بالمنطق لا تنس (الشلح) يالطيب مصطفى ..!!! صلاح الدين عووضة *و(نونسكم) اليوم بشئ كنا قد (لقطناه) خلال تظاهرات احتجاج على الوضع الإقتصادي.. * شيء أشرنا إليه - عرضاً - من قبل ... *والتظاهرات هذه - للعلم - لم تكن في السودان حتى لا نُتهم بالتحايل باسم ( الونسة!!) .. *هي في دولة عربية آسيوية يكفل دستورها حق التظاهر السلمي شريطة الحصول على ( تصديق!!) مسبق .. *ولكن المُضحك في الأمر أن التصديق هذا لم يسبق لراغبٍ في ممارسة حقه في الاحتجاج أن (ظفر!!) به أبداً .. *فهو شئ أشبه ب(لبن العصفور!!) من حيث الاستحالة .. *ويتندر بعض المعارضين هناك بأن لا أحد شاهد (بالغلط) لون التصديق المذكور ليرى إن كان أحمر هو أم أخضر أم أصفر أم أسود ( متنيل بنيلة) .. *بل ربما الحكومة نفسها لا تدري ما لونه إلا إن كانت قد رأت لون أي من ( الغول!!) أو ( العنقاء!!) أو (طائر الرخ!!) .. * المهم ؛ (ما علينا) - كما يقول جاري في هذه الصفحة الزميل عبد الرفيع - ونتحدث عن موضوع ( ونستنا) اليوم .. * لقد سمعتم بالطبع بأصناف (حلاوة) إسمها الطحينية، أو السمسمية، أو الشعيرية، أو الحمصية، أو الجوزية.. *طيب ؛ هل سمعتم بحلوى اسمها (العَبِيِّدية!!) ؟! .. * إذا كنتم من العرب العاربة، أو المستعربة، او «المُسترعَبة!!» فقطع شك كنتم ستسمعون بهذا الصنف من اصناف الحلاوة.. * أما إن كنتم من «متعوربي» السودان فأنّى لكم أن تسمعوا بها ؟! .. *فهذه الحلوى رغم عروبتها لا صلة «نسب!!» بينها وبين متعوربي بلادنا سوى (الإسم!!) .. * اما براءة الاكتشاف ثم التذوق فهو من نصيب العاربين والمستعربين و(المُسترعَبين) .. * وبما أننا اصحاب الفضل الحقيقيين في التعريف بالحلوى هذه فسوف نميط اللثام هنا عن سر صناعتها حتى لا يفوت (دعاة العروبة) - غير ذات الدغمسة - منا شيءٌ من ثقافة (بني يعرب) الغذائية.. * فهؤلاء مثل اولئك يأكلون الثريد والقديد والفالوذج.. *أي ( الفتة) و( الشرموط) و(الحلواء) .. * ف «إشمعنى يعني» العبيدية هذه يستأثر بها اولئك دون هؤلاء؟! .. * وإليكم الآن المقادير الخاصة بصناعة هذه الحلوى و«ينوبنا» عن ذلك ثواب: * كوب سكر، كوب ماء، ملعقة شاي من حمض الليمون، مائة غرام من قطر الجلوكوز، نثرة من الفانيلا، ملعقة طعام من ماء الزهر، قطرات من زيت الزيتون، قليل من زبدة الماعز، ملعقة من العجين «الشلح»، كيلوغرام من الفستق .. * ثم إليكم بعد ذلك طريقة التحضير: * يتم تذويب السكر في قدر على النار حتى يغلي.. * يُضاف حامض الليمون والقطر والشلح ويُحرك جيدا الى ان يتغير اللون.. * يُصب ماء الزهر وتُنثر الفانيليا ثم تُطفأ النار.. * يُضاف الفستق المُحمَّص وزبدة الماعز.. * تدهن الصينية بالطحينية.. * توضع العجينة في الصينية وتُقطَّع بعد ان تبرد.. * وبذا نكون قد حصلنا على حلاوة العبيدية.. * فهي حلاوة سمراء (داكنٌ!!) لونها تسرُّ الناظرين.. * بقي ان نُنبِّه «مُتعوربينا» الآن الى السبب في «دُكنة» اللون هذه.. * فالفستق المشار اليه في مكونات تحضير هذه الحلاوة ليس هو الفستق الذي نعرفه.. *إنه الفستق ذاك الذي ظهر في بعض الفضائيات خلال التظاهرات التي أشرنا إليها.. * وليس أي فستق ؛ وإنما (فستق العبيد!!) تحديداً .. *أي الفستق( السوداني !!) ... * ومن الفستق الخاص ب «العبيد!!» هذا تُصنع الحلاوة ال «عبيدية!!» تلك لتُؤكل في بلاد (عربية ) .. * فكلمة «عبيدية» انما هي من (العبيد !!) ... * والعبيد هنا هم الذين يُنسب اليهم الفول المعروف المُسمى عند بعض الشعوب العربية ( الفستق) .. * أي إنهم بصريح العبارة (السودانيون!!) الذين أُسيء إليهم - (عنصرياً!!) - خلال دورة الألعاب العربية قبل أيام ، ولكن ليس من قِبَل شعب الدولة المُضيفة .. *وب(الهنا والشفا ) يالطيب مصطفى ... * ولا تنس ( الشلح !!!) . الجريدة