجعيةً لميثاقه؟.. معناه أن ما يطرحونه من أفكار وبرامج عملية امتداد لنضال الأجيال التي تصدت بوعي لقضايا بناء الكيان السوداني وتوحيد عناصره المختلفة في بوتقة القومية.. وذلك هو ما هدفت له ثورة 1924م متجاوزة الانتماءات القبلية والجهوية والطائفية التي سعى الحكم الأجنبي لاستغلالها لبسط سيطرته على البلاد.. فقد نظمت حركة اللواء الأبيض طلائع القوى المستنيرة وسط المتعلمين والتجار والعمال لمقاومة الحكم الأجنبي وفق أطروحاتها القومية الوحدوية.. وكان ذلك هو ما دفع الحكم الاستعماري لقمعها بكل ما يملك من قوة عسكرية باطشة... وتأليب المواطنين ضدها ووصفها بأبشع النعوت والأوصاف.. بأنها ثورة العبيد..!! لأن على رأسها بعض أبناء الجنوب وجبال النوبة «الأفارقة». ٭ وجاءت إجراءات القمع بمدلولات واضحة.. وفي مقدمتها إلغاء الكلية الحربية التي خرجت علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ ورفاقهم.. وتنميط قوة دفاع السودان على أساس عنصري قبلي لقمع المقاومة الوطنية بصورة تؤجج الأحقاد والفتن.. وكل ذلك لاحتواء ما فجرته ثورة 1924م من أفكار وعلاقات تعزز وحدة أهل السودان بمختلف انتماءاتهم القبلية والجهوية. ٭ واليوم وشعب السودان يواجه تحديات وقضايا الوحدة الوطنية بكل أبعادها السياسية والاجتماعية.. وأخطرها السياسات والأطروحات «الرجعية» المتناقضة مع مقومات بقاء الكيان القومي موحداً وفاعلاً، فإن استحضار التراث الفكري والثقافي التوحيدي قد أضحى من أوجب واجبات الحركة الوطنية الديمقراطية.. فالمعركة الدائرة الآن في الساحة أبعادها ثقافية واجتماعية تستنير بما اختزنته الذاكرة الوطنية من تراثيات النضال القومي.. من أجل وحدة السودان أرضاً وشعباً.. ترياقاً مضاداً لأطروحات التفتيت والنكوص... فشكراً ومرحباً بما أقدمت عليه الحركة الشعبية وما وثقه التحالف السوداني مرجعيةً لنضال من أجل التغيير الديمقراطي.