٭ اواصل ما بدأت بالامس بإعادة نشر أعمدة كتبت في شأن الازمة السياسية عام 9991 بصحيفة الراى الآخر. ٭ انفجار الازمة داخل نظام الجبهة الاسلامية يجب ان ينقلنا الى محطة متقدمة من تلك التي كانت تحصرنا بين الحديث عن دور القوات المسلحة القومي في استشعار الخطر وقدرتها على حسم ازمات الحكم عندما تبلغ مدى معينا يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والاقتصادي.. وما بين الاعتراف الصريح الذي جاء في حديث شقي النظام السياسي والعسكري بأن ما حدث في الثلاثين من يونيو هو انقلاب عسكري نفذه الجناح العسكري لحزب الجبهة الاسلامية القومية التي ضاقت بممارسة الاحزاب للديمقراطية الليبرالية في الفترة ما بين 6891-9891. ٭ ومنها تأتي المناداة بدراسة التجربة السياسية السودانية وعلى رأسها تجربة الانقاذ من منطلق انها ليست تجربة القوات المسلحة في اطارها القومي وإنما تجربة حزب الجبهة الاسلامية بشقيه العسكري والمدني. ٭ وعن طريق هذه النظرة وحدها يتمكن الفريق عمر البشير الذي استشعر الخطر المحدق بالكيان الوطني في عموميته من اعادة ترتيب ادوات معالجة الازمة السياسية بالرؤية القومية التي تعيد للقوات المسلحة قوميتها ومكانتها المقدسة كحارسة للسيادة ولشرف الوطن. ٭ وقد يقول البعض لقد سبق لحزب الامة ان سلم القوات المسلحة الامر عندما ضاق بحصار المنافسة عام 8591 ولقد سبق ايضاً تحرك الاسلاميين عام 9591 وفشل تحركهم، وقد تحرك اليساريون في عام 9691 ولكن كلها تختلف عن تحرك 03 يونيو 9891. ٭ ففي 85 لم يستطع حزب الامة ان ينفذ برنامجه عن طريق انقلاب 85، بل وانضم الى جبهة المعارضة التي انتصرت في اكتوبر بمساعدة الدور القومي للقوات المسلحة. واما تحرك 9691 فقد كان قومياً وان تماشت شعاراته مع اشواق وتطلعات القوى الحديثة، وان اسميناها قوى اليسار بتوصيف تلك المرحلة السياسية وعندما حاولت جهة حزبية معينة ان تخضع التجربة لبرنامج احادي جاءت احداث يوليو 1791، ولكن الذي جاء في الثلاثين من يونيو يختلف تماماً، فهو عمل سياسي عسكري متكامل لحزب الجبهة الاسلامية. ٭ وذلك يتطلب في المقام الاول تحديد نقطة البداية وهى اللقاء القومي المباشر.. هو الجبهة الوطنية العريضة التي ألمح اليها الفريق البشير والتي تتساوى فيها كل القوى الفاعلة بما فيها القوات المسلحة والتي اصبحت المناداة بعزلها عن الهم الوطني في اطاره السياسي أمرا مستحيلا بمنطق الواقع. ٭ وما على الفريق البشير إلا ان يتخلى عن لونه الحزبي ويتقدم بحس القوات المسلحة القومي لرعاية هذه الفكرة، وعن طريقها وحدها نستطيع مغادرة محطة الحديث عن أزمة الاسلاميين والمؤتمر الوطني وصراع المنشية والقصر.. لأن الامر اكبر من هذا بكثير. اواصل مع تحياتي وشكري 03/21/9991 «الرأي الآخر»