أبدت مجموعة من الجنوبيين في كينيا، تذمرها من الانتظار الطويل بصفوف التصويت لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان، وفي وقت جاهرت قطاعات كينية بدعم خيار الانفصال، التزمت السلطات المصرية الحياد بعد اندفاع الجنوبيين لخيار الاستقلال. وصاحبت اقتراع الجنوبيين بكينيا مظاهر احتفالية لكنهم انتظروا ساعات طويلة بالقرب من المراكز ليدلوا بأصواتهم. وارتدى معظم الجنوبيين في كينيا ملابس تحمل شعار الانفصال، ورددوا هتافات تروج للحرية. وأفاد مراسل الشروق من نيروبي، بأن نسبة التصويت فاقت التحضيرات لليوم الأول، لأن العدد الذي وصل إلى المراكز كثيف للغاية ولم يكن متوقعاً. وأكد ، انتظام الجنوبيين في صفوف طويلة للتصويت، مضيفاً أن الكثير منهم انتظر لساعات طويلة ولم يصوتوا حتى ظهر امس رغم أنهم جاءوا في وقت باكر، ما أدى إلى تذمرهم. وأفاد بميل الشارع الكيني إلى خيار الانفصال، وقال إن الإعلام الكيني بدا أكثر وضوحاً في تأييد انفصال الجنوب وعدم دعمه لوحدة السودان، وأرجع ذلك إلى أن الأجهزة الإعلامية يسيطر عليها رجال الأعمال، وهم أكثر الكينيين تأييداً للانفصال لأبعاد اقتصادية، وأنهم ينظرون إلى المصالح التجارية المتبادلة بعد تكوين أحدث دولة أفريقية تجاورهم. وقال إن القطاع الكيني الخاص احتفل أمس بقدوم الاستفتاء ولم يخف خلال الاحتفال رغبته الحقيقية في فصل الشمال والجنوب. وعلى النقيض تماماً أفاد مراسل الشروق بالقاهرة، أن الموقف الشعبي في مصر محايد تماماً ولا يجاهر بموقفه من خياري الوحدة والانفصال، لكنه يؤكد احترام نتائج الاستفتاء. وقال إن مصر تميل للوحدة، ولكن بعد أن أدركت أن الانفصال بات واقعاً، تتحفظ على دعم خيار الانفصال وتتحاشى الحديث عنه، لكنها لخصت الأمر في احترام نتيجة الاستفتاء. ونقلت «الجزيرة» أنه بأستراليا توجه آلاف السودانيين الجنوبيين المقيمين في أستراليا إلى المراكز التي أعدت لهم للمشاركة في استفتاء حق تقرير المصير. وكانت ثلاثة مراكز رئيسية فتحت أبوابها يوم الأحد عند الثامنة بالتوقيت المحلي (الساعة 21 من يوم السبت بتوقيت غرينتش)، في كل من سيدني وملبورن والعاصمة الفدرالية كانبرا تحت إشراف منظمة الهجرة الدولية، كما ينتظر أن يتوجه نظراؤهم في دول أخرى مثل كندا والولايات المتحدة والعديد من الدول المجاورة للسودان للمشاركة في الاستفتاء تباعاً.