عرف الراحل المقيم مصطفى سيد أحمد المقبول، بإنسانيته قبل فنه، ونجد عدد كبير من معجبيه ومحبيه ينادوه كما يحلو لهم «مصطفى الإنسان» نعم هو كذلك، وبين الفينة والأُخرى تظهر حكاية عن مصطفى فى محيط الإنسانية فليس ذلك بمستغرباً عن انسان بقامه مصطفى سيدأحمد. ويقول الشاعر محمد المهدى عبدالوهاب فى العام 1982م حطت بى الأيام لاسكن مع صديقى مصطفى فى نفس البيت الذى إلتقينا فيه أول مرة ومعنا صديقه معاوية سعد ورابعنا كان قريبه أنور محمد الحاج، ويضيف عبد الوهاب عشنا كلنا فى تألف ووضوح ومن حولنا الجيران من مختلف الجنسيات يجمعنا الفن وحب الطرب الحي الكائن غرب الديوم الغربية والمتاخم لجنوب السجانة. ويحكى عبد الوهاب عن حياة العزابة والبروفات الغنائية فيقول، كان باب البيت مفتوحاً لا احد ينهر احد، حتى الصغار والأطفال فالعملية الفنية متاحة للجميع، وفى الاستراحات يتقدم طفل ليعزف على الاكورديون فيساعده العازف عبد الرحمن، وكنا نتجمع فى فناء الدار وبعد الغداء يجتمع الموسيقيون لاداء البروفات فيتحلق حولهم متفرجون من مختلف الاعمار يحفظون أغانى مصطفى ويرددونها فى نشوة ويستمع مصطفى لاراء العازفين ويأخذ ببعضها. اما عن قصة الفتاتين الأثيوبيتين التين كانتا تعيشان معهم يقول شاعر «اخوان الإنسانية» محمد المهدى عبد الوهاب، هاتان الفتاتان لجأتا للسودان وذات يوم عرف مصطفى من احداهن انها واخواتها يلاقين مضايقات لا حصر لها من الرجال والمؤجرين، فأفرغ مصطفى المطبح من محتوياته وحوله إلى حجرة لهن ومن ثم شجعهن فالتحقن بدراسة مسائية وفى الصباح تقومان ببعض الأعمال المنزلية مدفوعة الاجر مثل الطبخ والكنس وكى الملابس وفى المساء عندما يعدن من الدراسة تنضمان الينا وتعيشان كما تعيش البنت فى منزلها والويل كل الويل لاى متانق مختال يحاول اغوائهن او يقل من ادبه امامهن فالفلاح أخو البنات لا يرى الا الاحترام الكامل لانسانيتهن ويقول عبدالوهاب «اعلم ان هاتيتن الفتاتين اينما كانتا هما الان من اشد الناس حزناً عليه». ووهنا لانجد غير تلك الأبيات التى كتبها صديقة الشاعر مدنى النخلى مكملاً تلك المقاطع بدأها الراحل وكان من المفترض أن يغنيها الفنان خالد الصحافة حيث قال: بنحكي ليك عن النجم القدُر ماكاس شرد تايه وليلنا الدقّ ميس الليل عن الوتر .. الرطن مشدود نزف مشدود صليل سيفنا رباط الخيل عن كل الوقف سردب أخو البنوت ضرا المشكوف ذخر الحارّة .. جمل الشيل بنحكي ليك