كتاب «مواطن ومسؤول» الذي صدر عن هيئة الخرطوم للنشر ضمن سلسلة «المائة كتاب» للرسام والكاريكاتيرست معاوية محمد علي «فارس»، من الكتب التي تجد انتشاراً، وقد حقق الكتاب الذي احتوى على مجموعة من أعمال فارس التي نشرت في الصحف نجاحاً في طبعته الاولى، ويعد الكتاب مرجعاً حيث يلخص ويرصد الاحداث السياسية. الرسام «فارس» من اشهر الرسامين في السودان، وقد عمل بعدد من الصحف منها «نبض الكاريكاتير وقلب الشارع والشارع السياسي وآخر لحظة»، وقد كان يشرف على ملف «ونسة» الساخر بصحيفة «الصحافة»، وعمل ايضاً في صحيفة «الكاريكاتير والناس»، ووجد اشادة من الرساميين العالميين خلال مشاركته الاخيرة في برنامج «الزائر الدولي» بالولايات المتحدةالامريكية، وقد نظم عدداً من المعارض الفنية الخاصة برسوماته، وفاز من قبل بجائزة من مجلس الصحافة والمطبوعات. مقدمة كتاب «كاريكاتير مواطن ومسؤول» كتبها البروفيسور علي محمد شمو، وأكد ان الكاريكاتير من الفنون الرفيعة ذات التأثير النافذ على القراء والمتصفحين للصحف والمجلات، وهو يقرأ كما يقرأ القارئ المقال، ولا يستطيع قراءته إلا من حباه الله بالموهبة المقرونة بالخبرة والتجربة التي تمكنه من معرفة الرسالة التي يحملها. وقال شمو في مقدمته «اليوم وجدت نفسي مقوماً لكتاب يحمل مجموعة من رسوم الكاريكاتير لفنان من الشباب تفخر هذه البلد بظهوره في هذه الحقبة السياسية المهمة، فعندما شاهدت رسومه أول مرة في جريدة «آخر لحظة» اتصلت بالابن مصطفى أبو العزائم، رئيس التحرير، وسألته عن هذا الشاب البارع الذي بزغ نجمه في «آخر لحظة»، ومن أين جاء؟ فقال لي إنه شاب جديد اسمه فارس، فاتصلت به تلفونياً وأبديت له إعجابى برسومه وخطوطه وأسلوبه الذي هو في رأيي مدرسة جديدة في الكاركاتير غير مسبوقة فيما أعلم». وقال: «إن هذا الكتاب يحوي مجموعة كبيرة من الرسوم الكاريكاتيرية المعبرة عن ما يجري ويحدث في هذا البلد اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، وكلها تدور في شكل ديالوج بين اثنين يحملان الخطوط نفسها ولكن بأوضاع مختلفة في اللباس والحجم ومظهر الترف والرغد عند الكبار، والفقر والعوز عند الصغار». ويرى شمو أن فارس لخص الحوار الذي يدور بين الشخصين في الكاريكاتير بأنه حوار بين مواطن ومسؤول، وهو بحق كذلك، ولكن بأسلوب ناقد وساخر ولاذع، وإذا ما قيس بالمقال أو العمود في الصحيفة أو المجلة فإنه من دون شك يتفوق عليهما في القوة والمنطق والتأثير. وقال شمو: «بعد أن تصفحت محتوى الكتاب، أستطيع القول إن الفنان الشاب فارس من أبرع رسامي الكاريكاتير في السودان، ومن أكثرهم قدرة على التعبير الصادق عن طموحات وآمال الشعب السودانى العظيم، وله مني التحية والتمنيات بالمزيد من البذل والعطاء لإسعاد شعبنا العظيم، والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يوفقه في مسيرته الطويلة، وأن ينفع به هذه الأمة».