نفت وزارة الخارجية تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لموقع (السي أن أن )، والذي تناقلته وسائل الإعلام الأخرى بأن الرئيس عمر البشير عرض أن الشمال سيتحمل مجمل الديون الخارجية ، وسيرث الجنوب إذا انفصل ورقة بيضاء نظيفة من الديون. وقال خالد موسى الناطق الرسمي باسم الخارجية ،إن البشير في اجتماعه مع الرئيس كارتر أكد له موقف السودان الثابت بضرورة أن يبادر المجتمع الدولي في إطار مشروع (الهيبك) بإعفاء ديون السودان؛ لأن البلاد في الشمال والجنوب لا تملك الموارد الكافية لتسديد هذه الديون، خاصة مع توقع نقصان موارد الشمال البترولية وانشغال الجنوب بمواجهة تحدياته الجديدة إذا قرر الجنوبيون الانفصال ، وقال البشير في اجتماعه مع كارتر إن الديون مسؤولية مشتركة بين ثلاث جهات هي الشمال والجنوب والمجتمع الدولي ، وهي خاضعة الآن للمفاوضات المشتركة بين الشريكين. وفي هذا الصدد، ربطت اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي بين تسوية الديون الخارجية للسودان وحل بقية القضايا الاقتصادية العالقة بين الشريكين ، وجدد الناطق الرسمي، تأكيد موقف الحكومة الثابت بأن يبادر المجتمع الدولي من خلال حقوق السودان في مبادرة (الهيبك) بإسقاط ديون السودان الخارجية بعد أن أوفت الحكومة بجميع التزاماتها تجاه انفاذ عملية السلام ، مشيراً إلى أن حرمان السودان من حقوقه المالية والاقتصادية في المؤسسات المالية الدولية يعود لأسباب سياسية محضة وليست اقتصادية. واعتبر موسى، تسوية ملف الديون الخارجية أحد القضايا العالقة بين الشريكين التي يجري التفاوض حولها الآن ضمن موضوعات أخرى، وأشاد الناطق الرسمي في هذا الصدد بمبادرة بعض الدول لتخفيض ديون السودان دعماً لاستدامة السلام فيه ، داعياً بقية الدول لتحذو حذوها في الإطار الثنائي أو على المستوى الجماعي في إطار المؤسسات المالية في المجتمع الدولي من ناحيته قال عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني محمد مندور المهدي نفى ل»الصحافة» وجود اي اتجاه لتحمل الشمال الديون الخارجية عقب الانفصال، مؤكدا ان الامر متروك للجنة مشتركة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية للنظر في كيفية تقاسم الديون بين الجانبين. وافاد مندور انه لا يعقل ان يتحمل الشمال وحده تلك الديون لانها عبارة عن مشاريع تنمية استفاد منها الجانبان.وقال مندور «لاعلم لدي بصحة ما قاله كارتر لكن هذة القضية كونت لها لجنة مشتركة من شريكي الحكم لكيفية تقاسم الديون بين الشمال والجنوب حال الانفصال، وما زالت القضية في طور النقاش». وزاد «اللجنة حتى الان لم تصل الى قرار في هذا الشأن». من جانبه، أكد القيادي في الحركة الشعبية لوكا بيونق أن من أهم الملفات التي ستلعب دوراً في الحفاظ على اقتصاد السودان الديون الأجنبية، وأفاد بأن استمرار ديون السودان البالغة أكثر من 39 مليار دولار سيؤثر سلباً على تنمية الدولتين. وكان الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر أبلغ، تلفزيون سي.ان.ان امس الاثنين أن الرئيس عمر البشير عرض أن يتحمل الشمال كل ديون البلاد في حالة انفصال الجنوب بعد الاستفتاء. وقال كارتر في مقابلة مع القناة التلفزيونية «تحدثت مع الرئيس البشير الذي قال ان الدين بأسره ينبغي أن يؤول الى شمال السودان لا الجزء الجنوبي،لذا يمكن القول بأن جنوب السودان سيبدأ بصفحة بيضاء على صعيد الديون».