التوتر داخل أبيي في هذه الايام غير مرغوب فيه ، هذا ما تشير اليه تفاعلات شريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وتحركهما تجاه القتال الذي انتظم البلدة في الايام الثلاثة الماضية ، فالبلدة المتنازع حولها لازالت تعيش حالة من التوتر والحذر بعد ان ادت الاشتباكات عشية استفتاء جنوب السودان الي سقوط عشرات القتلى والجرحى ، فالهدوء الذي غطي المنطقة خلال اليومين السابقين وصفه زعماء المسيرية والدينكا نقوك بانه هدوء حذر ينذر بتجدد الاشتباكات في أية لحظة حسبما قال امير المرحال الاوسط لقبيلة المسيرية حمدي الدودو ل»الصحافة» أمس، واصفا الاوضاع التي كانت متفجرة طوال الثلاثة ايام الماضية بأنها مستقرة نسبيا لكنها مليئة بالتوتر . واضاف يمكن ان تعود الامور الي المربع الاول في أية لحظة ، في الجانب الاخر لم يجد سلطان الدينكا نقوك كوال دينق مجوك وصفا غير الذي مضي فيه محدثي الاول وقال « الهدوء الحذر هو المسيطر الان لكن لاشئ يشير الي استمراره فالجميع يتوقع تجدد القتال مرة اخري « ، ويأتي حديث زعيمي القبيلتين قبل يوم من لقائهم بعاصمة جنوب كردفان كادقلي بدلا عن منطقة دفرة الواقعة شمال بلدة أبيي لمحاصرة وتطويق الأزمة الاخيرة والتحدث في ديات ضحايا من طرف الدينكا تعود الي مصادمات وقعت بين الجانبين مطلع العام الماضي ، الا ان اللقاء المنتظر التئامه اليوم يأتي في اجواء مشحونة بعد سقوط عشرات القتلي والجرحى في المصادمات القبلية التي انطلقت شرارتها مطلع الاسبوع الجاري وتبادلت فيها الاطراف الاتهامات ، فالمسيرية من جانبهم قالوا ان اشتباكات ماكير تسبب فيها الجيش الشعبي الذي نشر مجموعة من قواته بالمنطقة وهو ما يعد خرقا لاتفاق ادارة المنطقة الامر الذي نفته الحركة الشعبية عبر متحدثها بمنطقة أبيي ور مجاك باتهام اخر للمؤتمر الوطني بمد مليشيات بالسلاح من اجل الاستيلاء على البلدة. ومن جانب شريكي الحكم قال المؤتمر الوطني امس علي لسان المسؤول السياسي ابراهيم غندور نقلته فضائية الجزيرة، ان الأزمة الحالية مسؤولية الحركة الشعبية وقواتها التي انتشرت بالمنطقة، واضاف « الحركة قامت بنشر 300 جندي من الشرطة وهو خرق صريح « ، وشدد على ان الحل يكمن في تطبيق البروتكول وقانون الاستفتاء او حل اخر يرضي الطرفين ، متهما الحركة بعرقلة الوصول الي الصيغة المثلى عبر ابناء أبيي داخلها ، من جانب الحركة الشعبية فهي تتمسك بالاستفتاء وفقا للنص المحدد للناخب « عشائر دينكا نقوك والسودانيين المقيمين « مع كل ذلك فان الشريكين لا يريدان اي تصعيد للأزمة حاليا كاقل تقدير فالحريق بأبيي اذا تصاعد فشرارته لايمكن اخمادها وهو ما لا يريده الطرفان على اقل تقدير بعد ان تجاوزا الاستفتاء حتي الان بامان ، هذا ما تشير له تصريحاتهما، فغندور بعد ان اتهم الحركة اضاف « ان توفرت الارادة السياسية يمكننا تجاوز الأزمة « ، في ذات الوقت كان الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم ووزير التعاون الدولي بحكومة الجنوب دينق الور يتحدثان لسلاطين الدينكا نقوك ببلدة أبيي ويدعوانهما لضبط النفس وتفويت الفرص امام جر المنطقة لاي احداث عنف ، هذا ما اخبرني به السلطان كوال ، واضاف نحن قبلنا ذلك . عندما يلتقي المسيرية والدينكا اليوم بكادقلي ان نجح اللقاء وهو امر ضعيف كما نقله لي الطرفان فان مخرجاته لن تغير شيئا على الارض لكنها فقط ستتيح الفرصة امام المسؤولين لايجاد مخرج سريع، فحمدي الدودو قال ان اللقاء لن يقدم او يؤخر في شئ وهو لا يعد اكثر من ذريعة يتدثر خلفها الدينكا ليغطوا الهجوم الذي نفذه الجيش الشعبي على الرعاة ، وزاد امر الديات هو دائري فنحن ايضا لدينا قتلى لم تجف دماؤهم فوق الارض حتي الان ، وعن انعكاسه على الارض قال لن تكون هناك اي اثار للقاء على الارض لكننا في انتظار ما سيخرج به اجتماع المسؤولين الحكوميين المقرر في السابع عشر من الشهر الجاري.