يوم آخر يمر بسلام وهدوء وأبناء الجنوب يحرسون استفتاءهم بأنفسهم و يحرصون على ان لا تشوب العملية مايعكر صفوها حتى تخرج الدولة الوليدة بحلول فبراير دون شوائب. أيام تعد على الاصابع وتعلن نتائج الاستفتاء الذي ينتظره معظم مواطني الجنوب بلهفة رغم ان بعضهم بمجرد التصويت اصبحت لديه قناعة بان الجنوب قد انفصل ولم يعد يأبه بنتائج الاستفتاء . اليوم الثاني في اليوم الثاني لعملية الاستفتاء تفاوتت المراكز في حجم المصوتين فبعض المراكز لا زالت تحافظ على ذات التدافع والتصويت بكثافة كما اليوم الاول والاقلية شهد بعضها صفوفاً ضعيفة والآخر غابت عنها الصفوف باستثناء افراد هنا وهناك . كما ارتفعت صفوف النساء مقارنة باليوم الاول ،وشهدت جميع المراكز بجوبا استتباباً امنياً فلم تدون اي بلاغات اوملاحظات سلبية حول العملية والتزم المواطنون الهدوء ،وابتكرت بعض المراكز طريقة للانتظار بالصفوف الممتدة ليؤكدوا انهم لن يغادروا اماكنهم مالم يصوتوا بوضع حجارة في صف ممتد والجلوس عليها . كما منح المصوتون الاولية للنساء الحوامل وكبار السن والمعاقين ،قبل الموجودين وان كانوا حضروا في الساعات الاولى من الصباح. ولازالت بعض المراكز تشهد تعبيرا عفويا بعد الاقتراع عبر الزغاريد ولكن معظمها اتسم بالهدوء فاي شخص يصوت يفارق مكان التصويت بهدوء . ممنوع اقتراب العربات والسلاح قوانين موضوعة امام جميع المراكز اذ يمنع منعا باتا الاقتراب من المركز بالعربات وان توضع على مسافة بعيدة للمركز ،كما ان (الصحافة) لم تلحظ اي عمليات نقل منظم للمقترعين لمكان المركز ،ودرج عدد من المراكز بتفتيش المواطنين قبل الانتظام في الصفوف يدويا من قبل الشرطة كما ان التفتيش بمراكز مقبرة جون قرنق يتم آليا ،و صدر تعميم من مكتب المفتش العام بجوبا اذيع على الراديو منذ اليوم الاول يطالب المواطنين بعدم حمل اي اسلحة لمراكز الاقتراع . كرة قدم وكتشينة بعد يوم شاق من الركض وراء المراكز وجدت مجموعة من الاعلاميين جنسيات مختلفة في كرة القدم افضل طريقة للتخلص من ارهاق امس ،(الصحافة) رصدت تلك المجموعة وهي تمارس كرة القدم في باحة احدى المنازل القريبة من مباني مفوضية الاستفتاء بجوبا بعد اغلاق مراكز الاقتراع ورصدت مجموعة منهم اخرى وهي تلعب في الكوتشينة وانتقلت ذات العدوى للشارع الجنوبي اذ تجمع عدد من شباب جوبا تحت احدى الاشجار للعب الشطرنج وشباب آخر بمنطقة اخرى يلعب في الضمنة ،فيبدو ان الجميع الآن بجوبا بدأ في «تكسير» الوقت للوصول للحظة الحاسمة . عودة للمدارس بعد عطلة نهاية الاسبوع ومرور يوم على الحدث التاريخي لشعبيي الجنوب والشمال عادت جوبا صباح امس للحركة بعد سكون عم المدينة منذ عشية الاستفتاء ،فانتظم طلاب المدارس في دروسهم بكل نشاط يحملون في طياتهم الحلم بمستقبل زاهر وعاد الموظفون لاشغالهم باستثناء من منحوا اجازات للتصويت بولاياتهم وربما عودة الموظفين للعمل كانت لها الاثر الاكبر في خفض الاقبال على بعض المراكز خاصة وان جميع المراكز عند الصباح شهدت اقبالاً كبيراً تناقص عند الظهيرة والمساء في بعض المراكز . شمالي داخل الحي حسين سليمان صاحب دكان داخل احياء مدينة جوبا ظل يمارس مهنته من منذ (20) عاما كون صداقات مع مواطني الجنوب الذين يتعاملون معه كواحد منهم ،وقال حسين ل»الصحافة « بانه جاء لجوبا وترك اسرته في الشمال باستثناء ابنه الذي لحق به العام الماضي لمساعدته ،واكد حسين بانه لن يعود للشمال في حال انفصال الجنوب وسيبقى مواطنا بالجنوب «حتى ولو اعتبر اجنبياً» وذكر انه سعيد بالعمل بجوبا ،وقال انه لم يجد مايضايقه او يستفزه من الجنوبيين خلال بدء عملية الاقتراع ،واوضح انه لم يلحظ تغييراً وقال انا اتعامل مع الجنوبيين باحترام متبادل ،واضاف ونتعامل كما لو كنت في الخرطوم .