مع دخول استفتاء تقرير مصير الجنوب يومه الخامس، أمس الخميس ،تخطت نسبة الإقبال على التصويت 60%،وهو ما يحقق النصاب القانوني لقبول نتائجه،في انتظار اعلان نتيجة الاستفتاء بالوحدة او الانفصال فقط بنسبة(60 %)،وبينما سارع مركز الرئيس الاميريكي السابق جيمي كارتر الى منح اقرار دولي بان العملية كلها(الاستفتاء)مطابقة للمعايير الدولية،جدد المؤتمر الوطني قبوله انفصال الجنوب إذا ما كان هو الانفصال الخيار الحقيقي للجنوبيين،لتكتمل اركان قيام دولة جديدة في السابع من فبراير المقبل،حيث تتسابق الدول الغربية منها والعربية وقبلهم شمال السودان للاعتراف بميلاد دولة جديدة واكد رئيس مفوضية الاستفتاء،مكتب الجنوب، شان ريك مادوت،انه يجوز منذ الآن»امس الخميس»، اعتبار أن الاستفتاء قد تم، حيث صوت 60 % من الناخبين واضاف في مؤتمر صحفي ، إن «أغلبية الناخبين المسجلين قد صوتوا»،مشيراً الى أن أكثر من مليونين و300 ألف شخص من سكان جنوب السودان قد أدلوا بأصواتهم،ورجح مادوت أن يزداد نشاط الناخبين في اليومين المتبقين من الاستفتاء،ورأى ان نسبة المشاركة قد تتراوح بين 80 و90 % من الناخبين المسجلين»، وبقي بعد الحصول على النسبة «الملزمة»للاعتراف بالاستفتاء،ان يعترف المؤتمر الوطني،بنتائجه،وهذا ما كرر تأكيده المتحدث باسم المؤتمر الوطني فتحي شيلا قبول انفصال الجنوب إذا ما كان هو الانفصال الخيار الحقيقي للجنوبيين ،وقال ، إن الحوار مع الحركة الشعبية سيستمر لمناقشة جميع القضايا العالقة بين الطرفين،وشدد على أن منطقة أبيي الحدودية لن تكون بؤرة للصراع بين الطرفين، وإنما جسراً للتواصل بين شمال السودان وجنوبه، داعياً القوى السياسية السودانية لمشاركتهم في رسم مستقبل البلاد في الفترة المقبلة. ولم يتردد الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الذي يراقب الاستفتاء،من اصدار شهادة دولية للاستفتاء،وقبل يومين من انتهاء عملية الاقتراع بالاعلان ان الاستفتاء «سيفي بالمعايير الدولية»،وهي شهادة «بخل» بها على الانتخابات السابقة في ابريل وقال كارتر الذي يدير مركزاً يتبع له ،ويعتبر واحدا من أكبر فرق مراقبي استفتاء «أعتقد أنه سيتماشى مع المعايير الدولية فيما يتعلق بسير العملية وأيضا الحرية التي يدلي الناس بأصواتهم في ظلها.. من الواضح أنه مازال أمامنا يومان لكنني لا أعتقد أن هناك أي شك في أن النتائج ستقبل دون اعتراضات خطيرة.» وانفصال الجنوب الذي اكتسى بطابع دولي،من ناحية الاهتمام والتأثير ،ناقشه مراقبون عراقيون ، ولفتوا في ندوة نظمتها رابطة كاوا للثقافة الكردية في اربيل، الى ان تنظيم الإستفتاء يأتي في ظل أجواء دولية لظهور كيانات جديدة في المستقبل في مناطق اخرى من العالم، في اشارة الى مطالب الشعب الكردي بالاستقلال. ويرى رئيس مركز بناء السلام عبد الحسين شعبان الذي تحدث في الندوة ان استفتاء السودان لم يأتِ بمعزل عن فضاء الاممالمتحدة، الامر الذي سيعني ان كيانات جديدة يمكن ان تقوم، ويتابع حديثه قائلا: «عندما كنّا ندعو لتبني الفدرالية كنظام للدولة العراقية، وكان الحديث عن مجرد فكرة الفدرالية، توالت الإتهامات بانك مصطف مع الغرب ومع القوى المشبوهة المتربصة بوحدة العراق ومستقبله، وكأن وحدة العراق محصورة بالدولة القومية الشمولية التوتاليتارية». واشار شعبان الى ان موقف العرب مازال قاصراً الى الان امام حقوق الاقليات، وهذا ما يدفعهم الى المطالبة بالانفصال عن الكيان العربي، وقال ان بعض النخب العربية الفكرية والسياسية غير الحاكمة المعارضة للانظمة الحاكمة، مازال مقصرا وهو يفكر بالوحدة الشمولية غير ىبه بالبشر. وتعقيباً على ما تم طرحه في الندوة من أفكار قال عضو برلمان كردستان السابق خليل ابراهيم، في حديث لاذاعة العراق الحر: «اعتقد ان استفتاء جنوب السودان يمثل قضية تستوجب من الشعب الكردي ومن الشعوب الاخرى التي تشعر بانها مضطهدة، إبداء وقفة تأمل ومسوؤلية، وأن ترتب أوراقها لنيل هذا الحق لانه حق اقرته المواثيق الدولية وحتى الشرائع السماوية». من جهته أشار الكاتب والمحلل السياسي الكردي كفاح محمود الى وجود تشابه بين نضال الشعب الكردي في العراق وشعب جنوب السودان وتطور المطالب باتجاه الاستقلال حسب الظروف، واضاف: «اعتقد انه مؤشر تقدم لحركة الشعوب، او ما يطلق عليه في العالم بالاقليات ضمن الدول، وتتجه بهذا الاتجاه الايجابي، وبدأت من العراق وما انتجته خلال سنوات عديدة من الحكم الذاتي الى الفدرالي، وكان في السودان ايضا نضال كبير جدا وتمخض اخيراً في الاتفاق مع الحكومة السودانية على اجراء الاستفتاء». ويقول محمود ان خيارات الشعوب ستنتصر في نهاية الامر ويضيف بهذا الصدد : «خيارات الشعوب هي التي ستنتصر في النهاية، وهل ان هذا الشعب يريد شراكة مع الشعب الاخر الذي يتقاسم معه الارض والثروة، وربما سيتطور هذا الخطاب او هذه المطاليب الى حد الاستقلال، واعتقد ان ما يحصل على الخارطة العالمية يتجه نحو هذا المنحى».