٭ سمعتم بالطبع بحلاوة طحينية، وحلاوة سمسمية، وحلاوة شعيرية، وحلاوة حمصية، وحلاوة جوزية.. ٭ ولكن هل سمع أحد منكم بحلاوة اسمها «عَبِيِّدية»؟! ٭ اذا كنتم من العرب العاربة، أو المستعربة، او «المُسترعَبة!!» فقطع شك كنتم ستسمعون بهذا الصنف من اصناف الحلاوة.. ٭ أما إذا كنتم من «متعوربي» السودان فأنّى لكم أن تسمعوا بها؟! ٭ فهذه الحلاوة رغم عروبتها لا صلة «نسب!!» بينه وبين متعوربي بلادنا سوى «الاسم».. ٭ اما براءة الاكتشاف ثم التذوق فهو من نصيب العاربين والمستعربين و«المُسترعَبين».. ٭ وبما اننا اصحاب الفضل الحقيقيين في هذه الحلاوة فسوف نميط اللثام هنا عن سر صناعتها حتى لا يفوت متعوربينا شيءٌ من ثقافة بني يعرب الغذائية.. ٭ فهؤلاء مثل اولئك يأكلون الثريد والقديد والفالوذج.. ٭ ف «إشمعنى يعني» العبيدية هذه يستأثر بها اولئك دون هؤلاء؟!.. ٭ وإليكم الآن المقادير الخاصة بصناعة هذه الحلوى و«ينوبنا» عن ذلك ثواب.. ٭ كوب سكر، كوب ماء، ملعقة شاي من حمض الليمون، مائة غرام من قطر الجلوكوز، نثرة من الفانيلا، ملعقة طعام من ماء الزهر، قطرات من زيت الزيتون، قليل من زبدة الماعز، ملعقة من العجين «الشلح»، كيلوغرام من الفستق.. ٭ ثم إليكم بعد ذلك طريقة التحضير.. ٭ يتم تذويب السكر في قدر على النار حتى يغلي.. ٭ يُضاف حامض الليمون والقطر والشلح ويُحرك جيدا الى ان يتغير اللون.. ٭ يُصب ماء الزهر وتُنثر الفانيليا ثم تُطفأ النار.. ٭ يُضاف الفستق المُحمَّص وزبدة الماعز.. ٭ تدهن الصينية بالطحينية.. ٭ توضع العجينة في الصينية وتُقطَّع بعد ان تبرد.. ٭ وبذا نكون قد حصلنا على حلاوة العبيدية.. ٭ فهي حلاوة سمراء داكنٌ لونها تسرُّ الناظرين.. ٭ بقي ان نُنبِّه «مُتعوربينا» الآن الى السبب في «دُكنة» اللون هذه.. ٭ فالفستق المشار اليه في مكنونات تحضير هذه الحلاوة ليس هو الفستق الذي نعرفه.. ٭ هو الفستق ذاك الذي ظهر في بعض الفضائيات خلال اليومين الماضيين.. ٭ وربما يظهر إلى الآن.. ٭ ففي دولة عربية شهدت احتجاجات جماهيرية على الغلاء التقطت كاميرات هذه الفضائيات اسم صنف غذائي مكتوب «بوضوح شديد!!» على عدد من اللافتات الموضوعة على ما يُعرض في السوق من بقوليات.. ٭ واسم هذا الصنف الذي اظهرته الفضائيات مع شيء من التركيز هو «فستق عبيد!!!».. ٭ ولم يكن الفستق هذا الا «الفول السوداني!!».. ٭ ومن هذا الفستق الخاص ب «العبيد!!» تُصنع الحلاوة ال «عبيدية!!» تلك لتُؤكل في بلاد «عربية!!».. ٭ فكلمة «عبيدية» انما هي من «العبيد».. ٭ والعبيد هنا هم الذين يُنسب اليهم هذا الفول.. ٭ أو هذا الفستق.. ٭ أي أنهم بصريح العبارة «السودانيون!!».. ٭ فكأنما ارادت الأقدار إذاً أن لا يثور «عرب» هذه الدول بسبب الغلاء الا في ايامنا هذي.. ٭ وكأنما ارادت ان لا يلفت نظر مصوِّري هذه الفضائيات خلال رصدهم لهذه الثورات الا اللافتات التي تشير الى فستق العبيد هذي.. ٭ وكأنما ارادت ان لا يتزامن ذلك كله الا مع ايام ابتهاج «معوربينا» بالانفصال هذي.. ٭ وكأنما ارادت اخيرا ان لا يصادف بحث عشوائي من تلقائنا في محرك قوقل الا حلاوة عبيدية في ايامنا هذي.. ٭ كأنما ارادت «المقادير» ذلك حتى يكون كشفنا عن «مقادير» حلاوة فستق العبيد تلك خير هدية نهديها للمحتفلين منا هذه الايام بانفصال الجزء «غير العربي!!»، من بلادنا.. ٭ هدية «صادمة!!» علها تجعل المحتفلين هؤلاء يفيقون من «وهمٍ» شبيهٍ ب «الوهم» ذي اللون «الابيض!!» الذي اشرنا اليه ذات مرة.. ٭ فواحد من السودانيين الكُثر الذين «ركبوا الزلط!!» في زماننا هذا كان يأتينا بمكاتب صحيفة «الرأي الآخر» بين حين وآخر عارضاً علينا بضاعة للبيع يطلق عليها اسم «الوهم!!!».. ٭ كان يضع بضاعته تلك على تخت الاستقبال ثم يصيح بأعلى صوته: «تشتروا وهم؟!!».. ٭ ولم يكن «الوهم» ذاك الا خوذة ناصعة البياض.. ٭ لم يكن إلا وهماً «أبيض!!!!».. ٭ والآن «متعوربي» بلادنا باعوا الجزء الذي يرونه «أسود» من بلادنا ليشتروا ب «ثمنه!!» وهم العروبة «الأبيض».. ٭ وإلى «الواهمين» هؤلاء نهدي مقادير حلاوة «عبيدية» التي كشفنا سرها «العروبي» في كلمتنا هذه... ٭ ثم نقول لهم: «ب «الشفاء!!!!!» إن شاء الله.. ٭ وب «الهنا!!».